ثم ولي خطابة جامع ابن المطلب ثم نفذ رسولاً إلى بعض الأطراف فمضى وعاد ولم تحمد طريقه . ولم يكن حافظاً للسانه عما ينبغي فعزل وقبض عليه فحبس إلى أن مات سنة ثمان وتسعين وخمسمائة .
الحافظ الشعراني .
الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد البيهقي الشعراني من ذرية باذان الملك باليمن الذي أسلم بكتاب النبي A هو الحافظ كان يقال : لم تبق مدينة لم يدخلها أبو الفضل لطلب الحديث .
قال الحاكم : كان أديباً فقيهاً عابداً عارفاً بالرجال . كان يرسل شعره فلقب بالشعراني توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين .
وزير المعتصم .
الفضل بن مروان بن ماسرجس وزير المعصم : هو أبو العباس أخذ البيعة للمعتصم وكان يومئذ ببلاد الروم مع أخيه المأمون لما توفي فاعتد له المعتصم بها يداً عنده وفوض إليه الوزارة يوم دخوله بغداد مستهل رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين وخلع عليه ورد أموره كلها إليه فغلب عليه بطول خدمته وتربيته إياه وكان نصراني الأصل ليس له خبرة بعلم وإنما يخبر خدمة الخلفاء وله ديوان رسائل . وكتاب المشاهدات والأخبار التي شاهدها .
ومن كلامه : مثل الكاتب كالدولاب متى تعطل انكسر . وكان قد جلس يوماً لقضاء أشغال الناس ورفعت إليه قصص العامة فرأى في جملتها وقة فيها مكتوب : .
تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر ... فقبلك كان الفضل والفضل والفضل .
ثلاثةٌ أملاكٍ مضوا لسبيلهم ... أبادتهم الأقياد والحبس والقتل .
وإنك قد أصبحت في الناس ظالماً ... ستودي كما أودى الثلاثة من قبل .
أراد بذلك الفضل بن يحيى والفضل بن الربيع والفضل بن سهل .
ثم إن المعتصم تغير عليه وقبض عليه في شهر رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين وقال : عصى الله في طاعتي فسلطني عليه ثم خدم بعد ذلك جماعة من الخلفاء وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين وعمرهخ ثمانون سنة وقيل : ثلاث وتسعون .
وأخذ المعتصم منه لما نكبه ألف ألف دينار عيناً وأثاثاً وآنية بألف ألف دينار وحبسه خمسة أشهر ثم أطلقه واستوزر بعده أحمد بن عمار وقيل : ابن الزيات . وسبب تغيره عليه أن المعتصم كان يكثر الإطلاق على اللهو وكان الفضل لا يمضي ذلك في بعض الأحايين .
ومن كلامه : لا تتعرض لعدوك وهو مقبل فإن إقباله يعينه عليك ولا تتعرض له وهو مدبر فإن إدباره يكفيك أمره .
وقوله أيضاً : مثل عامل السلطان كمثل الخياط يقطع يوماً ديباجاً بألف دينار ويوماً قوهياً بعشرين درهماً .
وقال أبو هفان : كنت يوماً عند الفضل بن مروان فقال لي في شيء جرى : الله المستعان ما أحسن بالرجل أن يذكر ربه على كل حال قال : فقلت له هذا الذي ذكرته ليس هو ربك فقال لي : قد قلت لك غير مرة : إني لو كنت أحسن العروض كنت أقول الشعر مثلك وكما تقوله أنت .
وقال علي بن الحسين الإسكافي : جلس المعتصم للمظالم بعد قبضه على الفضل بن مروان ووزيره أحمد بن عمار بين يديه يقرأ القصص عليه فمرت قصة فيها : .
لا تعجبن فما بالدهر من عجبٍ ... ولا من الله من حصنٍ ولا هرب .
يا فضل لا تجزعن مما بليت به ... من خاصم الدهر جاثاه على الركب .
كم من كريمٍ نشا في بيت مكرمةٍ ... أتاك مختنقاً بالهم والكرب .
أوليته منك إذلالاً ومنقصةً ... فخاب منك ومن ذي العرش لم يخب .
وكم وثبت على قومٍ ذوي شرفٍ ... فما تحرجت من وزرٍ ولا كذب .
خنت الإمام وهذا الخلق قاطبةً ... وجرت حتى أتى المقدار بالعجب .
جمعت شتىً وقد أديتها جملاً ... لأنت أخسر من حمالة الحطب .
فقال المعتصم : علي بصاحب الرقعة فدعي فلم يجب فقال : والله لو أجاب لأنصفته ولو أتت مظلمته على ما بقي من ماله .
السيناني .
الفضل بن موسى السيناني - بالسين المهملة وياء آخر الحروف ونونين بينهما ألف - وسينان قرية من قرى مرو .
قال وكيع : أعرفه ثقة صاحب سنة . وقال أبو نعيم : هو أثبت من ابن المبارك . توفي سنة إحدى وتسعين ومائة وروى له الجماعة وكان أحد الأئمة الأعلام .
ابن البانياسي