عمر بن إسحاق .
الأمير عماد الدين الخِلاطي .
عمر بن إسحاق بن هبة الله الأمير عماد الدين الخِلاطي . ولد بخِلاط سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مائة وتوفي سنة ست وستين وست مائة .
كان عالماً فاضلاً خبيراً حَسن التَّأنّي لطيف الحركات له حُرمة وافرة عند الملوك وكان أبو الخيش لا يقدّم عليه أحداً ويكرمه . وكان أبوه أصوليًّا واعظاً أديباً مصنِّفاً وليَ قضاء خِلاط وتوفي والده المذكور بإربل سنة ست عشرة وست مائة ووفاة الأمير عماد الدين بحماة .
القاضي شمس الدين التنوخي .
عمر بن سعد بن المُنَجّا بن أبي البركات القاضي شمس الدين أبو الفتح التنوخي المعرِّي الأصل الدمشقي الفقيه الحنبلي مدرِّس المسماريّة . وليَ قضاء حرّان مدةً وكذا أبوه وكان عارفاً بالقضاء بصيراً بالشروط . توفي سنة إحدى وأربعين وست مائة . تفقَّه على والده وسمع من أبي المعالي بن صابر وأبي سعد بن أبي عَصْرون وأبي الفضل بن الشَّهْرَزوري قاضي دمشق وابن صدقة الحرّاني . ورحل هو وأخوه عزِّ الدين وسمعا من يحيى بن بوش وعبد الوهاب بن سُكَيْنة وعبد الوهاب بن أبي حبَّة . وروى عنه الحافظ أبو عبد الله البِرزالي ومجد الدين بن العديم وسعد الخير بن النابلسي وأبو علي ابن الخلاّل وجماعة ؛ وبالحضور أبو المعالي بن البالسي . وآخر من حدَّث عنه بنته المعمَّرة المسندة سِتُّ الوزراء .
عمر بن إسماعيل .
رشيد الدين الفارقي .
عمر بن إسماعيل بن مسعود بن سعد بن سعيد بن أبي الكتائب الأديب العلاّمة رشيد الدين أبو حفص الرَّبعي الفارقي الشافعي . ولد سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مائة وتوفي سنة تسع وثمانين وست مائة .
سمع جزء البانياسي من الفخر بن تيميَّة ظهر له بعد موته وسمع من ابن الزَّبيدي وابن باقا . وبرع في النظم وكتب في ديوان الإنشاء عند صاحب مَيّافارقين وعبد الناصر يوسف ومدح السخاوي بقصيدة مليحة ومدحه السخاوي أيضاً . وله يد طولى في التفسير والبديع واللغة وانتهت إليه رئاسة الأدب ووزَر وتقدّم وأفتى وناظر ودرَّس بالظاهريّة وانقطع بها . وله في النحو مقدمتان : كبرى وصغرى . وكان حلو المناظرة مليح النادرة يشارك في الأصول والطبّ وغير ذلك ودرَّس بالناصريَّة مدةً قبل الظاهريَّة . وروى شعره الدمياطي ورضي الدين بن دَبُّوقا وأبو الحجّاج المِزّي والبِرزالي وآخرون وكتب المنسوب وانتفع به جماعة . وخُنق في بيته بالظاهرية وأُخذ ذهبُه ودرَّس بعده علاء الدين ابن بنت الأعَزّ نقلتُ من خطِّ شهاب الدين القوصي في معجمه قال : أنشدني لنفسه وكتب بهما إلى الوزير جمال الدين علي بن جرير إلى قرية القاسمية على يد راجل اسمُه عليٌّ أيضاً : .
حسدتُ عليًّا على كونه ... تَوجَّه دوني إلى القاسميَّهْ .
وما بي شوقٌ إلى قريةٍ ... ولكنْ مراديَ ألْقى سَمِيَّهْ .
قال : وأنشدني لنفسه وكتب بهما إلى شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن حَمُّويَه : .
من غَرْسِ نعمته وناظمِ مدحِهِ ... بين الوَرَى وسَميِّه ووَليِّهِ .
يشكو ظماه إلى السَّحاب لعلَّه ... يرويه من وَسْميِّهِ ووليهِ .
قال : وأنشدني لنفسه وقد رآني أتكلّم مع شمس الدين قاضي القضاة ابن سنيِّ الدولة : .
كلُّ شهابٍ يغيبُ عند طلو ... عِ الشمسِ إلاَّ الشهابَ من قوصِ .
وهو إِذا أشكلت مسائلنا ... قاضٍ وفي الحكم غيرُ منقوصِ .
قال : وأنشدني له وقد أُنكر عليه تطويله في قصيدةٍ مدح بها الأشرف : .
لقد اختصرتُ مديحَ موسى عالماً ... أنَّ البليغ وإن طال مُقَصِّرُ .
لكن تأرَّجَ مدحُه فحسبتُه ... ورداً ونفعُ الورد حين يُكَرَّرُ .
قال : وأنشدني لنفسه وكتب بهما إلى محيي الدين بن الزكي : .
قالوا : جفاك الإمامُ يحيى ... وأنتَ في حبِّه مُغالي .
فقلتُ : إن باعني رخيصاً ... فإنَّني أشتريه غالي .
قال : وأنشدني لنفسه : .
خَوْدٌ تجمَّع فيها كلُّ مُفْتَرِقٍ ... من المعاني التي تستغرق الكَلِما .
عطتْ غزالاً سطتْ ليثاً خطتْ غُصُناً ... فاحتْ عبيراً رنتْ نَبْلاً بدتْ صَنَما .
قال : وأنشدني لنفسه :