عن البدر يوم البَين مِيطَ نِقابها ... ولِيثَ على غصنِ الأَراك ثيابُها .
غريبَةُ أوصافٍ فأمَّا اقترابُها ... فأيَّةُ أوصابٍ وأمَّا اغترابُها .
وقفتُ على أطلالها لتجيبَ إن ... سألتُ وما يُجدي عليَّ جوابُها .
إِذا دِمْنَةٌ أقوتْ وخفَّ قطينُها ... وبانت سُلَيْماها ومانتْ ربابُها .
فلا جَرَّتِ الأَرواحُ لطفاً ذيولَها ... بها لا ولا روَّى ثَراها ربابُها .
وإنِّي لأهوى أن أُلمَّ بزينبٍ ... برامَةَ لولا عُربُها وعِرابُها .
وليلةَ زارتنا عقيبَ ازوِرارِها ... كما انجاب عن شمس النهار ضبابُها .
فبتنا وكلٌّ مُظْهِرٌ مُضْمَرَ الهَوَى ... ودأبي لها الإعتابُ والعتبُ دابُها .
ويأبى نصابي أن أُلمَّ بريبةٍ ... وتلك إِذا يأبى الدنايا نصابُها .
وما ريقُها إلاَّ سلافَةُ بابلٍ ... ومبسِمُها الوضَّاح إلاَّ حَبابُها .
وغرَّد ديكٌ كان ميعادَ بَيْنِها ... فيا ليتها دامت ودام عتابُها .
لئن نلتُ من شهد الزيارة مَذْقَةً ... لقد نال منِّي غبَّ ذلك صابُها .
ولمَّا دعتنا للنوى غربةُ النوى ... وصاح بتفريق الفريق غُرابُها .
أحببنا نداها ليتنا لم نُجب لها ... نداءً ولم توجَفْ بركبٍ رِكابُها .
ودارت علينا للفراق مُدامةٌ ... فأصبح كلٌّ قد دهاه شرابُها .
فلينا الفلا باليعمَلات سُرًى وقد ... تهادى بنا وهادها وهضابُها .
طغى آلُها في ألِها وسرى بها ... غروراً ليشفى من صداها سَرابُها .
وحامت على عاصي حماةٍ ظواميا ... فزاد بها غِبَّ الوُرود التهابُها .
وبتنا بها في ليلة نابغيةٍ ... نساور رُقشاً ينفث السمَّ نابُها .
إلى أن فرى سيفُ الصباح أديمَها ... وأجفل خوفاً بدرُها وشهابُها .
رمينا بها صُورانَ وهي جوانحٌ ... تَلَفَّتُ صُوراً نحو حمصٍ رقابُها .
ومنه : .
أيجمعني وشمسَ الخمر شمسُ ال ... خمارِ بغفلَتَيْ واشٍ ودهرِ .
فأخلُوَ بابنتَيْ كَرَمٍ وكَرْمٍ ... وأرشفَ ريقَتَيْ قدحٍ وثغرِ .
المأرِبي .
علي بن محمود بن زياد بن المأرِبي بالراء والباء ثانية الحروف اليمني الشاعر ابن الشاعر . وسيأتي ذكر والده في حرف الميم إن شاء الله تعالى . قال علي في انتقال ذي جِبْلَة من المنصور بن المفضَّل إلى الداعي محمد بن سبأ : .
بذي جِبْلَةٍ إليك وإنَّها ... لتُظهر للشيخ الذي ليس تُضمرُ .
عوائدُ للغيدِ الغواني وإنَّها ... من الشيخ نحو ابن الثلاثين تَنْفِرُ .
مُدَرِّسُ القَيْمُرِيَّة الشافعي .
علي بن محمود بن علي القاضي شمس الدين أبو الحسن الشهرَزُوري الكردي الشافعي مدرِّس القيمريَّة وأبو مدرِّسها الصلاح . وجدُّ مدرِّسها شمس الدين . كان شيخاً فقيهاً إماماً عارفاً بالمذهب موصوفاً بجودة النقل وحسن الديانة . بنى الأمير ناصر الدين مدرسته بالخُرَيْميّين . وفوَّض تدريسها إليه وإلى أولاده وأهل الأهليَّة من ذرِّيته . وناب في القضاء عن ابن خلِّكان وتكلَّم بحضرة السلطان عند الحوطة على الأملاك والبساتين فقال : الماء والكلأ والمرعى لله لا يُملك وكلّ من بيده ملك فهو له ؛ فبُهت له السلطان . وقد سمع ببغداذ من جماعة مع ابن العديم ولم يروِ . وتوفِّي سنة خمس وسبعين وست مائة .
الشاعر المنجِّم اليشكُري .
علي بن محمود بن حسن بن نبهان بن سَنَدٍ علاء الدين أبو الحسن اليشكُري ثمَّ الرَّبَعي البغداذي الأصل المصري المولد الشاعر المنجِّم . ولد سنة خمس وتسعين وست مائة . سمع بدمشق من ابن طَبَرْزَد والكندي . أخذ عنه الدِّمياطي وغيره ؛ وتورَّع كثير من الطلبة عن الأخذ عنه لكونه منجِّماً . وسمع منه البِرزالي وكانت له يد طولى في علم الفلك والتقاويم وعمل الأزياج . مع النظم الحسن وحسن الخط . توفي في سابع عشرين شهر رمضان .
ومن شعره :