عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده واسم منده إبراهيم ابن الوليد أبو القاسم ابن الحافظ أبي عبد الله العبدي الأصبهاني كان كبير الشأن جليل القدر حسن الخط واسع الرواية له أصحاب وأتباع وهو أكبر الإخوة والإجازة كانت عنده قوية . وله تصانيف كثيرة وردود جمة عل أهل البدع .
قال السمعاني : سمعت الحسن بن محمد بن الرضا العلوي يقول : سمعت خالي أبا طالب ابن طباطبا يقول : كنت اشتم أبداً عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده إذا سمعت ذكره أو جرى ذكره في محفل فسافرت إلى جرباذقان فرأيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Bه في المنام ويده في يد رجل عليه جبة زرقاء وفي عينيه نكتة فسلمت عليه فلم يرد علي وقال : لم تشتم هذا إذا سمعت اسمه ؟ فقيل لي في المنام : هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهذا عبد الرحمن بن منده فانتبهت ثم رجعت إلى أصبهان وقصدت الشيخ عبد الرحمن فلما دخلت عليه ورأيته صادفته على النعت الذي رأيته في المنام وعليه جبة زرقاء فلما سلمت عليه قال : وعليك السلام يا أبا طالب وقبل ذلك ما رآني ولا رأيته فقال لي قبل أن أكلمه : شيء حرمه الله ورسوله يجوز لنا أن نحله ؟ فقلت له : اجعلني في حل ونشدته الله وقبلت بين عينيه فقال : جعلتك في حل فيما يرجع إلي . وتوفي ابن منده سنة سبعين وأربع مائة .
ابن الرمال النحوي .
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى أبو القاسم الأموي الإشبيلي النحوي المعروف بابن الرمال . روى عن جماعة منهم ابن الطراوة وابن الأخضر . وكان أستاذاً في العربية مدققاً قيماً بكتاب سيبويه .
قال أبو علي الشلوبيني : ابن الرمال عليه تعلم طلبة الأندلس . وتوفي كهلاً سنة إحدى وأربعين وخمس مائة .
فخر الدين ابن عساكر .
عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الإمام المفتي فخر الدين أبو منصور الدمشقي الشافعي ابن عساكر شيخ الشافعية . تولى تدريس الجاروخية ثم تدريس الصلاحية بالقدس ثم بدمشق تدريس التقوية وكان يقيم بالقدس أشهراً وبدمشق أشهراً وكان عنده بالتقوية فضلاء الشام وهو أول من درس بالعذراوية وكان يتورع من المرور في رواق الحنابلة لئلا يأثموا بالوقيعة فيه لأن عوامهم يبغضون بني عساكر لأنهم شافعية أشاعرة وعرض عليه ولايات ومناصب فتركها . وصنف في الفقه والحديث مصنفات . وتوفي سنة عشرين وست مائة ومولده سنة خمسين وخمس مائة .
الفراسي المغربي .
عبد الرحمن بن محمد الفراسي بالفاء وبعد الراء ألف وسين مهملة - قرية تعرف ببني فراس جوار تونس - إلا أن مستقره تونس وبها تأدبه . كان شاعراً خليعاً ماجناً شريراً كثير المهاجاة قيل المداراة خفيف اللسان من تلاميذ الصرايري توفي بمدينة سوسة سقط من سطح وهو سكران بحضرة عتيق بن مفرج سنة ثمان وأربع مائة وقد نيف على الثلاثين .
لما ولي القاضي عبد الرحمن بن محمد النحوي قضاء تونس كتب الفراسي في الجبل المعشوق حيث يتنزه الناس ويتفرجون : المتقارب .
يقول فراسي هذا الزمان ... وما زال في قوله يعدل .
متى يملك الأرض دجالها ... فقد صار قاضينا أحول .
وبلغه ذلك فأحفظه ودعاه إليه رجل خاصمه فلما مثل بين يديه سمع دعوى خصمه وسأله فأقر فألزمه أداء الحق فامتنع وقال : علي يمين إن لا أديته إلى وقت كذا فأطرق القاضي ساعة وقضى عنه ما وجب لغريمه . فلما خرج قليل له ويحك ما صنعت ؟ قال : أردت أن استحل عرضه فحرمه علي ونظم : المنسرح .
من كان عندي له مطالبة ... كأن بيني وبينه القاضي .
قاض قضى عني الحقوق على ... بعدي منه وفرط إعراضي .
أباح لي ماله ليمنعني ... من عرضه وهو ساخط راض .
فيا لها رقيةً مسكنةً ... لحية قد ساورت نضناض .
ومن شعره : مخلع البسيط .
خلقت إلا عليك جلداً ... يا متلفي جفوة وصدا .
لججت وصلاً فلج هجراً ... وزدت قرباً فزاد بعدا .
يا أيها الناس أي شيء ... عليكم إن هلكت وجدا .
حرمت من وصله نصيبي ... إن لم تكن وجنتاه وردا .
ومنه : الكامل .
مسكين هجرك أو أسير هواكا ... أمسى وأصبح يرتجيك عساكا