وناحت على عيناء من عين أيكة ... بسرة واد غامر السيل مجثم .
إذا قومت من غصنه الريح أو هفت ... به مائل الأفنان غير مقوم .
أرنت عليه والهاً مستحثة ... بصوت متى ما تسمع العود ترزم .
فلم أبك من علمي بكاها وقد بكت ... بكى أعولت فيه على غير معلم .
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدى شفيت النفس قبل التندم .
ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدم .
أبو فروة الكندي .
عدي بن عدي بن عميرة الكندي . أبو فروة سيد أهل الجزيرة . روى عن أبيه وقد تقدم ذكره وعمه العرس ورجاء بن حيوة . وكان ناسكاً فقيهاً كبير القدر . ولي إمرة الجزيرة وأذربيجان ووثقه ابن معين وغيره . وتوفي سنة عشرين وماية . وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجه .
أبو حاتم البصري .
عدي بن الفضل . هو أحد المتروكين .
توفي سنة إحدى وسبعين وماية .
وهو أبو حاتم البصري روى عن سعيد المقبري وطلحة بن عبيد الله تبن كريز وعلي بن زيد بن جدعان وأبي أيوب السختياني . قال ابن معين وأبو حاتم : متروك الحديث . وروى له ابن ماجه .
الشيخ عدي الكردي .
عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى الزاهد الشامي الهكاري . ساح سنين كثيرة وصحب المشايخ وجاهد أنواعاً من المجاهدات وسكن بعض جبال الموصل ليس به آنس ثم آنس الله به تلك المواضع وعمرها ببركاته حتى صارت لا يخاف بها أحد بعد قطع السبل وارتدع جماعة من مفسدي الأكراد . وعمر حتى انتفع به خلق وانتشر ذكره . وكان له غليلة يزرعها بالقدوم في الجبل ويحصدها ويتقوت منها ويزرع القطن ويكتسي منه . تبعه خلق وجازوا فيه الحد حتى جعلوه قبلتهم التي يصلون إليها وذخيرتهم في الآخرة .
صحب الشيخ عقيل المنبجي والشيخ حماد الدباس .
وعاش الشيخ عدي تسعين سنة . وتوفي سنة سبع وخمسين وخمسماية .
ابن العدية : شهاب الدين اسمه محمد بن علي .
الشاعر العجلي .
العديل بن الفرخ بن معن العجلي . وعجل ابن ربيعة . وكان عجل محمقاً ؛ كان لبه فرس جواد فقيل له إن فرسك هذا جواد فسمه ففقأ عينه وقال : قد سميته الأعور ! .
فقال فيه بعض الشعراء : .
رمتني بنو عجل بداء أبيهم ... وهل أحد في الناس أحمق من عجل .
أليس أبوهم عار عين جواده ... وسارت به الأمثال في الناس بالجهل .
وكان العديل هذا شاعراً إسلامياً مقلاً والى الحجاج طلبه ليطالبه بقود فهرب إلى الروم ولجأ إلى قيصر فآمنه من الحجاج ؛ فقال فيه من أبيات : .
صحا عن طلاب البيض قبل مشيبه ... وراجع غض الطرف وهو خفيض .
كأني لم أرع الصبا ويروقني ... من الحي أحوى المقلتين غضيض .
دعاني له يوماً هوى فأجابه ... فؤاد إذا يلقى المراض مريض .
لمستأنسات بالحديث كأنه ... تهلل غر برقهن وميض .
يقول منها : .
ودون يد الحجاج من أن تنالاني ... بساط لأيدي الناعجات عريض .
مهامه أشباه كأن سرابها ... ملاء بأيدي العاملات رحيض .
فبلغ الحجاج شعره فبعث إلى قيصر لتبعثن إلي به أو لأغزونك بجيش أوله عندك وآخره عندي ! .
فبعث به فنظر إليه وقال له : أنت القائل ودون الحجاج قد رأيت كيف أمكن الله منك ! .
فقال : بل أنا القائل أيها الأمير : .
فلو كنت في سلمى أجاً وشعا بها ... لكان لحجاج علي سبيل .
خليل أمير المؤمنين وسيفه ... لكل إمام مصطفى وخليل .
بنى قبة الإسلام حتى كأنما ... هدى الناس من بعد الضلال رسول .
فخلى سبيله وتحمل دية قتيله . وأورد له صاحب الأغاني قصيدته اللامية التي يمدح فيها سائر قبائل وائل ويذكر دفعها عنه ويفتخر وأولها : .
صرم الغواني واستراح عواذلي ... وصحوت بعد صبابة وتمايل .
وذكرت يوم لوى عنيق نسوة ... يخطرن بين أكلة ومراحل .
لعب النعيم بهن في أظلاله ... حتى لبسن زمان عيش غافل .
يأخذن زينتهن أحسن ما ترى ... فإذا عطلن فهن غير عواطل .
الألقاب