وكم شديد الضلال ممن ... أشرك لما رآه وحد .
فلو رأته بلقيس أغنى ... بهداه عن صرحها الممرد .
أشرف من في النهار ناجي ... وخير من في الدجى تهجد .
لله كم كربة تجلت ... به وكم مفخر تجدد .
وكم سفاه عليه أبدى ... وكم صواب إليه أرشد .
وكم قطعنا إلى ذراه ... من مهمه موحش وفدفد .
حتى وفدنا إلى ضريح ... جنابه للوفود مشهد .
نأمن في ظله إذا ما ... أبرق من كادنا وأرعد .
وغير بدع لمستجير ... به إذا نال كل مقصد .
قلت : أما مخلص هذه القصيدة وحسنه فما رأيته لأحد فتأمله يظهر لك معناه .
ومن شعره قوله : البسيط .
أقسمت ما خده القاني من الخجل ... أرق من دمعي الجاري ولا غزلي .
يا عاذلي ليس مثلي من تخادعه ... وليس مثلك مأموناً على عذلي .
ما دمت حلواً فلا تنفك متهماً ... أعشق وقولك مقبول علي ولي .
إن تدعني خالياً من لوعتي فلقد ... أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل .
عاتبت إنسان عيني في تسرعه ... فقال لي خلق الإنسان من عجل .
ومنه : الوافر .
سألت سوارها المثري فنادى ... فقير وشاحها الله يفتح .
لها طرف يقول : الحرب أولى ... ولي قلب يقول : الصلح أصلح .
قال شرف الدين شيخ الشيوخ : حضرت بين يدي والدي C وقد قاربت خمس عشرة سنة فسألته عن عمره فقال : خذ في شأنك هكذا في حديث مسلسل فألححت عليه فأمرني فأحضرت كتاباً من كتب القراءات فأراني صفحة في آخره عليها خط جدي C : ولد الولد المبارك محمد في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وستين وخمس مائة وتحته بخط والدي : ولد الولد المبارك عبد العزيز ضحوة نهار الأربعاء ثاني عشرين جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمس مائة فأخذنا نتعجب من هذا الاتفاق في السنة والشهر والجزء من اليوم . ثم انصرفت من بين يديه إلى حجرة كنت أخلو فيها بنفسي وأنفرد بأنسي وأتفرغ للاشتغال بدرسي ففكرت في يوم مولدي كان قد أكمل الله لوالدي عشرين سنة فنظمت بيتين وكتبت بهما إليه وهما : السريع .
يا رب قد وجدت قبلي أبي ... في هذه الدنيا بعشرينا .
فاجعله بعدي باقياً مثلها ... وارحم محباً قال آمينا .
فكتب إلي في الحال : المجتث .
لا بل أموت وتحيى ... في غبطة خير محيا .
حتى يصرف صرف ال ... زمان أمراً ونهيا .
وكتب بعدهما : المجتث .
لا بل أموت وتبقى ... من الخطوب موقى .
ويرحم الله خلاً ... يقول آمين حقا .
وما عهدتك ممن ... أراد براً فعقا .
وكتب تحتهما : إنما أردت بقافية البيت الثاني أن دعاني حقيقة بخلاف دعائك وجعلت قدحي في ادعائك عقوبة على اعتدائك . ثم بات تلك الليلة فلما أصبح كتب إلي : ليعلم الولد أسلكه الله الجدد وهياً له الرشد إنني فرقت فارقت واستشعرت من مضمون شعره فنظمت : مجزوء الرمل .
أيها النجل الشفيق ... كيف أخطاك الطريق .
راعني منك دعاء ... لم يسع لي منه ريق .
قدك قد كلفت سمعي ... منه ما ليس يطيق .
لم أخلك الدهر تلقا ... ني بشيء لا يليق .
أعدو أنت أخبر ... ني بصدق أم صديق .
مسني من شعرك البا ... رد حر بل حريق .
ما له لفظ جليل ... لا ولا معنى دقيق .
لم يضح لي منه إلا ... مقه منك وموق .
اعف من برك هذا ... فمن البر عقوق .
؟ ضياء الدين الطوسي .
عبد العزيز بن محمد بن علي الطوسي ضياء الدين مدرس النجيبية شارح الحاوي . توفي سنة ست وسبعمائة .
قاضي القضاة ابن جماعة