من بعدما دحضت بسعدٍ نعله ... ورجا رجاءً دونه العيوق .
جاءت به الأنصار عاصب رأسه ... أتاهم الصديق والفاروق .
وأبو عبيدة والذين إليهم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق .
كنا نقول لها عليٌ والرضا ... عمرٌ وأولاهم بذاك عتيق .
فدعت قريش باسمه فأجابه ... إن المنوه باسمه الموثوق .
ولما قبض رسول الله A ارتجت مكة فسمع بذلك أبو قحافة فقال : ما هذا ؟ قالوا : قبض رسول الله A ! .
قال : أمرٌجلل ! .
فمن ولي بعده ؟ قالوا : ابنك . قال : فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة ؟ قالوا : نعم ! .
قال : لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منعه الله . ومكث أبو بكر في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليالٍ وقيل : سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليالٍ . وقال ابن إسحاق : توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رسول الله A . وقال غيره : وعشرة أيام وقال غيره : وعشرين يوماً . وقال أبو معشر : سنتين وأربعة أشهر إلا ربع ليالٍ . وقال غيره : سنتين ومائة يوم . وكان يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة . وسبب موته أنه اغتسل في يومٍ باردٍ فحم خمسة عشر يوماً لا يخرج للصلاة ويأمر عمر بالصلاة وعثمان ألزم الناس له . وقال ابن إسحاق : توفي يوم الجمعة لسبع ليالٍ بقين من جمادى الآخرة . وقيل : عشي يوم الاثنين . وأوصى أن تغسله أسماء بنت عميس فغسلته وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في قبره عمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمان ابن أبي بكر ودفن ليلاً في بيت عائشة مع النبي A . ولم يختلف أن سنه انتهت إلى ثلاث وستين سنة إلا ما لا يصح . وكان نقش خاتمه : نعم القادر الله وقيل : عبد ذليل لرب جليل . وكان قد حرم الخمر في الجاهلية هو وعثمان Bهما . وقال عروة عن عائشة : إن أبا بكر لم يقل بيت شعرٍ في الإسلام وقد أورد له ابن رشيق في أول العمدة قال : قال أبو بكر Bه في غزوة عبيدة بن الحارث رواه بن إسحاق وغيره : من الطويل .
أمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث ... أرقت وأمرٍ في العشيرة حادث .
ترى من لؤي فرقةً لا يصدها ... عن الكفر تذكيرٌ ولا بعث باعث .
رسولٌ أتاهم صادق فتكذبوا ... عليه وقالوا لست فينا بماكث .
إذا ما دعوناهم إلى الحق أدبروا ... وهروا هرير المجحرات اللواهث .
فكم قد متنا فيهم بقرابةٍ ... وترك التقى شيء لهم غير كارث .
فإن يرجعوا عن كفرهم وعقوقهم ... فما طيبات الحل مثل الحبائث .
وإن يركبوا طغيانهم وضلالهم ... فليس عذاب الله عنهم بلابث .
ونحن أناسٌ من ذؤابة غالبٍ ... لنا العز منها في الفروع الأثائث .
فأولي برب الراقصات عشيةٍ ... حراجيج تخدي في السريح الرثائث .
كأدم ظباء حول مكة عكفٍ ... يردن حياض البئر ذات النبائث .
لئن لم يفيقوا عاجلاً من ضلالهم ... ولست إذا آليت قولاً بحانث .
لتبتدرنهم غارةٌ ذات مصدقٍ ... تحرم أطهار النساء الطوامث .
تغادر قتلى تعصب الطير حولهم ... ولا يرأف الكفار رأف ابن حارث .
فأبلغ بني سهمٍ لديك رسالةً ... وكل كفورٍ يبتغي الشر باحث .
فإن تشعثوا عرضي على سوء رأيكم ... فإني من أعراضكم غير شاعث .
قلت : ما أظن أن لحسان بن ثابتٍ الأنصاري مثل هذه الأبيات لأنها في هذه القافية الثائية وهي في غاية الفصاحة والعذوبة وانسجام التركيب فBه . وقال أبو الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم العاصي : من البسيط .
قالوا تحب أبا بكر فقلت لهم ... لم لا أحب الذي أرجوه يشفع لي .
نعم ومن مذهبي أني أقدمه ... على الإمام مبيد الكافرين علي .
وجملة الأمر أن الله قدمه ... فالفعل من قبل الرحمان لا قبلي .
أبو عبد الرحمان العتكي