قلت : هذه الأبيات قالها الشاعر وقدمها للملك الصالح صاحب دمشق عماد الدين إسماعيل ابن الملك العادل لأن الملك الأشرف موسى لما عمر جامع التوبة بالعقيبة كان بمدرسة ست الشام إمام يعرف بالجمال السبتي كان يقال أنه في صباه يلعب بالجفانة ثم لما كبر حسن طريقته وعاشر العلماء وأهل الصلاح فذكر هذا الجمال للملك الأشرف فولاه خطابة الجامع المذكور ولما توفي رتب مكانه العماد الواسطي الواعظ وكان يتهم باستعمال الشراب فنظم الشاعر ابن زويتينة هذه الأبيات .
عبد الرزاق .
عبد الرزاق بن همام الصنعاني .
عبد الرزاق بن همام بن نافع الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني . أحد الأعلام روى عن أبيه ومعمر وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وعبيد الله بن عمر وابن جريج والمثنى بن الصباح وثور بن يزيد وحجاج بن أرطاة وزكريا بن إسحاق والأوزاعي وعكرمة بن عمار والسفيانين ومالك وخلق . ورحل إلى الشام بتجارة وسمع الكثير من جماعة . ومولده سنة ست وعشرين ومائة وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائتين وروى عنه شيخاه معتمر بن سليمان وسفيان بن عيينة وأبو أسامة وهو أكبر منه وأحمد بن حنبل وابن معين وإسحاق ومحمد بن رافع ومحمد بن يحيى ومحمود بن غيلان وأحمد بن صالح وأحمد بن الأزهر وأحمد بن الفرات والرمادي وإسحاق الكوسج والحسن بن علي الخلال وسلمة بن شبيب وعبد بن حميد وإسحاق الدبري وإبراهيم بن سويد الشبامي وخلق كثير .
قال أحمد بن صالح قلت لأحمد بن حنبل : رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق ؟ فقال : لا . قال أبو زرعة الدمشقي ؟ قلت لأحمد ابن حنبل : كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر ؟ قال : نعم قيل له فمن أثبت في ابن جريج عبد الرزاق أو محمد بن بكر البرساني ؟ قال : عبد الرزاق وعمي عبد الرزاق وكان يلقن . قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث النار خيار فقال : هذا باطل ليس من هذا شيء ثم قال : ومن يحدث به عن عبد الرزاق .
قلت : حدثني أحمد بن شيبوبة قال : هؤلاء سمعوا بعدما عمي ليس هو في كتبه وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي .
قال ابن معين : سمعت من عبد الرزاق كلاماً يوماً فاستدللت به على ما ذكر عنه من المذهب يعني التشيع فقلت له : إن أستاذيك الذين أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة معمر ومالك وابن جريج وسفيان والأوزاعي فعمن أخذت هذا المذهب ؟ فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي فرأيته فاضلاً حسن الهدى فأخذت هذا عنه وقال سلمة بن شبيب : سمعت عبد الرزاق يقول : والله ما انشرح صدري قط أن أفضل علياً على أبي بكر وعمر وقال أحمد بن الأزهر : سمعت عبد الرزاق يقول أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ولو لم يفضلهما لم أفضلهما كفى بي إزراء أن أحب علياً ثم أخالف قوله وقال ابن معين : قال لي عبد الرزاق : اكتب عني حديثاً واحداً من غير كتاب فقلت ولا حرف .
وصنف عبد الرزاق التفسير والسنن وغير ذلك وعمر دهراً طويلاً وأكثر عنه الطبراني وروى له الجماعة . قال زهير بن حرب : لما قدمنا صنعاء أغلق عبد الرزاق الباب ولم يفتحه لأحد إلا لأحمد بن حنبل لديانته فدخل فحدثه بخمسة وعشرين حديثاً ويحيى بن معين بين الناس جالس فلما خرج قال له يحيى : أرني ما حدثك فنظر فيه فخطأه في ثمانية عشر حديثاً فعاد أحمد إلى عبد الرزاق فأراه مواضع الخطأ فأخرج عبد الرزاق أصوله فوجدها كما قال يحيى ففتح الباب وقال : ادخلوا وأخذ مفتاح بيت وسلمه إلى أحمد وقال : هذا البيت ما دخلته يد غيري منذ ثمانين سنة أسلمه إليكم بأمانة الله على أنكم لا تقولون ما لم أقل ولا تدخلوا علي حديثاً من حديث غيري ثم أومأ إلى أحمد وقال : أنت أمين الله على نفسك وعليهم فأقاموا عنده حولاً . وقال أبو عبد الرحمن النسائي : عبد الرزاق ابن همام من لم يكتب عنه من كتاب ففيه نظر ومن كتب عنه بآخرة حدث عنه بأحاديث مناكير .
عبد الرزاق العامري .
عبد الرزاق بن أحمد بن الخضر بن أحمد بن صالح العامري بديع الدين أبو القاسم من قرية كفر عامر من بلاد الزبداني . نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال : أنشدني لنفسه : الطويل .
أراق دمي من مأربي رشف ريقه ... بإطراقه إذ مر بي في طريقه