عتيبة بن مرداس أحد بني كعب بن عمرو بن تميم قال صاحب الأغاني : شاعر مقل غير معدود في الفحول مخضرم ممن أدرك الجاهلية والإسلام هجاء خبيث اللسان . وهو ابن فسوة لقب لزمه . وليس أبوه بفسوة أقبل ابن عم له من الحج وكان من أهل بيت يقال لهم بنو فسوة فقال له : يا ابن فسوة كيف كنت ؟ فوثب مغضباً وركب راحلته وقال : لعمر الله بئس ما حييت به ابن عمك ! .
وقد قدم عليك من سفر ونزل دارك ! .
فقام إليه وقال : إنما قلت ذلك ممازحاً ! .
فقال : إنزل فأنا أشتري منك هذا اللقب وأتسمى به وظن أن ذلك لا يضره فقال : لا أفعل أو تشتريه بمحضر من العشيرة ! .
قال : نعم ! .
فجمعهم وأعطاه برداً وجملاً وكبشين فقال عتيبة : اشهدوا أني قبلت هذا النبز وأخذت الثمن ! .
فأنا ابن فسوة ! .
فزالت عن ابن عمه وغلبت عليه وهجي بذلك وقال فيه بعض الشعراء : .
أودي ابن فسوة ... إلا نعته الإبلا .
وكان من أوصف الناس للإبل ومن شعره من قصيدة طويلة مدح فيها عامر بن كريز : .
منعمة لم يغذها أهل بلدة ... ولا أهل مصر فهي هيفاء ناهد .
فريعت فلم تخبا ولكن تأودت ... كما انتض مكحول المدامع فارد .
وأهوت لتنتاش الرقاق فلم تقم ... إليه ولكن طأطأته الولائد .
قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد .
تناهى إلى لهو الحديث كأنها ... أخو سقم قد أسلمته العوائد .
ترى القرط منها في قناة كأنه ... بهمهمة لولا البرى والمعاقد .
عتيق .
علم السنة البكري الواعظ .
عتيق بن عبد الله البكري . أبو بكر الواعظ من ولد محمد ابن أبي بكر الصديق Bه . كان مليح الوعظ فاضلاً عارفاً بالكلام على مذهب الأشعري Bه . هاجر إلى نظام الملك فنفق عليه لانبساطه وأقبل عليه زائداً وأجرى له الجراية الوافرة . وعقد مجلس الوعظ بالنظامية وبجامع المنصور ولقب من جهة الديوان بعلم السنة وأعطي دنانير وثياباً . وكان قد قصد في بعض الأيام دار قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فتعرض لأصحابه قوم من الحنابلة فكبست دور بني الفراء وأخذت كتبهم ووجد فيها كتاب الصفات وكان يقرى بين يدي البكري وهو جالس ويشنع به عليهم . ولما جلس على المنبر كان المماليك الأتراك وقوفاً حوله بالسلاح فتكلم البكري ومدح الإمام أحمد وقال : " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " فجاءت حصاة وأخرى وأخرى فأحس بذلك النقيب وأمسك جماعة من العوام وعوقبوا . وقال نقيب النقباء يوم جلس البكري بجامع المنصور : يا أهل باب البصرة ! .
أعيرونا الجامع نكفر فيه ساعة ! .
ومن خرج فعلت به وصنعت ! .
وكان الخطيب يذكر في خطبته شاة أم معبد في أكثر أوقاته فقال له النقيب : عجل الخطبة ولا تذبح الشاة اليوم .
وتوفي البكري سنة ست وسبعين وأربع ماية .
الحميدي الأندلسي .
عتيق بن علي بن الحسن . أبو بكر الحميدي بفتح الحاء المهملة وكسر الميم . الصنهاجي . من أهل الأندلس . قدم بغداد بعد الثمانين وخمس ماية وأقام بها مدة يتفقه على أبي القاسم ابن فضلان . وسمع من أبي السعادات ابن زريق وأمثاله . وعمل مقامة يصف فيها بغداد وقدومه إليها وسمعها منه جماعة . ثم إنه قدم مصر مرة ثانية وعاد إلى بلاده .
وكان أديباً فاضلاً . وله ديوان شعر في مجلد . وصنف كتاباً في الحلى والشيات وما يليق بالملوك من الآلات صنفه لبعض ملوك المغرب . وذكر أنه تولى القضاء بالمعدن وتوفي هناك . ومن شعره : .
أبو بكر السبتي المالكي .
عتيق بن عمران بن محمد بن عبد الأحد الربعي . أبو بكر . من أهل سبتة . صحب أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وولاه قضاء سبتة . وكان فقيهاً محققاً مالكياً وله في كل علم قدم . قدم بغداد وأقام بها سنين يتفقه ويقرأ الأدب . وسمع من أبي الحسين ابن الطيوري وأبي عبد الله الحميدي . وسمع بالبصرة من أبي يعلى أحمد بن محمد المالكي وأبي القاسم عبد الملك بن علي بن خلف الأنصاري . وحدث ببغداد عن الحسن بن محمد بن عمران الإشبيلي . وكان ورعاً ذا أمانة .
وطلب بلده في البحر فردته الريح إلى الإسكندرية فحمل إلى أمير الجيوش فقتله سنة أربع وثمانين وأربع ماية لأنه وجدت معه كتب من المقتدي إلى أمير الغرب .
الوراق التميمي المغربي