واتصل بنور الدين الشهيد وقدم رسولاً إلى بغداد سنة سبع وستين وخمس مائة وحدث بها عن أبيه وابن الحصين كذا قال محب الدين ابن النجار . انتهت قلت : وأظنه مهذب الدين ابن النقاش الطبيب الأديب صاحب أمين الدولة ابن التلميذ . طب بدمشق ورأس بها واشتهر ذكره . وخدم نور الدين بالطب والإنشاء وباشر في مارستانه . ثم خدم صلاح الدين وأوقعه الله في لسان الوهراني وفيه وضع المنام المشهور عنه . وقد مر طرف في ترجمة الوهراني .
وتوفي مهذب الدين سنة أربع وسبعين وخمس مائة ومن شعره : من المتقارب .
رزقت يساراً فوافيت من ... قدرت به حين لم يرزق .
وأتلفت من بعده فاعتذرت ... إليه اعتذار أخ مملق .
وإن كان يشكر فيما مضى ... بذا فسيعذر فيما بقي .
ومن شعر النقاش : من الكامل المجزوء .
كيف السلو وقد تملك مهجتي من غير أمري .
قمر تراه إذا استسر كمثل أربعة وعشر .
يرنو بنجلاوين يسقم من سقامهما ويبري .
وإذا تبسم في دجى ... ليل شهدت له بفجر .
قلت : شعر جيد عماد الدين القيمري علي بن عيسى بن علي بن يوسف الأمير عماد الدين ابن الأمير ناصر الدين ابن الأمير سيف الدين أبي الحسن ابن الأمير أسد الدين ابن أبي الفوارس القيمري الكردي ابن صاحب قلعة قيمر . بطل الخدمة وأقام بالجبل مدة وتوفي بالنيرب سنة إحدى وثمانين وست مائة ودفن بتربة جده سيف الدين تجاه مارستانه بالجبل وقلعة قيمر بقرب اسعرد .
بهاء الدين الإربلي الكاتب علي بن عيسى بن عيسى الصاحب بهاء الدين ابن الأمير فخر الدين ابن أبي الفتح الإربلي المنشيء الكاتب البارع له شعر وترسل . كان رئيساً كتب لمتولي إربل ابن صلايا ثم خدم ببغداد في ديوان الإنشاء أيام علاء الدين صاحب الديوان ثم إنه فتر سوقه في دولة اليهود ثم تراجع بعدهم وسلم ولم ينكب إلى أن مات سنة اثنتين وتسعين وست مائة . وكان صاحب تجمل وحشمة ومكارم وفيه تشيع . وكان أبوه والياً بإربل وقد أفرد له العز الإربلي ترجمة في جزء كبير . ولبهاء الدين مصنفات أدبية مثل المقامات الأربع ورسالة الطيف المشهورة وغيرهما وخلف تركة عظيمة بنحو الألف ألف درهم تسلمها ابنه أبو الفتح ومحقها ومات صعلوكاً بإربل .
الكاتب علي بن عيسى بن يزدانبروذ تأتي ترجمة عيسى أبيه في مكانها إن شاء الله تعالى . تصرف بعد موت والده في الأعمال ولم تزل حاله تترقى وتزداد إلى أن اتصل بإسحق بن إبراهيم الظاهري وكتب له . وبقي على ذلك إلى أيام المتوكل وإليه السواد يدبره ويعمله وهو يزاد نمواً وارتفاعاً إلى أن توفي إسحق واستخلف محمداً ابنه . فعادى علي بن عيسى وأخذ في إغراء المتوكل به . ثم توفي محمد بن إسحق فطلب المتوكل من علي مالاً كثيراً فامتنع عليه . ولم يزل ينزله فيما التمسه منه حتى صير ذلك مائة ألف دينار فخلف أنه ما ملك ثلثها قط وأصر على الامتناع فنكبه واستصفى ماله وأخذ منه أضعاف ما التمسه .
القاضي الفزاري الكوفي علي بن غراب القاضي أبو الحسن وقيل : أبو الوليد الفزاري الكوفي . روى عن إسماعيل بن أبي خالد والأحوص بن حكيم وهشام بن عروة وعمر مولى عفرة . وروى عنه أحمد وزياد بن أيوب والحسين بن الحسن المروزي ومحمد بن عبد الله بن عمار وجماعة . قال ابن معين : صدوق وضعفه أبو داود . توفي سنة أربع وثمانين ومائة وروى عنه النسائي وابن ماجة .
المالكي المصري علي بن غنائم بن عمر بن إبراهيم أبو الحسن الأنصاري الخرقي الفقيه المالكي المصري . سمع بمصر أبا العباس إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن النحاسة ومحمد بن الفضل بن نظيف الفراء وصلة بن المؤمل بن خلف البغداذي وجماعة بمكة وبغداد وقدم بغداد وأقام بها وحدث عن عامة شيوخه . وكان من الصالحين توفي سنة سبع وسبعين وأربع مائة .
إبن ريشا علي بن أبي الفرج بن أبي الفتح أبو الحسن القسام الكاتب البغدادي المعروف بابن ريشا . كان نصرانياً فأسلم وحسن إسلامه . وكان يحضر حلقات الحديث في كل جمعة من صباه إلى آخر عمره . قال محب الدين ابن النجار : سمع معنا كثيراً وكان صالحاً متديناً كثير العبادة سليم الجانب ساكناً توفي سنة ثلاث عشرة وست مائة .
الفرزدقي المجاشعي