عبد الكريم بن عبد النور بن منير . الشيخ الإمام الحافظ مفيد الديار المصرية قطب الدين . أبو علي الحلبي ثم المصري الشافعي .
مولده سنة أربع وستين وست ماية . وتوفي بالقاهرة سنة خمس وثلاثين وسبع ماية .
حفظ القرآن وتلاه بالسبع على أبي الطاهر إسماعيل المليحي صاحب أبي الجود وتلا على خاله الزاهد الشيخ نصر المنبجي وانتفع بصحبته . وسمع من العز الحراني وغازي وابن خطيب المزة والقاضي شمس الدين ابن العماد وطبقتهم بدمشق والحرمين من طائفة وكتب العالي والنازل وجمع وخرج وألف شرح شطر صحيح البخاري وتاريخ مصر في عدة مجلدات ؛ بيض أوائله ؛ وغير ذلك ؛ مع الفهم والبصر بالرجال والمشاركة في القه وغير ذلك . وحج مرات وروى الكثير لكنه قليل في سعة ما سمع . علق عن الشيخ شمس الدين في تاريخه وما عنده عنه إلا الإجازة وكان يحبه في الله وكان فيه تواضع وحسن سيرة . ولعل شيوخه تبلغ ألفاً . خرج لنفسه أربعين تساعيات . أخذ عنه المحدثون تقي الدين ابن رافع وابن أيبك الدمياطي وعمر ابن العجمي وعلاء الدين مغلطاي وابن السروجي وعدد كبير . وأنا في شك هل سمعت منه أو لا لكنه أجاز لي وأجزت له ولأولاده C تعالى .
أبو الفضل الإسكندري .
عبد الكريم بن عطايا بن عبد الكريم بن علي أبو الفضل القرشي الزهري الإسكندري . نزيل القرافة . كان عارفاً باللغة العربية والشعر . صنف كتاباً في شرح أبيات الجمل وكتاباً في زيارة قبور الصالحين بمصر .
وتوفي سنة اثنتي عشرة وست ماية .
أخو القاضي الفاضل .
عبد الكريم بن علي بن الحسين الرئيس الأثير . القاضي . أبو القاسم اللخمي البيساني العسقلاني المولد المصري الدار الشافعي أخو القاضي الفاضل . كان كثير الرغبة في تحصيل الكتي مبالغاً في ذلك إلى الغاية القصوى . ملك منها جملة عظيمة ؛ لم يبلغنا عن أحد من الرؤساء أن كتبه وصلت إلى مبلغ كتب عبد الكريم لا قريباً منه إلا ما ذكر عن أخيه ولم يقارب هذا عبد الكريم حتى قيل إنها مايتا ألف مجلدة . قال الموفق عبد اللطيف : كان له هوس في تحصيل الكتب وكان عنده منها زهاء مايتي ألف كتاب من كل كتاب نسخ . قلت : وهي موجودة إلى عصرنا هذا نشاهد اسمه عليها بقلم دقيق طويل الألفات على أعلى الكتاب مما يلي يسار الناظر في أوله فوق اسم الكتاب .
وتوفي سنة إحدى وعشرين وستماية .
وقيل إنه كان يتولى نظر الإسكندرية .
البارع النحوي .
عبد الكريم بن علي بن محمد القضاعي . أبو محمد النحوي الملقب بالبارع . كانت له حلقة في جامع الإسكندرية يقرئ النحو . وهو ضرير مائل إلى الخير كثير الصمت .
رأس العجاردة من الخوارج .
عبد الكريم بن عجرد أحد رؤوس الخوارج . وهو كبير الطائفة المعروفة بالعجاردة . وافق النجدات في بدعهم ؛ وزادوا عليهم بأنهم ذهبوا إلى أن سورة يوسف ليست من القرآن ؛ قالوا لأنها قصة محبة وعشق . وخالفوا النجدات فكفروا أصحاب الكبائر . وتفرد عبد الكريم بقوله : تجب البراءة من الأطفال إلى أن يبلغوا ويدعوا إلى الإسلام ويجب دعائهم إليه إذا بلغوا . وافترقت العجاردة ثماني فرق : الصلتية والميمونية والحمزية والخلفية والأطرافية والمحمدية والشعبية والحازمية ؛ وزعمت الميمونية أن الله تعالى لا مشيئة له في الشرور والمعاصي وأنه ؟ يريد الخير دون الشر . وحكى الحسين الكرابيسي الفقيه الشافعي في كتابه الذي حكى فيه مقالات الخوارج عن الميمونية أنعهم أحلوا نكاح بنات البنات وبنات الإخوة . وحكى الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو القاسم الكعبي عنهم إنكارهم سورة يوسف أنها من القرآن .
والخلفية أصحاب خلف الخارجي وهم خوارج كرمان . خالف أصحابه في القدر فأضاف خيره وشره إلى الله كما هو مذهب أهل السنة . إلا أنه حكي عنهم أنهم قالوا : لو عذب الله تعالى العباد على أفعال قدرها عليهم كان ظالماً أو عذبهم على ما لم يفعلوه كان ظالماً . ثم قضوا بأن أطفال المشركين في النار ولا عمل لهم ولا شرك ! .
وهذا من أظهر التناقض . والأطرافية زعيمهم غالب بن شاذل من سجستان ؛ موافقوا أصحابهم في بدعهم