وما كنت في عيه مقصرا ... وأشلاء أمك لم تنبش .
منها : .
أما والقريض ونقاده ... وبحشك فيه مع البحش .
ودعواك عرفان نقاده ... بفضل النقي على الأنمش .
لئن جئت ذا بشر حالك ... لقد جئت ذا نسب أبرش .
وما واحد جاء من أمة ... بأعجب من ناقد أخفش .
كأن سنا الشتم في عرضه ... سنا الفجر في السحر الأغبش .
أقول وقد جاءني أنه ... ينوش هجائي مع النوش .
إذا أغطش الدهر أحكامه ... سطا أضعف القوم بالأبطش .
وما كل من أفحشت أمه ... تعرض للمقذع الأفحش .
وهي طويلة فلما سار هجاؤه جمع أصحابه وكان للأخفش جماعة أصحاب من الرؤساء ودخلوا على ابن الرومي فكف عن هجائه وسألوه أن يمدحه فقال : من الخفيف .
ذكر الأخفش القديم فقلنا : ... إن للأخفش الحديث لفضلا .
وإذا ما حكمت والروم قومي ... في كلام معرب كان عدلا .
أنا بين الخصوم فيه غريب ... لا أرى الزور للمحاباة أهلا .
ومتى قلت باطلاً لم ألقب ... فيلسوفاً ولم أسم هرقلا .
وقدم الأخفش مصر سنة سبع وثمانين ومائتين وخرج منها سنة ست وثلاث مائة إلى حلب مع أحمد بن بسطام صاحب الخراج ولم يعد إلى مصر . وضاقت به الحال إلى أن أكل السلجم النيء فقيل أنه قبض على قلبه فمات فجاءه في شعبان . وكان قد سمع أبا العيناء وثعلباً والمبرد والفضل الزيدي .
الفرغليطي الشافعي علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان أبو الحسن المرادي الأندلسي القرطبي الشقوري الفرغليطي بالفاء قبل الراء وغين معجمة قبل اللام وبعدها ياء آخر الحروف وطاء مهملة هكذا وجدته مقيداً أبو الحسن . قال الشيخ شمس الدين الفقيه الشافعي الحافظ : خرج من الأندلس ودخل بغداد . وكان ثبتاً صلباً في السنة توفي سنة أربع وأربعين وخمس مائة .
أبو الطريف اليمامي علي بن سلمان أبو الطريف السلمي اليمامي الشاعر . قدم بغداد فوصله علي بن يحيى بن المنجم بالمعتمد على الله فمدحه وصار من شعرائه . ومن شعره : من البسيط .
أتهجرون فتى أغري بكم تيها ... حقاً لدعوة صب أن تجيبوها .
أهدى إليكم على نأي تحيته ... حيوا بأحسن منها أو فردوها .
شيعتهم فاسترابوني فقلت لهم : ... إني بعثت مع الأجمال أحدوها .
قالوا : فما نفس يعلو كذا صعداً ... وما لعينك ما ترقا مآقيها .
قلت : التنفس من تدآب سيركم ... ودمع عيني تجري من قذى فيها .
حتى إذا ارتحلوا والليل معتكر ... خفضت في جنحه صوتي أناديها .
يا من بها أنا هيمان ومختبل ... هي لي إلى الوصل من عقبى أرجيها ؟ .
حيدة النحوي علي بن سليمان أبو الحسن الملقب حيدة اليمني النحوي التميمي . كان من وجوه أهل اليمن وأعيانهم علماً ونحواً وشعراً . صنف كتباً منها كتاب في النحو سماه : كشف المشكل في مجلدين وقال فيه يمدحه : من الكامل .
صنفت للمتأدبين مصنفاً ... سميته بكتاب كشف المشكل .
سبق الأوائل مع تأخر عصره ... كم آخر أزرى بفضل الأول .
قيدت فيه كلما قد أرسلوا ... ليس المقيد كالكلام المرسل .
ومن شعره يحصره جمع التكسير : من الطويل .
سألت عن التكسير فاعلم بأنها ... ثمانية أوزان جمع المكسر .
فأربعة أوزان كل مقلل ... وأربعة أوزان كل مكثر .
فعال وأفعال وفعل وأفعل ... وأفعلة منها وفعلان فانظر .
ومنها فعول يا أخي فعلة ... وتمثيلها إن كان لم تتصور .
جمالب وأفراس وأسد وأكبش ... وأكسية حمر لفتيان حمير .
أتانا عشاء في ربوع لفتية ... من التغلبيين الكرام ويشكر .
وكل خماسي إذا ما جمعته ... فآخره فاحذف ولا تتعثر .
فتجمع قرطعباً قراطع سالكاً ... به مسلك الجميع الرباعي الموقر