يا أيها القمر الذي لم يخل من ... يهواه من لاح عليه يلوم .
إن العذول على هواك أعده ... من حاسدي ولا أقول رحيم .
فإلام أحمل ثقل هجرك والهوى ... والهجر حامل ثقله مرحوم .
وإلى متى أرعى النجوم تعللاً ... حتى كأني للنجوم نديم .
ومن العجائب أن قلبي يشتكي ... شوقاً إليك وأنت فيه مقيم .
قلت : شعر جيد .
الدسكري الشافعي .
عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري . أبو سعد الشافعي . تفقه على الشيخ أبي إسحاق وولي النظر في المخزن . وكان محموداً في ولايته مفضلاً على أهل العلم مقبلاً على من يرد منهم من الغرباء . حج وأنفق بالحرمين مالاً صالحاً على المجاورين . وحكي أن الحجاج عطشوا فسألوه أن يستسقي لهم فتقدم وقال : اللهم إنك تعلم أن هذا بدن لم يعصك قط في لذة ! .
ثم استسقى فسقي الناس ! .
وسمع من الحسن بن علي بن محمد بن المذهب والحسن بن علي الجوهري ومحمد بن الحسين الخازري وغيرهم . وحدث باليسير .
وتوفي سنة ست وثمانين وأربع ماية .
قاضي قضاة بغداد الثقفي .
عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد الثقفي . أبو جعفر . من أهل الكوفة . قدم بغداد وتولى القضاء بالكوفة وعزل ثم أعيد . ثم ولاه الزينبي القضاء بباب الأزج وطريق خراسان ومدينة المنصور . ثم ولي قضاء بغداد سنة خمس وخمسين وخمس ماية للإمام المستنجد فأقام قاضياً إلى أن عزل علي بن أحمد الدامغاني عن قضاء القضاة ثم قلد ما كان إليه من قضاء القضاة فأقام يسيراً وتوفي . وكان محمود السيرة حسن الطريقة سديد الأفعال متديناً .
سمع بالكوفة من والده ومن أبي البقاء المعمر بن محمد بن علي بن علي الحبال وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهم . وسمع ببغداد من ابن البطر والحسين بن طلحة النعالي وأحمد بن خيرون وغيرهم .
مولده سنة تسع وسبعين وأربع ماية . وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمس ماية .
وكان مليح المحاورة فصيح العبارة حسن الخط يحفظ التاريخ .
أبو عمر المليحي الهروي .
عبد الواحد بن أحمد ابن أبي القاسم بن محمد بن داود ابن أبي حاتم . أبو عمر المليحي بالحاء المهملة ؛ الهروي . من أهل الأدب والحديث . أخذ عن أبي عبيد الهروي صاحب الغريبين .
وتوفي سنة ثلاث وستين وأربع ماية .
صنف كتباً منها : كتاب الروضة جمع فيه ألف حديث صحيح وألف حديث غريب ؛ وألف حكاية وألف بيت شعر ؛ وكتاب الرد على أبي عبيد في غريب القرآن .
الرشيد صاحب المغرب .
عبد الواحد بن إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الملقب بالرشيد ابن أبي العلاء المأمون صاحب المغرب وأمير المؤمنين به . ولي الأمر سنة ثلاثين وست ماية بعد أبيه وكان أبوه قد قطع خطبة المهدي ابن تومرت فأعاد الرشيد ذكرها واستمال بها قلوب جماعة وبقي كذلك إلى أن توفي غريقاً في صهريج بستان له بمراكش سنة أربعين وست ماية وكتموا موته شهراً وولي بعده أخوه السعيد علي بن إدريس . قيل إنه صنع له مركباً في قصره ينزل فيه هو وإماؤه يقذفن به فانقلب بهن فغرقوا . وقد تقدم ذكر والده المأمون أبي العلاء إدريس في حرف الهمزة مكانه . وسيأتي ذكر السعيد علي بن إدريس في مكانه .
القاضي الروياني الشافعي .
عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد أبو المحاسن الروياني الطبري الشافعي فخر الإسلام . القاضي . أحد الأئمة الأعلام . له الجاه العريض والقبول التام . سمع جماعة . وروى عنه السلفي وجماعة . تفقه ببخارى مدة وبرع في المذهب حتى أنه كان يقول : لو احترقت كتب الشافعي كنت أميلها من حفظي ! .
وله في المذهب مصنفات ما سبق إليها ؛ منها : كتاب بحر المذهب وهو من أطول كتب الشافعية ؛ وكتاب مناصيص الشافعي ؛ وكتاب الكافي ؛ وكتاب حلية المؤمن . وصنف في الأصول والخلاف . وكان قاضي طبرستان .
قتل بسبب تعصبه في الدين يوم الجمعة حادي عشر المحرم سنة اثنتين وخمس ماية . وكان مولده في ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربع ماية . قتله الملاحدة في الجامع بعد أن فرغ من الإملاء .
وكان نظام الملك كثير التعظيم له وبنى بآمل طبرستان مدرسة .
أبو الفتح الباقرحي الشافعي