عبد السلام بن يحيى بن القاسم بن المفرج أبو محمد التكريتي أخو عبد الرحمن وهو الأكبر تفقه على والده وحفظ القرآن وقرأ الأدب وبرع فيه . وله النظم والنثر والخطب والمكاتبات والمصنفات الأدبية . ولد سنة سبعين وخمسمائة . ومن شعره : البسيط .
متى يفيق من الأسواق سكران ... ويرتوي من شراب الوصل ظمآن .
ويرجع العيش غضاً بعدما يبست ... منه بطول الجفا والصد أغصان .
أفنى اصطباري صدوح غاب واحدها ... فكم لها في فروع الأيك ألحان .
باتت تنوح على غصن تميل به ... ريح الصبا فكأن الغصن نشوان .
حزينة الصوت تشجو قلب سامعها ... قريحة قلبها المفجوع حنان .
تبكي بغير دموع والبكا خلق ... بالدمع لي وكذاك الوجد ألوان .
آهاً على عيشنا الماضي ولذته ... إذ غصنه باجتماع الشمل فينان .
ومنه : الطويل .
أمني قلبي ساعة بعد ساعة ... لقاكم ولولا ذاك كنت أطيش .
فما العيش إلا عيش من نال وصلكم ... وهيهات من فارقتموه يعيش .
الجماهري .
عبد السلام بن يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي الدمشقي أبو الفتوح ابن أبي الحجاج المعروف بالجماهري بغداذي المولد والدار . أسمعه أبوه في صباه من محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ومحمد بن محمد بن السلال الوراق والحافظ ابن ناصر وغيرهم . وقرأ هو بنفسه الكثير على أبي الفتح بن البطي وأبي محمد بن التعاويذي وغيرهما . وكتب بخطه كثيراً . وكان شيخاً برباط زاخي يعظ على المنابر وكان صالحاً متديناً وله نظم ونثر . وتوفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ودفن بسفح قاسيون كان قدم دمشق يسترفد صلاح الدين فأعطاه ذهباً . ومن شعره : الطويل .
أظن الصبا النجدي فيه رسالة ... أرى العيس قد حنت وقد طرب الركب .
وقد مال غصن البان مصغ كأنه ... يسائلها بالوهم ما فعل الشعب .
فحطا عن الأكوار رحلي وأنزلا ... إلى أين ترحالي وقد نزل القلب .
ومنه : الطويل .
على ساكني بطن العقيق سلام ... وإن أسهرونا بالفراق وناموا .
حظرتم علينا النوم وهو محلل ... وحللتم التعذيب وهو حرام .
إذا بنتم عن حاجر وحجرتم ... على السمع أن يدنوا إليه سلام .
فلا ميلت ريح الصبا فرع بانه ... ولا سجعت فوق الغصون حمام .
ولا قهقهت فيه الرعود ولا بكت ... على حافتيه بالعشي غمام .
موفق الدين عبد السلام .
عبد السلام موفق الدين . جمع إلى الصناعة الطبية العلوم الحكمية والأخلاق الحميدة والفضائل التامة . أصله من حماه وأقام بدمشق واشتغل على الشيخ مهذب الدين عبد الرحيم بن علي وعلى غيره وسافر إلى حلب وتزايد في العلم وخدم الناصر وأقام عنده إلى أن ملك الناصر دمشق فأتى صحبته . ولما قصد التتار دمشق توجه إلى مصر وأقام بها ثم أنه خدم المنصور صاحب حماة ونال منه إحساناً كثيراً وأموالاً جزيلة .
بنو عبد السلام .
منهم : الشيخ عز الدين عبد العزيز وولده محيي الدين عبد اللطيف وأخوه شرف الدين محمد بن عبد العزيز .
عبد السيد .
أبو القاسم بن عتاب .
عبد السيد بن عتاب بن محمد بن جعفر بن عبد الله الحطاب بالحاء المهملة أبو القاسم الضرير المقرئ . كان من الموصوفين بجودة القراءة ومعرفة وجوه القراءات قرأ بالروايات على القاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي والحسين بن عبد الله بن الحربي ومحمد بن عمر بن موسى بن زلال النهاوندي وجماعة كثيرين وتوفي سنة سبع وثمانين وأربع مائة .
ابن الصباغ الشافعي .
عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن جعفر بن الصباغ أبو نصر الفقيه الشافعي البغداذي فقيه العراق صاحب الشامل والكامل وتذكرة العالم والطريق السالم . توفي ثالث عشر جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربع مائة