فإن الليل إن حلاه قصف ... نهار والنهار العطل ليل .
ومنه : البسيط .
أحباب قلبي أعيدوا لي وصالكم ... فما للسعة قلبي غيركم راق .
أقسمت ما حال قلبي عن محبتكم ... يوماً ولا حل بعد الدار ميثاقي .
فغير دمعي عليكم غير مكتسب ... وغير قلبي إليكم غير مشتاق .
فإن يكن قد مضت أيام وصلكم ... فإن حبكم بين الحشا باق .
وكتب علم الرؤساء إلى القاضي الفاضل : قد جعل الله المجلس العالي الفاضلي الأسعدي زاده الله من اصطفائه أبكار المناقب وعونها وواصل إلى جنابه حمولات المئويات وظعونها واستجاب من أوليائه في طول بقائه وهلاك أعدائه صالح الدعوات التي يدعونها خير من ينادي ويناجي قريباً وبعيداً وأفضل منعم يحقق وعداً ويخلف وعيداً وعم الخلق جميعاً بنعمته وشرف الدنيا بصوابحكمه وصوب حكمته والهج أقلامه بتوزيع أفضال المال والجاه وقسمته وخصه في إهداء الهدى بمدى أقربه على السامعين أبعده وأثل له مجداً لا يتناهى مصعده ويكون فوق النجم مقعده ولم يزل إقباله على الملوك يريه وجه الإقبال وسيماً ويعيد عنده سموم اليأس بأرواح النجاح نسيماً ولا يضيع جريه في ميدان اعتناق تنفذ مراسمه عنقاً ورسيما وقد كان أكبر مولاه عن مكاتبة تليق بالأكابر وتنحط عن الأصاغر . وسأل ابن حيون إحساناً إليه بذكر هذه الجملة في كتبه وإجمالاً وأن يقلده بالإعراب عنه منة لا يسأم لها على مر الزمان احتمالاً وحين أكدت مطالبه وأحاطت بجوانبه دواعي الندم وجوالبه وصار الإجلال وجلا وعاد الإحلال خجلاً ثاب إليه من علم شرف خلق المولى وكرم طبعه وتواضعه المرتفعة أقدار المعالي بحسن وضعه وما حمله على نظم قصيدة خدم بها مجلسه الكريم مع تحققه أن لمدحه جادة يعجز جلة الشعراء عن سلوكها وضراعته في إجرائه في تقبلها على مألوف عادة الإحسان ومعروفها واغتفار خطلها الذي كفارته ما يواصله هو وعائلته من أدعية صالحة للمولى والمملوك مستمر على عادته في ملازمة الخدمة والمواظبة عليها وإدامة البكور إليها مع ما يلحقه من النزلات التي يظلم بها مطالع محياه وغيرها من أمراض شاهدها اصفرار محياه . والله تعالى يزيد في محل المولى علواً يؤسس على التقوى ويجمل الدنيا بمفاخره الموفية على ناصع الجوهر المنتقى والقصيدة : المنسرح .
تالله ما عاشق الدمى عاقل ... كلا ولا عاذل له عادل .
ذا مغرم مرغم أخو حرق ... وذا مطيل ما عنده طائل .
لم يخش من ناقد وقد جاء بالن ... كس إلى ناقة الهوى ناقل .
منها : .
غانية عن حلي غانيةٍ ... بحسن عاط من جيدها عاطل .
وأسمر غادرت لدونته ... ماء لها فيه جاريا جائل .
سنانه طرفه ومن عجب ... سيف علا لهذما على ذابل .
أهله ضارباً وأعمل للط ... عن سواه من نهده عامل .
منها : .
وحاله المستهام أنفع ما ... عاذبه المستهام من عاذل .
خبا سناه وخاب مقصده ... أية حال لخامد خامل .
وزاد حب الدنيا عليه فما ... يزال في هوة الهوى نازل .
يريد منها خفضاً فترفعه ... من نصبه للعنا بها فاعل .
أين من الدر كف جالبها ال ... مكفوف منها بكفه الحابل .
يظهر تكذيب سلم باطنها ... عنوان عدوان خائرٍ خابل .
أنصارها عصبة التتابع في ال ... جهل وأحزاب طالبي الباطل .
وما يني مذكراً لخطبتها ... حكم التناسي لخطبها الهايل .
يكون منها أمر الولاء وما ... تم لها عاضل سوى الفاضل .
عبد الرحيم الذي لرحمته ... ظل على الخلق وارق شامل .
القائل القصد والمعيد من ال ... من ألوفاً في العام والقابل .
وجاعل الرسم في سماحته ... نحبيس ملك الغنى على السائل .
بديهة البر منه موفية ... على تراخي روية الآمل .
فضل أياديه زايد أبداً ... أيد عوادي أيدي الردى زابل