علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور الشاعرُ المنجِّم أبو الحسن . كان نديم المتوكّل خاصًّا به متقدِّماً عنده وانتقل إلى مَن بعده من الخلفاء ولم يزل مكيناً عندهم حظيًّا لديهم يجلس بين أيدي أسرَّتهم ويُفضون إليه بأسرارهم ويأمنونه على أخبارهم . وكان قبل اتصاله بالخلفاء يلوذُ بمحمد بن إسحاق بن إبراهيم المُصْعَبي ثمَّ اتصل بالفتح بن خاقان وعمل له خزانة كتبٍ أكثرُها حكمة . قلت : كذا قال ابن خلِّكان وهو وهم منه لأن هذه الترجمة ترجمة جدِّه علي بن يحيى وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى ؛ لأنَّ المتوكل توفِّي سنة سبع وأربعين ومائتين ؛ ثمَّ إنَّه قال : عاش إلى أن خدم المعتمد والمعتمد توفِّي سنة تسع وسبعين ومائتين وهي بعد مولد هذا علي بن هارون بسنتين . وإِنَّما هذا كلّه من ترجمة جدّه علي بن يحيى على ما سيأتي إن شَاءَ الله تعالى وولد سنة سبع وسبعين ومائتين وقبل سنة ستّ توفِّي سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة .
ومن كتبه : كتاب النورُوز والمهرجان كتاب الردّ على الخليل في العروض كتاب الرسالة في الفرق بين إبراهيم بن المهدي وإسحاق بن إبراهيم الموصلي في الغناء كتاب ابتدأ فيه بنسب أهله عمله للمهلَّبي الوزير ولم يتم كتاب اللفظ المحيط بنقض ما لفظ به اللقيط عارض به كتاب أبي الفرج الأصبهاني كتاب الفرق والمعيار بين الأوغاد والأَحرار كتاب القوافي عمله لعضد الدولة . ومن شعره : .
بأبي والله مَن طَرَقا ... كابتسام البرق إنْ خَفَقَا .
زادني شوقاً برؤيته ... وحشا قلبي به حُرَقا .
مَن لقلبٍ هائمٍ كَلِفٍ ... كلَّما سكَّنتهُ خَفَقَا .
زارني طيفُ الحبيب فما ... زاد أن أغرى به الأَرَقَا .
ومنه : .
بيني وبينك في الهَوَى أسبابُ ... وإلى المحبَّةِ ترجعُ الأَنسابُ .
يا غائباً بكتابه ووصاله ... هل يُرْتجى من غيبتيك إيابُ ؟ .
لولا التعلُّلُ بالرجا لتقطَّعَتْ ... نَفْسٌ عليك شعارُها الأوصابُ .
لا تأسَ من رَوح الإله فربَّما ... يصلُ القَطوعُ ويَحْضُرُ الغُيَّابُ .
ومنه ما كتبه إلى ابن الخوارزمي وقد وَثِئت رجله : .
كيف نالَ العثارُ مَن لم يول من ... ه مُقيلاً في كلِّ خطبٍ جسيمِ .
أو ترقَّى الردى إلى قدمٍ لم ... تَخْطُ إلاَّ إلى مقامٍ كريمِ .
القرميسيني النحوي .
علي بن هارون بن نصر القرميسيني النحوي أبو الحسن . أخذ عن عليّ ابن سليمان الأخفش وأخذ عنه عبد السلام البصري . وتوفِّي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة ومولده سنة تسعين ومائتين .
الخزَّار الكوفي .
علي بن هاشم بن البَرِيد أبو الحسن القرشي مولاهم الخزَّار الكوفي . وثَّقه ابن مَعين وغيره وكان شيعيًّا بغيضاً . وقال أبو داود : ثَبْتٌ يتشيَّع . وقال ابن حِبَّان : روى المناكير . وتوفِّي سنة إحدى وثمانين ومائة وروى له مسلم والأربعة .
علي بن هبة الله .
عليّ بن هبة الله بن جعفر بن علكان بن محمد بن دُلَف بن أبي دُلَف القاسم بن عيسى - وتمام النسب سيأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة القاسم - أبو نصر بن أبي القاسم بن ماكُولا . كان أبوه وزير جلال الدولة بن بُوَيه وكان عمُّه أبو عبد الله الحسن ين جعفر قاضي القضاة ببغداذ الحافظ أبو الحسن الجَرْباذقاني يُلقَّبُ بالأَمير . كان لبيباً عارفاً ترشَّح للحفظ حتَّى كان يقال له : الخطيب الثاني . قال ابن الجوزي : سمعتُ شيخنا عبد الوهَّاب يقدح فيه ويقول : العلم يحتاج إلى دين .
صنَّف كتاب المختلف والمؤتلف جمع فيه بين كتاب الدارقطني وعبد الغني والخطيب . وزاد عليهم زيادات كثيرة ؛ وله كتاب الوزراء . وكان نحويًّا مجوِّداً وشاعراً صحيح النقل ما كان في البغداذيين في زمانه مثله . سمع أبا طالب بن غَيلان وأبا بكر بن بِشران وأبا القاسم بن شاهين وأبا الطيِّب الطبري . وسافر إلى الشام والسواحل وديار مصر والجزيرة والثغور والجبال ودخل بلاد خراسان وما وراء النهر وجال في الآفاق