طالع يومي غير منحوس ... فسقني يا طارد البوس .
كأساً كعين الديك في روضة ... كأنها حلة طاووس .
قلت ؛ ذكرت هنا ما قلته وفيه زيادة : .
كأنما ذنب الطاووس روضتنا ... والفول ذو زهرات مثل زرزور .
والسحب في الأفق قد مدت جناح قطاً ... فاشرب على خفق عود مثل شحرور .
وهات خمراً كعين الديك تتبعها ... بفستق قد حكى منقار عصفور .
الخركوشي .
عبد الملك بن محمد بن إبراهيم أبو سعد ابن أبي عثمان النيسابوري . الواعظ الزاهد المعروف بالخركوشي . وخركوش سكة نيسابور . له كتاب دلائل النبوة ؛ والتفسير . وله في الزهد وغير ذلك .
ابن أبي عامر .
عبد الملك بن محمد بن عبد الله ابن أبي عامر . ولي بعد والده المنصور ابن أبي عامر الحاجب . فكانت مدة ولايته سبع سنين فسميت الأسبوع . وقتله أخوه عبد الرحمن بشم في تفاحة شقها نصفين بسكين نقش أحد جانبيها وحشا النقش سماً فمات ! .
ولما شعرت العامة بذلك ثارت على عبد الرحمن فقتلته وشوهت به وصلبته . وثارت الفتن بقرطبة فاقتتل الأمويون والعامريون فقام محمد بن عبد الجبار بن الناصر على العامريين . ثم قام عليه سليمان المستعين بن الحكم الملقب بالمهدي . وفي أيامه قتل المؤيد هشان بن الحكم . وقيل : قتل في مدة المستعين ؛ قتله ابن المستعين خنقاً . ودفن ثم نبش أربع مرات . ثم نبش أربع مرات . ثم قام عبد الرحمن المستظهر ثم المعتمد . وذلك كله حول عام أربع ماية في العشر التي بعدها . وثار كل وال في مكانه . وظهر القاسم بن حمود الحمودي ويزعم أنه من ولد فاطمة Bها .
أمير الكلام .
عبد الملك بن محمد . أبو مروان التميمي المعروف بأمير الكلام كان موصوفاً بالفضل والأدب وجودة والنظم والنثر . قال محب الدين ابن النجار : وأظنه كان من أهل الشام دخل بغداد وروى بها شيئاً من شعره وكتب عنه فارس الذهلي .
وأورد له من شعره : .
يلومني الحساد فيك وإنني ... لداؤهم المعيي وخصمهم الألوى .
فيا لفؤادي ما أشد صبابة ... ويا لعذولي ما أضل وما أغوى .
وللدهر من باغ تطاول بغيه ... وللبين من طاغ تمادت به الطغوى .
لعمري لقد خطت بقلبي يد النوى ... سطور اشتياق لا أطيق لها محوا .
ولكن أبت إلا اغترابي همتي ... وإلا بلوغي في العلى الغاية القصوى .
ومن شعره : .
أرشفني من رضابه ضرب ... على حذار من الرقيب فمه .
وعاذل في هواه قلت له ... أكثرت يا عاذلي عليه فمه ! .
قلت : شعر متوسط . وأما هذا المعنى فإنه مقلوب ؛ فإن الفم هو الذي يرشف الرضاب فانقلب معه كما تراه .
ابن بشران الواعظ .
عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشران بن مهران . مولى بني أمية . أبو القاسم البغدادي الواعظ مسند العراق .
توفي سنة ثلاثين وأربع ماية .
ابن زهر الطبيب .
عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر . أبو مروان الإيادي الإشبيلي . كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بأعمالها حاذقاً فيها . دخل القيروان ومصر وتطبب هناك زماناً طويلاً ثم رجع إلى الأندلس وقصد دانية ؛ وكان ملكها ذلك الوقت مجاهد فأكرمه إكراماً كثيراً وأمن بالمقام عنده وحظي في أيامه واشتهر بدانية وشاع ذكره في الأقطار .
وله في الطب أشياء منها منعه من الحمام ؛ واعتقاده فيه أنه يعفن الأجسام ويفسد تركيب الأمزجة ؛ وهو رأي خالف فيه الأوائل والأواخر ثم إنه انتقل إلى إشبيلية وأقام بها إلى أن توفي . وخلف أموالاً جزيلة من الرباع والضياع .
الدركادو المغربي .
عبد الملك بن محمد التميمي المعروف بالدركادو قال ابن رشيق في الأنموذج : شاعر غزل الشعر مطبوع موجز الكلام سافر إلى أوجه المعاني تفهم نجواه من فحواه لا يكاد يحسب شعره موزوناً ولا القوافي مشهورة لسهولة مخرجه وقلة تكلفه وركوبه الأعاريض القصار وربما قبض من عنانه فاشتدت شكيمته ولا أعلم في عصرنا أحلى من طريقته . انتهى .
قلت : هو أشبه الناس شعراً في المتاخرين بالبهاء . ومن شعره : .
كل يوم أنا من حبك ... في نوع جديد