حكى أن والده العلامة أبو الفرج دخل يوماً إلى الطهارة وترك منشفة كان فيها ستة دنانير مربوطة فتناول عليشة الذهب . فلما خرج والده افتقد الذهب فوجده قد ذهب ونظر إلى ابنه فوجده ناعساً يخط فقال له : والك عليشة هذا الذهب كان بنج فانتبه وقال : لا والله إلا شش .
السمنجاني الحديثي الشافعي علي بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن بابويه أبو الحسن السمنجاني الحديثي من حديثه الموصل . تفقه ببخارا على أبي سهل الأبيوردي وسمع منه ومن إبراهيم بن علي الطيوري ومحمد بن عبد العزيز القنطري ومحمد بن أحمد البرقي وسكن أصبهان . وكان من أعيان فقهاء الشافعية . تخرج عليه جماعة وكان كثير العبادة دائم التلاوة والذكر توفي سنة اثنتين وخمس مائة وكان صلباً في مذهبه .
أبو الخطاب ابن الجراح الشافعي علي بن عبد الرحمن بن هرون بن عبد الرحمن بن عيسى بن داود بن الجراح الكاتب أبو الخطاب ابن أبي علي . كان من أعيان القراء صنف في القراءات كتاباً ونظم في القراءات قصيدة سماها : المسعدة وكان يؤم بالمقتدي بالله ثم بالمستظهر . وكان شافعي المذهب . قرأ بالروايات على الحسن بن علي بن الصقر الكاتب ومحمد بن عمر بن بكير النجار وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الخباز وغيرهم . وسمع من جماعة وكان إماماً في اللغة ويكتب خطاً حسناً . ولد سنة تسع وأربع مائة وتوفي ببغداد سنة سبع وتسعين وأربع مائة ومن شعره : من البسيط .
لا ينسينك ميعاداً مننت به ... تقادم العهد فالميعاد ميثاق .
وافتح بلطفك باب النجح مجتهداً ... ففي الأنام مفاتيح وأغلاق .
تزكو الصنيعة عندي إن مننت بها ... كما زكت منك أخلاق وأعراق .
أبو العلاء السوسي اللغوي علي بن عبد الرحمن الخراز السوسي أبو العلاء اللغوي من سوس خوزستان . قال ياقوت : من أهل الأدب واللغة . سمع المحاملي أبا عبد الله . روى عنه أبو نصر السجزي الحافظ ولا أعلم من حاله غير هذا .
إبن يونس الحافظ صاحب الزيج علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري . سمع وروى قال الشيخ شمس الدين : لا تحل الرواية عنه لأنه صنف الزنج للحاكم في أربع مجلدات . توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة فجأة . فلت : وقال ابن خلكان : بسط القول فيه والعمل وما أقصر فيه حرره ولم أر في الأزياج مثله ولا أطول فيها منه على كثرتها . وذكر أن الذي أمره بعمله العزيز فابتدأه له . وكان مختصاً بعلم النجوم متصرفاً في سائر العلوم بارعاً في الشعر . وخلف ولداً متخلفاً باع كتبه وجميع تصانيفه بالأرطال في الصابونيين . وكان قد أفنى عمره في الرصد والتسيير للمواليد . وكان يقف للكواكب .
قال المسبحي : أخبرني أبو الحسن المنجم الطبراني أنه طلع معه إلى الجبل المقطم وقد وقف للزهرة فنزع ثوبه وعمامته ولبس ثوباً نساوياً أحمر ومقنعة حمراء وتقنع بها وأخرج عوداً فضرب به والبخور بين يديه فكان عجباً من العجائب . وكان أبله مغفلاً يعتم على طرطور طويل ويجعل رداءه فوق العمامة . وكان طويلاً فإذا ركب ضحك الناس منه . ومع هذه الحالة كانت له إصابة بديعة غريبة في النجامة لا يشاركه فيها غيره . وكان أحد الشهود عدله القاضي أبو عبد الله محمد بن النعمان سنة ثمانين وثلاث مائة . وكان يضرب بالعود على سبيل التأدب . قال الحاكم صاحب مصر : دخل يوماً إلي ومداسه في يده فقبل الأرض وجلس وترك المداس إلى جانبه وأنا أراه وأراها وهو بالقرب مني فلما أراد الانصراف قبل الأرض وقدم مداسه ولبسه وانصرف . ومن شعره : من الطويل .
أحمل نشر الريح عند هبوبه ... رسالة مشتاق لوجه حبيبه .
بنفسي من تحيا النفوس بقربه ... ومن طابت الدنيا به وبطيبه .
وجدد وجدي طائف منه في الكرى ... سرى موهناً في خفية من رقيبه .
لعمري لقد عطلت كأسي بعده ... وغيبتها عني لبعد مغيبه .
قلت : شعر جيد .
ابن عليك علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن عليك بفتح العين وكسر اللام وتشديد الياء آخر الحروف وبعدها كاف . أبو القاسم النيسابوري . كان فاضلاً عالماً من أولاد المحدثين . تنقل في البلاد وسمع وحدث وتوفي سنة ثمان وستين وأربع مائة .
ابن أبي البشر الصقلي