عبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي الأندلسي القرطبي المالكي نزيل تونس . مولده سنة ثلاثٍ وستمائة وتوفي سنة اثنتين وسبعمائة وطلب العلم في حدائثته قراآتٍ وحديث وفقه ولغة ونحو وأدب ومهر في الآداب وله حظٌ من النظم . قرأ القرآن على جده لأمه محمد بن قادم المعافري ولازم خال أمه إمام جامع قرطبة العلامة أبا محمد عصام ابن أبي جعفر أحمد بن محمد بن خلصة واستفاد عليه وأخذ على قرابته الحافظ أبي زكرياء بن أبي عبد الله بن يحيى الحميري وقرأ عليه الفصيح والأشعار الستة وسمع منه الروض الأنف ولم يكن أحدٌ في عصر أبي ذكرياء أحفظ منه وسمع قاضي الجماعة أبا القاسم بن بقي وأخذ عنه الموطأ سماعاً وقرأ عليه كامل لمبرد وسمع صحيح مسلمٍ من عبد الله بن أحمد بن عطية وسمع من أبي بكر محمد بن سيد الناس الخطيب صحيح البخاري ولازمه وسمع الشمائل من الحافظ محمد بن سعيد الطرار وسمع التيسير من النحوي أحمد بن علي الفحام المالقي وأخذ كتاب سيبويه تفهماً عن أبي علي الشلوبين وأبي الحسن الدباج وقرأ مقامات الحريري تفهماً على العلامة عامر بن هشام الأزدي . وله نظمٌ كثير وانتهى إليه علو الإسناد . روى عنه الشيخ أثير الدين أبو حيان وأبو عبد الله الوادي آشي وأبو مروان التونسي خازن المصحف وآخرون . قال الشيخ شمس الدين : وكتب إلينا بمروياته عام سبعمائة وفي آخر وقته أسن وانحطم وتغير تغير الهرم . وقال قاضي القضاة العلامة تقي الدين السبكي : رأيت بخط ناصر الدين بن سلمة الغرناطي : شيخنا ابن هارون فيه تشيعٌ وانحرافٌ عن معاوية وابنه يطعن فيهما نظماً ونثراً اختلط بعد انفصالي عنه وبان اختلاطه .
الصاحب فتح الدين ابن القيسراني عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن نصرٍ الصاحب الأثير فتح الدين ابن القيسراني المخزومي الحلبي ثم الدمشقي نزيل مصر . مولده سنة ثلاثٍ وعشرين ووفاته سنة ثلاثٍ وسبعمائة بالقاهرة . سمع أبا القاسم ابن رواحة ابن الجميزي ويوسف الساوي وابن خليل وأحمد بن الحباب وجماعةً وشارك في الفضائل والآداب وعني بالحديث وجمع وألف كتاباً في معرفة الصحابة . وله النظم والنثر وخرج لنفسه أربعين حديثاً . ولي الوزارة في دولة الملك السعيد ابن الظاهر . روى عنه الدمياطي من نظمه وأخذ عنه فتح الدين ابن سيد الناس والبرزالي . أنشدني من لفظه الشيخ شمس الدين قال : أنشدني الصاحب فتح الدين من لفظ لنفسه : من الوافر .
بوجه معذبي آيات حسنٍ ... فقل ما شئت فيه ولا تحاشي .
ونسخة حسنه قرئت فصحت ... وها خط المال على الحواشي .
القرطبي القوصي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد القرطبي ثم القوصي . كان فاضلاً وتزهد . قال الحافظ المنذري : أنشدني أبو الحسن علي بن بن محمد القرطبي قال : أنشدني أخي عبد الله بمنزله بقوص - وقد انقطعت فيه قريباً من ثلاثين سنةً يصوم يوماً ويفطر يوماً - لنفسه : من الوافر .
متى تعش ملكاً كريماً ... يذل لملكك الملك الفخور .
قنعت بوحدتي ولزمت بيتي ... فطاب العيش لي ونما السرور .
وأدبني الزمان فلا أبالي ... هجرت فلا أزار ولا أزور .
ولست بقائلٍ ما دمت حياً ... أسار الجيش أم ركب الأمير .
الأسواني عبد الله بن محمد بن زريق أبو عبد الله الأسواني . ذكره ابن عرام في جملة من مدح بني الكنز وذكر له قصيدةً أولها : من البسيط .
بالسفح من ربع سلمى منزلٌ دثرا ... فاسفح دموعك في ساحاته دررا .
واستوقف الركب واستسق الغمام له ... والثم صعيد ثراه الأذفر العطرا .
واستخبر الدار عن سلمى وجارتها ... إن كانت الدرا تعطي سائلاً خبرا .
وكيف تسأل داراً لم تدع جلداً ... لسائليها ولا سمعاً ولا بصرا .
ومنها في المديح : من البسيط .
أقسمت لو كان في الماضين مولده ... لأنزل الله في أوصافه سورا .
كأنه الحرم المحجوج تقصده ... وفوده لا تمل الورد والصدرا .
عماد الدين الطبيب البغدادي الشافعي