ابن الزين خضر محمد بن الخضر بن عبد الرحمن بن سليمان بن علي القاضي تاج الدين ابن زين الدين المعروف بابن الزين خضر كان من جملة كتاب الدرج بباب السلطان ثم أنه كتب قدام الجمالي الوزير وكان حظياً عنده وكان يجلس في دار العدل هو وشمس الدين ابن اللبان خلف موقعي الدست على عادة كتاب درج الوزارة ثم أن السلطان الملك الناصرة جهزه إلى حلب كاتب السر بها لما عزل القاضي جمال الدين ابن الشهاب محمود فتوجه إليها في سنة ثلث وثلثين وسبع ماية فباشرها إلى سنة تسع وثلثين وسبع ماية فحضر في أوايلها صحبة الأمير علاء الدين الطنبغا نايت حلب إلى باب السلطان فعزلهما معاً وجهز بدلهما الأمير سيف الدين طرغاي الجاشنكير نايباً وكان الأمير سيف الدين طاجار الدوادار يعتني به كثيراً فسعى له ورتب من جملة موقعي الدست بين يدي السلطان فأقام على ذلك مدة فلما توفي بدر الدين محمد بن فضل الله كاتب سر دمشق رسم السلطان الملك الكامل للقاضي تاج الدين بكتابة سر دمشق عوضاً عنه فحضر إليها في سلخ شعبان سنة ست وأربعين وسبع ماية وأقام بها إلى ثامن شهر ربيع الآخر فتوفي ليلة الجمعشة من الشهر المذكور سنة سبع وأربعين وسبع ماية ودفن بسفح فاسيون وصلى النايب عليه والقضاة والأعيان وكان مرضه بذو سنطاريا انقطع به ثمانية أيام .
السابق ابن أبي المهزول المعري محمد بن الخضر بن الحسن بن القسم أبو اليمن بن أبي المهزول التنوخي المعروف بالسابق من أهل المعرة قال ابن النجار : كان شاعراً مجوداً مليح القول حسن المعاني رشيق الألفاظ دخل بغداد وجالس ابن باقيا والابيوردي وأبا زكرياء التبريزي وأنشدهم من شعره ودخل الري واصبهان ولقى ابن الهابرية الشاعر وعمل رسالة لقبها تحية الندمان أتى فيها بكل معنى غريب تشتمل على عشرة كراريس وأورد له في مليح حلق شعره : .
وجهك المشتنير قد كان بدراً ... فهو شمس لنفي صدغك عنه .
ثبتت آية النهار عليه ... إذ محا القوم آية الليل منه .
قلت : ارشق منه قول القايل : .
حلقوا شعره ليكسوه قبحا ... غيره منهم عليه وشحا .
كان صبحاً وقد تغشاه ليل ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا .
واغرب منه قول بلول الكاتب : .
حلقوك تقبيحاً لحسنك رغبة ... فزداد وجهك بهجة وضياء .
كالخمر فك ختامها فتشعشعت ... كالشمع قط ذباله فأضاء .
ومن شعر السابق المعري : .
وأغيد واجه المرآة زهواً ... فحرق بالصبابة كل نفس .
وليس من العجايب أن تأتي ... حريق بين مرآة وشمس .
ومن شعره أيضاص .
ولقد عصيت عواذلي واطعته ... رشأ يقتل عاشقيه ولا يدي .
إن تلق شوك اللوم فيه مسامعي ... فبما جنت من ورد وجنته يدي .
ومن شعره أيضاً : .
وراح أراحت ظلام الدجى ... فأبدى الفراش إليها فطارا .
رآها توقد في كأسها ... فيممها يحسب النور نارا .
وما زلت أشربها قهوة ... تميت الظلام وتحيي النهارا .
ومنه : .
حلمت عن السفيه فزاد بغياً ... وعاد فكفه سفهي عليه .
وفعل الخير من شيمي ولكن أتيت الشر مدفوعاً إليه .
قال محب الدين ابن النجار : قال لنا أبو عبد الله بن الملحي : كنت عند السابق قبل موته فقال لي : قد وصف لي صديقنا أبو نصر بن حليم سماقية فتقدم إلى من يطبخها وأنفذها إلي فقلت : نعم وانصرفت فتقدمت إلى غلام لي بتعجيل ما اقترحه وعدت إلى منزلي عاجلاً فقدم من السابق رقعة بخطه المليح : يا سيدنا كانت السماقية ممسكة فصارت ممسكة وأظن سماقها ما نبت والسكين عن ذبح شاتها نبت .
فلا شفى الله من يرجو الشفاء لها ... ولا علت كف ملق كفه فيها .
3ف - كتبت في ظهر الرقعة وأنفذتها وما اقترحه : .
بل كل فلا حرج منه عليك ودع ... عنك التمثل بالأشعار تهديها .
ولا تعن لتشقيق الكلام ولا ... قصد المعاني تنقاها وتبنيها .
قلت : هذا البيت الذي كتبه السابق من جملة أبيات كتبها البحتري الشاعر إلى من وعده بمزورة وسوف تأتي في ترجمته إن شاء الله في مكانها من حرف الواو .
ابن خطاب