وكان ابن برهان قد دخل عليه في مرضه الذي مات فيه C تعالى وكان يدخل عليه من أملاكه في كل سنة أربعة وعشرون ألف دينار . قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي : دخلت على الكيا أبي الحسين يحيى ابن الحسين العلوي الزيدي وكان من نبلاء أهل البيت ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع فذكر بين يديه يوماً الإمامية فذكرهم أقبح ذكر وقال : لو كانوا من الدواب لكانوا الحمير ولو كانوا من الطيور لكانوا الرخم وأطنب في ذمهم . وبعد مدة دخلت على المرتضى وجرى ذكر الزيدية والصالحية أيهما خير فقال : يا أبا الفضل تقول أيهما خير ولا تقول : أيهما شر فتعجبت من إمامي الشيعة في وقتهما ومن قول كل واحد منهما في مذهب الآخر فقلت : لقد كفيتما أهل السنة الوقيعة فيكما .
قيل إن المرتضى اطلع يوماً من روشنه فرأى المطرز الشاعر وقد انقطع شراك نعله وهو يصلحه فقال له : فديت ركائبك وأشار إلى قصيدته التي أولها : من الطويل .
سرى مغرباً بالعيس ينتجع الركبا ... يسائل عن بدر الدجى الشرق والغربا .
على عذبات الجذع من ماء تغلب ... غزال يرى ماء القلوب له شربا .
إلى قوله : .
إذا لم تبلغني إليكم ركائبي ... فلا وردت ماءً ولا رعت العشبا .
فقال له المطرز مسرعاً : أتراها ما تشبه مجلسك وشربك وخلعك ؟ أراد بذلك أبيات المرتضى وهي : من الخفيف .
يا خليلي من ذؤابة قيس ... في التصابي مكارم الأخلاق .
غنياني بذكرهم تطرباني ... واسقياني دمعي بكأس دهاق .
وخذا النوم من جفوني فإني ... قد خلعت الكرى على العشاق .
ومن تصانيفه : كتاب الشافي في الإمامة كتاب الملخص في الأصول لم يتمه كتاب الذخيرة في الأصول تام كتاب جمل العلم والعمل تام كتاب الدرر والغرر وهو كثير الفوائد تكملة الغرر كتاب التنزيه كتاب المسائل الموصلية الأولى كتاب المسائل الموصلية الثانية كتاب المسائل الموصلية الثالثة كتاب المقنع في الغيبة كتاب مسائل الخلاف في الفقه لم يتم كتاب الانتصار فيما انفردت به الإمامية كتاب مسائل مفردات في أصول الفقه كتاب المصباح في الفقه لم يتم كتاب المسائل الطرابلسية الأولى وكتاب المسائل الطرابلسية الأخيرة كتاب مسائل أهل مصر الأولى كتاب مسائل أهل مصر الثانية كتاب البرق كتاب طيف الخيال كتاب الشيب والشباب كتاب تتبع أبيات المعاني التي تكلم عليها ابن جنب كتاب النقض على ابن جني في الحكاية والمحكي كتاب تفسير قصيدة السيد كتاب قصر الرواية وإبطال القول بالعدد كتاب الذريعة في أصول الفقه كتاب المسائل الصيداوية . وله مسائل مفردة نحو مائة مسألة في فنون شتى ومن شعره : من الكامل .
وطرقنني وهناً بأجواز الربا ... وطروقهن على النوى تخييل .
في ليلة وافي بها متمنع ... ودنت بعيدات وجاد بخيل .
يا ليت زائرنا بفاحمة الدجى ... لم يأت إلا والصباح رسول .
فقليله وضح الضحى مستكثر ... وكثيره غبش الظلام قليل .
ما عابه وبه السرور زواله ... فجميع ما سر القلوب يزول .
ومنه : من الطويل .
وزارت وسادي في الظلام خريدة ... أراها الكرى عيني ولست أراها .
تمانع صبحاً أن أراها بناظري ... وتبذل جنحاً أن أقبل فاها .
ولما سرت لم تخش وهناً ظلالةً ... ولا عرف العذال كيف سراها .
فماذا الذي من غير وعد أتى بها ... وما ذا على بعد المزار هداها ؟ .
وقالوا : عساها بعد زورة باطل ... تزور بلا ريب فقلت : عساها .
ومنه : من الطويل .
تجاف عن الأعداء بقيا فربما ... كفيت فلم تجرح بناب ولا ظفر .
ولا تبر منهم كل عود تخافه ... فإن الأعادي ينبتون من الدهر .
ومنه : من مجزوء الكامل .
بيني وبين عواذلي ... في الحب أطراف الرماح .
أنا خارجي في الهوى ... لا حكم إلا للملاح .
ومنه : من المنسرح .
مولاي يا بدر كل داجيةٍ ... خذ بيدي قد وقعت في اللجج