عبيد الله بن يحيى بن خاقان الأمير التركي البغدادي الوزير . وزر للمتوكل وما زال عليها إلى أن قتل المتوكل . وتوفي عبيد اله سنة ثلاث وستين وما يتين . وجرت له أمور في انخفاض وارتفاع ونفاه المستعين إلى برقة ثم قدم بغداد ووزر للمعتمد . وكان عبيد الله جواداً كريماً سمح الأخلاق ممدحاً . ولم يكن له من الصناعة حظ وإنما أيد بأعوان كفاة . وكان واسع الحيلة حسن المداراة . ولم يزل جماعة بعد قتل المتوكل يحرضون المنتصر على قتلت عبيد الله ويعرفونه ميله إلى المعتز حتى هم بذلك ثم إنه نفاه وأبعده إلى إقريطش .
أخذ يوماً بلجام دابته بعض الناس . وقال له : يا زنديق ! .
فقال : ما أنا بزنديق لأني ما عبدت إلا الله ! .
فقال له : يا فاسق ! .
فقال : ما أنا بفاسق ! .
فقال له : يا كذاب ! .
فقال : صدقت ! .
نبلى بأنكاد مثلكم يضطروننا إلى أن نكذب لهم ! .
خل اللجام ! .
ثم أمر أن لا يتبعه أحد . قال أبو الشبل عصم بن وهب البرجمي ؛ حضرت مجلس عبيد الله وكان محسناً إلي فجرى ذكر البرامكة وكرمهم فقمت وقلت : .
رأيت عبيد الله أفضل سؤدداً ... وأكرم من فضل بن يحيى بن خالد .
أولئك جادوا والزمان مساعد ... وقد جاد ذا والدهر غير مساعد .
واعتل مرة فأمر المتوكل الفتح أن يعوده فأتاه وقال : أمير المؤمنين يسأل عن علتك ! .
فقال عبيد الله : .
عليل من مكانين ... من الأسقام والدين .
وفي هذين لي شغل ... وحسبي شغل هذين .
فأمر له المتوكل بألف ألف درهم . وكان المتوكل قد بقي شهرين بلا وزير لما نكب محمد بن الفضل الجرجرائي وقال : مللت عرض المشايخ ! .
فاطلبوا خلي حدثاً من أولاد الكتاب ! .
فاختاروا له ثلاثة : إسحاق بن إبراهيم بن العباس الصولي ومحمد بن نجاح بن سلمة وعبيد الله بن خاقان ؛ فأما إسحاق فإن أباه استغفر له وحلف له أنه لا يصلح لهذا الأمر وكان اكتب الناس وأذكاهم . وأمات ابن سلمة فإن المتوكل لما رآه استثقله وأما عبيد الله فأعجبه خطه وشكله وحلاوته . وقال له : اكتب فكتب : " إنا فتحنا لك فتحاً مبينا " وولاه العرض وبقي سنة تؤرخ الكتب باسم الفتح بن خاقان وباسم وصيف التركي ثن إنه اختص بالمتوكل وطرح ذكر وصيف وورخت الكتب باسميهما ودخل فيما بعد وقد وزر للمعتمد بعد حضوره من الغرب .
دخل إلى الميدان في داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ومايتين ليضرب بالصوالجة فصدمه خادمه رشيق فسقط عن دابته وحمل إلى منزله فما نطق بحرف حتى مات بعد ثلاث ساعات والناس في صلاة الجمعة . وقال يحيى بن عبيد الله بن المنجم يرثي الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان : .
أبا حسن لا تبعدن فقد مضى ... من الأرض ما إن مضيت بهاؤها .
وهى الملك وانحلت عرى الدين بعده ... وأظلم من أرض العراق ضياؤها .
لقد فارق الدنيا حميداً وألسن البر ... ية مصروف إليه ثناؤها .
يطيب نفسي أنني لست باقياً ... ولست أرى نفساً يدوم بقاؤها .
عزاء أمير المؤمنين لنفسك البقا ... ء طويلاً والنفوس فداؤها .
ولا تحبطن أجر المصيبة إنه ... على قدر أحزان النفوس جزاؤها .
الليثي القرطبي .
عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي . القرطبي . الفقيه . حمل عن أبيه .
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وتسعين ومايتين .
ابن البحتري الشاعر .
عبيد الله بن يحيى بن الوليد بن عبادة البحتري . أبو أحمد المنبجي . الشاعر ابن الشاعر . ورد بغداد وروى بها شيئاً من شعر جده . قرأ عليه أبو عثمان الناجم .
ومن شعره : .
المكي الكناني .
عبيد الله ابن أبي يزيد المكي . مولى كنانة حلفاء الزهريين . روى عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعبيد الله بن عمير والحسين بن علي وسباع بن ثابت ونافع بن جبير ومجاهد وثقه ابن المديني وغيره . وهو من أكبر شيوخ ابن عيينة . عاش ستاً وثمانين سنة .
وتوفي سنة ست وعشرين وماية . وروى له الجماعة .
الوزير جلال الدين