عن محتدي ومولدي ... وفضلي المحتجب .
فقلت غير آمن ... من عائب مندب .
مختصراً مقتصراً ... معتذراً من رهبي .
ما ستراه واضحاً ... مرتسماً عن كثب .
لا زلت للفضل حمى ... ولبنيه كالأب .
تجمع شمل ذكرهم ... مخلداً في كتب .
أما العلوم ومن أخذت عنه فالقرآن العزيز عن الشيخ علاء الدين ابن المطرز . وكان قد أخذ القراءات السبع عن عماد الدين بن وهران الموصلي . قرأت عليه رواية أبي عمرو من طريق الدوري والسوسي إفراداً وجمعاً . وأما الفقه فعن قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري قبل أن يباشر الحكم ثم عن قاضي القضاة صدر الدين قبل أن يباشر الحكم أيضاً مع الفرائض . وأما أصول الفقه فعن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة فإنه كانت له عناية بمختصر ابن الحاجب وعن الشيخ جلال الدين الخبازي الحنفي . وأما أصول الدين فحفظت فيه عقيدة الطحاوي واعتنيت بحلها وبمطالعة كتب الأصول لأصحاب أبي حنيفة وغيرهم . وأما علم النحو فعن الشيخ شرف الدين الفزاري ثم عن الشيخ مجد الدين التونسي مع علم التصريف .
وأما علم البلاغة فعن الشيخ بدر الدين ابن النحوي الحموي حين جاء إلى دمشق في سنة تسع وتسعين مع الجفال ونزل بالباذرائية . قرأت عليه في كتابه ضوء المصباح وفي شرحه الذي سماه : إسفار الصباح عن ضوء المصباح . وأما المنطق وعلم الجدل فعن الشيخ سراج الدين الرومي الحنفي مدرس الفرخشاتية والسفينة بالجامع الأموي . وأما علم الوقت فعن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة في مقدمته التي صنفها في علم الاصطرلاب . ثم عن الشيخ بدر الدين ابن دانيال بمدينة الكرك حين جفل جماعة من الأعيان إليها خوفاً من العدو المخذول سنة سبع مائة في مقدمته التي صنفها في علم الاصطرلاب وهي مطولة مفيدة . وأما علم العروض فمن الكتب الموضوعة في ذلك . وأما حل المترجم فوجدت في بعض الكتب فيه كلاماً غير شافي ثم أخذته بالقوة حتى كتب لي فيه : .
إن زرزوراً ووزة زودا داود زادا .
وحللته مع قلة ما يستدل به فيه . وأما الذين سمعت عليهم الأحاديث النبوية على قائلها أفضل الصلاة والسلام فالشيخ برهان الدين ابن الدرجي وكان معمراً . سمعت أجزاء كثيرة عليه فيما حول سنة ثمانين وست مائة وقاضي القضاة جمال الدين المالكي سمعت منه موطأ مالك C تعالى والشيخ نجم الدين الشقراوي الحنبلي وغيرهم ممن لم يحضرني اسمه الآن . وسمعت مختصر الرعاية للمحاسبي على قاضي القضاة شرف الدين ابن البارزي قاضي حماه حين قدم إلى دمشق قاصداً الحج .
وأما الرواية فإني لم أسمح لأحد بأن يروي عني مسموعاتي لصعوبة ما شرطه أصحابنا في الضبط بالحفظ من حين سمع إلى حين روى وأن الكتب التي سمعتها لم تكن محفوظة عندي فضلاً عن حفظ ما سمعته . وأما ما صنفته من الكتب فإني رغبت عن ذلك لمواخذتي للمصنفين فكرهت أن أجعل نفسي غرضاً لمن يأخذ علي . غير أني جمعت منسكاً للحج أفردت فيه أنواع الجنايات ومع كل نوع ما يجب من الجزاء على من وقع فيه ليكون أسهل في الكشف ومعرفته . وكان ذلك بسؤال امرأة صالحة لا أعلم في زماننا أعبد منها . وانتفع بحسن القصد فيه وبركتها خلق كثير . وأما ما سمحت به القريحة الجامدة والفكرة الخامدة فمن ذلك ما كتبت به إلى عماد الدين بن مزهر وقد كان يجتمع معنا في ليالي الشتاء عند بعض الأصحاب فلما مات عمه تزوج جاريته وانقطع عنا فقلت : من الخفيف .
إن يكن خصك الزمان بخودٍ ... ذات قدٍ لدنٍ وخدٍ أسيل .
فلقد فزت بالسعادة والرح ... ب وفارقتنا بوجه جميل .
وقلت متذكراً لزيارة الكعبة وزيارة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام : من البسيط .
يا ربة الستر هل لي نحو مغناك ... من عودة أجتلي فيها محياك .
أم هل سبيل إلى لقياك ثانيةً ... لمغرم ما مناه غير لقياك .
له نوازع شوق بات يضرمها ... بين الجوانح والأحشاء ذكراك .
لم ننس طيب لياليك التي سلفت ... وكيف ينساك صب بات يهواك