مرض وقاء في يومين أربعة عشر رطل دم وقيل أنه استسقى وأصابه ذرب عظيم وكان اعظم آفاته كثرة الجماع توفي ببغداد منتصف شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلث ماية وهو ابن أحدى وثلثين سنة وستة أشهر وكانت خلافته ست سنين وعشرة أيام وصلى عليه القاضي يوسف بن عمرو وغسله أبو الحسن محمد بن عبد الله الهاشمي القاضي ولم يوجد له حنوط لأن الخزاين اغلقت عند موته فاشتروا له حنوطا من بعض الدكاكين وحمل إلى الرصافة في طيار ودفن في تربة عظيمة له أنفق عليها أموالا كثيرة قال ابن الجوزي : درست الآن ولم يبق لها عين ولا أثر ولد سنة سبع وتسعين وماتين وأمه أمة رومية وكان قصيرا اسمر نحيفا في وجهه طول بويع بالأمر بعد عمه القاهر لما سملوا القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلث ماية وكان له من الولد أحمد وعبد الله ووزر له أبو على ابن مقلة وعلى بن عيسى وأخوه عبد الرحمن وأبو جعفر الكرخى وسليمان بن مخلد والفضل بن الفرات وأبو عبد الله البريدي .
الوركاني محمد بن جعفر الوركاني روى عنه مسلم وأبو داود وعباس الدورى وكتب عنه أحمد وابن معين ووثقاه توفي سنة ثمان وعشرين وماتين .
ابن ثوابة الكاتب محمد بن جعفر بن محمد بن ثوابة بن خالد أبو الحسن ابن أبي الحسين الكاتب صاحب ديوان الرسايل كان من البلغاء الفضلاء والكتاب الأجلاء توفي سنة ست عشرة وثلث ماية ومن شعره : .
نور تجسم من شمس ومن قمر ... يكاد من هيف ينقد كالغصن .
زهى على الناس لما لم يجد شبهاً ... لنفسه في كمال الظرف والحسن .
مددت طرفي إليه كي ينزهني ... فعاد طرفي بداء متلف بدني .
ومنه أيضاً : .
أفر من الأهواء جهدي وطاقتي ... فانجو وما لي عن هواك محيص .
واهجر أبياتاً تحب زيارتي ... وأني على أبياتكم لحريص .
أبو الخطاب الربعي النيلي محمد بن جعفر أبو الخطاب الربعي النيلي أحد الشعراء قال ابن النجار : قدم علينا بغداد شابا ومدح الأمام الناصر وأكابر دولته واجتمعت به مراراً وسمعت منه وكان أديباً فاضلاً حسن الأخلاق متودداً وسافر إلى بلاد الجزيرة وأقام بآمد ومدح السلاطين وأثرت حاله وشعره جيد وغزله رقيق وأسلوبه حسن ومن شعره : .
تعلم رمى النبل من سحر طرفه ... فصاحب يوم الرمى قوساً واسهما .
وصير قلبي في الهوى غرضاً له ... واجرى على سهميه من كبدي دما .
أصاب بسهم اللحظ والكف مقتلي ... وجرحني هجرانه بعد ما رمى .
إذا الشفة الحمراء عض لرميه ... يرصع في الياقوت دراً منظما .
قال : وأنشدني أبو الخطاب لنفسه : .
شكوت الذي بي من حبه ... وقلبي من هيبة قد خفق .
فقلت أمولاي عطفاً فقد ... ارقت دموعي بطول الارق .
فاعرض في اللاذ لا مشفق ... على كشمس علاها شفق .
وحبة قلبي تنادي الحريق ... وإنسان عيني يصيح الغرق .
قلت : هو شعر متوسط .
الجربي المقرئ محمد بن جعفر أبو عبد الله الجربي بالجيم وبعدها راء وباء موحدة المقرئ ذكره أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني في طبقات القراء قال : هو بغدادي قرأ عليه أبو حفص الكتاني وقرأ على أبي جعفر محمد بن علي البزاز صاحب ابن عون الواسطي وقرأ أبو جعفر على أبي عون عن شعيب بن أيوب عن يحيى عن أبي بكر ومحمد بن علي مجهول قال ابن النجار : لا أعرف له ذكرا .
برمه الصيدلاني محمد بن جعفر الصيدلاني كان صهر أبي العباس المبرد على ابنته ويلقبه برمه وكان أديباً شاعراً روى عن أبي هفان الشاعر أخبارا وحدث عنه أبو الفرج الأصبهاني وأنشد الخطيب له : .
أما ترى الروض قد لاحت زخارفه ... ونشرت في رباه الريط والحلل .
واعتم بالارجوان النبت منه فما ... يبدو لنا منه إلا مونق خصل .
والنرجس الغض ترنو من محاجره ... إلى الورى مقل تحيى بها المقل .
تبر جواه لجين فوق أعمدة ... من الزمرد فيها الزهر مكتهل .
فعج بنا نصطبح يا صاح صافية ... صهباء في كأسها من لمعها شعل .
فقد تجلت لنا عن حسن بهجتها ... رياض قطربل واللهو مشتمل