علي بن محمد بن أحمد صاحب الزنج الخبيث أبو الحسن . كان يدعي أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقيل أنه علي بن محمد بن عبد الرحيم بن رجيب رجل من العجم من أهل ورزنين من قرى الري . ذكرت قره بنت عبد الواحد بن محمد الشامي وهي أمه أن أباها كان يحج ويمر بالمدينة في كل سنة وينزل على شيخ من آل أبي طالب فيبره ويكرمه وكان يحمل إليه الهدايا في كل عام من الري . فحج بها سنة فإذا ابنه محمد وهو أبو علي في عشرة أعوام فلما حج أبوها قابلاً وجد الشيخ توفي وبقي ابنه محمد فبره بما معه وعرض عليه المجيء معه فأبى . وقال : تمنعني والدتي وأختي فحج أبوها قابلاً فوجدهما قد توفيا فأخذ محمداً معه وحضر به إلى قرية ورزنين وعرض عليه الزواج بي فأبى وقال : إني كنت رأيت في المنام أني بلت بولة أحرقت نصف الدنيا فنهاني أبي عن الزواج ثم إنه تزوج بي فولدت له ابنتين ماتتا صغيرتين ثم مات أبي ثم ولدت له ابنه علي بن محمد . ثم إن محمداً أتلف مالي ومزقه وفارقته لأجل جارية اشتراها فخرج بابنه من عندي ولم أعرف لهما خبراً عدة سنين . ثم رجع الولد إلي وأخبر بموت والده . وأقام عندي بالري مدة لا يدع أحداً عنده أدباً ولا رواية إلا أخذها . وتوجه إلى خراسان وغاب سنتين أو ثلاثة وعاد فأقام مديدة ثم غاب الغيبة التي خرج فيها . وورد كتابه من البصرة بما صار إليه ومعه مال فلم أقبله لما صح عندي من أمره .
وقال علي صاحب الزنج : اعتللت علة غليظة وأنا صغير فجاء أبي يعودني فوجد أمي قاعدة عند رأسي فقلت له : إنه يموت فقال : إذا مات هذا من يخرب البصرة ؟ قال : فما زال في قلبي ذلك إلى أن خرجت بها