به السحب ترجى والصواعق تتقى ... وماء الحيا ينهل والنار تحرق .
هنا لكم يلقى العصي معاشر ... سوى ما شدا طير الفلاة المحلق .
ويرتفع الحزن الصليب عجاجة ... على أنه من وابل الدم مغدق .
قال ابن رشيق : أخذ هذا المعنى من قولي : المديد .
ملك بل بالدماء ثرى الأر ... ض فما للجيوش فيها غبار .
قلت : ومن هنا أخذ شهاب الدين محمود قوله : الكامل .
رشت دماؤهم الصعيد فلم يطر ... منه على الجيش السعيد غبار .
الأسعد بن مماتي .
عبد العزيز بن الخطير هو الأسعد بن المهذب بن مماتي . تقدم ذكره وذكر والده في حروف الألف والسين من الهمزة فليكشف من هناك .
المتنقتل .
عبد العزيز بن خيرة أبو أحمد القرطبي المعروف بالمتنقتل . من شعره يهجو اللقانق وأهل الأندلس يسمونه المرقاس : السريع .
لا آكل المرقاس دهري لتأ ... ويل الورى فيه قبيح العيان .
كأنما صورتها إذ بدت ... أنامل المصلوب بعد الثمان .
ومنه : الخفيف .
إن جفاني الكرى وواصل قوماً ... فله العذر في التخلف عني .
لم يخل الهوى لجسمي شخصاً ... فإذا جاءني الكرى لم يجدني .
قلت : هو كقول الآخر : الخفيف .
لم يعش إنه جليد ولكن ... ذاب سقماً فلم تجده المنون .
عبد العزيز بن دلف .
عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب أبو محمد البغداذي المقرئ الناسخ الخازن . كان عدلاً ثقة له صورة كبيرة ولي خزانة كتب المستنصرية وغيرها وسمع وروى . وتوفي سنة سبع وثلاثين وست مائة .
عبد العزيز بن رفيع .
عبد العزيز بن رفيع أبو عبد الله الأسدي الطائفي نزيل الكوفة . روى عن ابن عباس وابن عمر وشريح القاضي وأنس بن مالك وعبيد بن عمير وزيد بن وهب وجماعة . كان أحد الثقات المسندين وتوفي سنة ثلاثين ومائة وروى له الجماعة .
عبد العزيز بن أبي رواد .
عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي المكي : أحد العلماء وله جماعة إخوة كان يطوف بالكعبة فطعنه المنصور بإصبعه فالتفت فرآه فقال : علمت أنها طعنة جبار . لم يصل عليه سفيان الثوري لكونه يرى الإرجاء فقيل للثوري فقال : والله إني لأرى الصلاة على من هو دونه ولكن أردت أن أري الناس أنه مات على بدعة .
قال أحمد بن حنبل : كان مرجئاً رجلاً صالحاً وليس هو في التثبيت مثل غيره . وقال أبو حاتم : صدوق وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائة وروى له الأربعة .
صفي الدين الحلي .
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العز ابن سرايا بن باقي بن عبد الله بن العريض هو الإمام العلامة البليغ المفوه الناظم الناثر شاعر عصرنا على الإطلاق صفي الدين الطائي السنبسي الحلي . شاعر أصبح به راجح الحلي ناقصاً وكان سابقاً فعاد على عقبه ناكصاً أجاد القصائد المطولة والمقاطيع وأتى بما أخجل زهر النجوم في السماء فما قدر زهر الأرض في الربيع تطربك ألفاظه المصقولة ومعانيه المعسولة ومقاصده التي كأنها سهام راشقة وسيوف مسلولة .
مولده يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مائة دخل إلى مصر أيام الملك الناصر في سنة ست وعشرين وسبع مائة تقريباً وأظنه وردها مرتين واجتمع بالقاضي علاء الدين بن الأثير كاتب السر ومدحه وأقبل عليه واجتمع بالشيخ فتح الدين ابن سيد الناس وغيره وأثنى فضلاء الديار المصرية عليه . وأما شمس الدين عبد اللطيف فإنه كان يظن أنه لم ينظم الشعر أحد مثله - لا في المتقدمين ولا في المتأخرين مطلقاً ورأيت عنده قطعة وافرة من كلامه بخطه نقلت منها أشياء .
اجتمعت به بالباب وبزاعه من بلاد حلب في مستهل ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وسبع مائة وأجاز لي بخطه جميع ما له من نظم ونثر وتأليف مما سمعته منه وما لم أسمعه وما لعله يتفق له بعد ذلك التاريخ على أحد الرائين وما يجوز له أن يرويه سماعاً وإجازة ومناولة ووجادة بشرطه وقلت وقد بلغتني وفاته C تعالى سنة تسع وأربعين وسبع مائة : مجزوء الرمل .
إن فن الشعر نادى ... في جميع الأدباء .
أحسن الله تعالى ... في الصفي الحلي عزائي .
وأنشدني من لفظه لنفسه في التاريخ بالباب وبزاعه : المجتث