الشريف الرضى محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم المعروف بالشريف الرضى بن الطاهر ذى المناقب أبي أحمد الحسين صاحب الديوان المشهور يسميه الأدباء النايحة الثكلى لرقة شعره قال الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل وهو أشعر الطالبين ويقال أشعر قريش قلت : معناه أنه ليس لقرشي كثرة جيده كان أبوه قديما يتولى نقابة الطالبين والنظر في المظالم والحج بالناس فلما توفي أبوه رثاه أبو العلاء المعرى بقصيدته الفائية المشهورة التي أولها .
أودى فليت الحادثات كفاف .
منها يذكر الغراب : .
لا خاب سعيك من خفاف اسحم ... كسحيم الأسدي أو كخفاف .
من شاعر للبين قال قصيدة ... يرثى الشريف على روى القاف .
منها : .
فارقت دهرك ساخطاً افعاله ... وهو الجدير بقلة الأنصاف .
ولقيت ربك فاسترد لك الهدى ... ما نالت الأقوام بالإتلاف .
ابقيت فينا كوكبين سناهما ... في الصبح والظلماء ليس بخاف .
قدرين في الإرداء بل مطرين في ... الأجداء بل قمرين في الأسداف .
والراح أن قيل ابنة العنب اكتفت ... بأب من الأسماء والأوصاف .
ما زاغ بيتكم الرفيع وإنما ... بالوهم ادركه خفى زحاف .
قلت : ما غزى كبير بذاهب سلف بمثل هذا البيت وقوله فيما مر يرثى الشريف على روى القاف يريد قول الغراب غاق كلما كررها وهو من أحسن تخيل وردت الأعمال التي كانت بيد أبيه إليه في حياته قال ابن جنى : احضر الشريف وهو صغير لم يبلغ العشر من السنين إلى ابن السيرافي فلقنه النحو فلما كان بعد مديدة وهو قاعد في الحلقة ذاكره بشىء من الأعراب على عادة التعليم فقال له إذا قلنا رأيت عمر ما علاقة النصب فيه فقال الرضى بغض على فعجب السيرافي والحاضرون من حدة ذهنه قلت : ذكرت ها هنا قول الوراق الحظيري فيمن اسمه فتح وهو مليح إلى الغاية : .
يا فتح يا اشهر كل الورى ... باللوم والخسة والكذب .
كم تدعى شيعة آل العبا ... اسمك ينبيني عن النصب .
وله كتاب في مجاز القرآن نادر وكتاب في معاني القرآن والمتشابه في القرآن مجازات الآثار النبوية مشتمل على أحاديث تلخيص البيان عن مجازات القرآن سيرة والده الطاهر شعر ابن الحجاج أخبار قضاة بغداد رسايله ثلث مجدلات ديوان شعره ثلث مجلدات والناس يزعمون أن نهج البلاغة من انشايه سمعت الشيخ الإمام العلامة تقي الدين احمد بن تيممية C تعالى يقول ليس كذلك بل الذي فيه من كلام على بن أبي طالب معروف والذي فيه للشريف الرضى معروف أو كما قال يقال أنه اجتاز بعض الأدباء بدار الشريف الرضى وقد هدمت واخنى عليها الزمان واذهب ديباجتها وبقايا رسومها فتعجب من صروف الزمان وأنشد قول الرضى .
ولقد وقفت على ربوعهم ... وطلولها بيد البلى نهب .
فبكيت حتى ضج من لغب ... نضوى ولج بعذلى الركب .
وتلفتت عيني فمذ خفيت ... عني الطلول تلفت القلب .
فمر به آخر وهو ينشدها فقال اتعرف هذه الدار لمن فقال لا قال هي لقايل هذه الأبيات الشريف الرضى ومن نظم الشريف الرضى يخاطب الإمام القادر : .
عطفا أمير المؤمنين فاتنا ... في دوحة العلياء لا نتفرق .
ما بيننا يوم الفخار تفاوت ... أبداً كلانا في السيادة معرق .
إلا الخلافة ميزتك فأنني ... أنا عاطل منها وأنت مطوق .
فيقال أن الخليفة لما بلغته الأبيات قال على رغم أنف الرضى ويقال أنه كان يوما جالسا بين يديه فأخذ يعبث بذقنه ويرفعها إلى أنفه فقال له الخليفة كأنك تشم فيها رايحة الخلافة فقال لا والله رايحة النبوة وهذا أنا استبعد وقوع مثله بين يدي الخليفة ومن شعره قوله : .
يا ليلة السفح إلا عدت ثانية ... سقى زمانك هطال من الديم .
ماض من العيش لو يفدى بذلت له ... كرايم المال من خيل ومن نعم