علي بن محمد بن عبد الملك بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن الكُتامي الحِمْيَري المغربي الفاسي الحافظ ابن القطان . كان من أبصر الناس بصناعة الحديث وأحفظهم لأسماء الرجال وأشدّهم عنايةً بالرواية . نال بخدمة السلطان بمرَّاكُش دنيا عريضة وله تواليف ودرَّس وحدَّث . توفِّي على قضاء سِجِلْماسَة . قال الشيخ شمس الدين : طالعت جميع كتابه الوهم والإيهام الذي عمله على تبيين ما وقع من ذلك لعبد الحقّ في الأَحكام ؛ يدلُّ على تبحُّره في علم الحديث وسيلان ذهنه لكنه تعنَّتَ وتكلَّم في حال الرجال فما أنصف بحيث أنَّه زعم أنَّ هشام بن عروة وسهيل بن أبي صالح ممَّن تغيَّر واختلط . وهنا فاتته سكتة ؛ ولكن محاسنه جمَّة . وتوفي سنة ثمان وعشرين وست مائة .
الشيباني الكاتب .
علي بن محمد بن عبد الواحد بن الحُصين أبو الحسن الشيباني البغداذي الكاتب من بيت مشهور بالرياسة والتقدّم ورواية الحديث . كان كاتباً أديباً . وتوفِّي سنة سبع وخمسين وخمس مائة في شهر رجب وله خمس وثمانون سنة . ومن شعره في الوزير ابن هُبيرة : .
لكَ اللهُ من ريب الزمان لك اللهُ ... ولا زلتَ تُعْطَى كلَّ ما تتمنَّاهُ .
أتى العيد مشتاقاً إليك لأنَّهُ ... غدا وهو لفظٌ أنت بالجود معناهُ .
تتوَّجَ من علياك تاجَ مفاخرٍ ... تُباهي بها في غاية الدهر علياهُ .
ابن الكوفي .
علي بن محمد بن عبيد بن الزبير أبو الحسن الأسَدي البغداذي المعروف بابن الكوفي كان من خواصّ ثعلب روى عنه كثيراً . مولده سنة أربع وخمسين ومائتين وتوفِّي سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مائة .
ومن تصانيفه : كتاب الهمز كتاب معاني الشعر كتاب الفرائد والقلائد . قال ياقوت : رأيت بخطِّه عدّة كتب فلم أرَ أحسن ضبطاً وإتقاناً للكتابة منه فإنه يجعل الإعراب على الحرف بمقدار الحرف احتياطاً ويكتب على الكلمة المشكوك فيها عدة مرار : صح صح صح ؛ وكان من جمَّاعي الكتب وأرباب الهَوَى فيها . أنفق على العلم ثلاثين ألف درهم . وكتب إليه أبو الهَيْذام كَلاّب بن حمزةَ العُقيلي اللغوي - وسيأتي ذكره إن شَاءَ الله تعالى في موضعه - أبياتاً طويلة منها : .
أبا حسنٍ أراك تمدُّ حبلي ... لتقطعَه وأرسلُه بجهدي .
وأتبعُهُ إِذا قَصُرَ احتياطاً ... وأنتَ تشدُّ جذبك أيَّ شدِّ .
أُخَيَّ فكم يكون بقاء حبلٍ ... يُتَلْتَلُ بين إرسال ومدِّ .
ابن عبدوس الكوفي .
علي بن محمد بن عبدوس الكوفي النحوي . ذكره محمد بن إسحاق . وله من الكتب : كتاب ميزان الشعر بالعروض كتاب البرهان في علل النحو كتاب معاني الشعر .
الهادي بن الجواد .
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب . وهو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية . كان قد سُعي به إلى المتوكّل وقيل إنَّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته وأوهموه أنَّه يطلب الأمر لنفسه ؛ فوجَّه إليه عدَّةً من الأتراك فهجموا منزله على غفلةٍ فوجدوه في بيت مغلق وعليه مِدرعة من شعر وعلى رأسه مِلحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنَّم بآياتٍ من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إلاَّ الرمل والحصى فأُخذ على الصورة التي وُجد عليها في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكّل في مجلس شرابه وبيده كأس ؛ فلمَّا رآه أعظمه وأجلسه إلى جانبه فناوله الكأس فقال : يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قطُّ فاعفني منه . فأعفاه وقال : أنشدني شعراً أستحسنه ؛ فقال : إنِّي لَقليل الرواية منه . فقال : لا بدَّ . فأنشده : .
باتوا على قُلَلِ الأَجبال تحرسهمْ ... غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلَلُ .
واستُنزلوا بعد عِزٍّ من معاقلهم ... فأُودعوا حُفَراً يا بئسَ ما نزلوا .
ناداهمُ صارخٌ من بعدِ ما قُبِروا : ... أين الأَسرّة والتيجان والحُلَلُ ؟ .
أين الوجوه التي كانت منعَّمةً ... من دونها تُضربُ الأَستار والكِلَلُ ؟