وسمي الصديق لبداره إلى تصديق رسول الله A على ما جاء به وقيل : لتصديقه في خبر الإسراء . وكان في الجاهلية وجيهاً رئيساً كانت الأشناق - وهي الديات - إليه في الجاهلية وأسلم على يديه : الزبير وعثمان وطلحة وعبد الرحمان بن عوف . وأسلم وله أربعون ألفاً أنفقها كلها على رسول الله A وفي سبيل الله . وقال رسول الله A : " ما نفعني مالٌ ما نفعني مال أبي بكرٍ " وأعتق سبعةً كانوا يعذبون في الله منهم : بلال وعامر بن فهيرة . وقال رسول الله A : " دعوا لي صاحبي فإنكم قلتم كذبت وقال لي صدقت " . وقال : " إن من أمن الناس علي من صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذاً خليلاً لا تخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام . لا تبقين في المسجد خوخةٌ إلا خوخة أبي بكر " . وقالوا لأسماء : ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله A ؟ فقالت : كان المشركون قعوداً في المسجد الحرام فتذاكروا رسول الله A ما يقول في آلهتهم فبينا هم كذلك إذ دخل رسول الله A المسجد فقاموا إليه وكانوا إذا سألوه عن شيء صدقهم فقالوا : ألست تقول آلهتنا كذا وكذا ؟ قال : بلى ! .
قالت : فتشبثوا به بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له : أدرك صاحبك ! .
فخرج أبو بكر حتى دخل المسجد فوجد رسول الله A والناس مجتمعون عليه فقال : ويلكم " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " ؟ فلهوا عن رسول الله A وأقبلوا على أبي بكر Bه يضربونه قالت : فرجع إلينا فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا جاء معه وهو يقول : تباركت يا ذا الجلال والإكرام . وقال أبو بكر : قلت للنبي A ونحن في الغار : لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ! .
فقال : يا أبا بكر ! .
ما ظنك باثنين الله ثالثهما ! .
وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : أتت امرأة إلى النبي A فسألته عن شيء فأمرها أن ترجع إليه فقالت : يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك - تعني الموت فقال لها رسول الله A : لم تجديني فأتي أبا بكر . قال الشافعي : في هذا دليلٌ على أن الخليفة بعد رسول الله A أبو بكر . وعن حذيفة قال : قال رسول الله A : " اقتدوا باللذين من بعدي : أبو بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد " . وعن عبد الله بن مسعود قال : كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلامٍ قاله عمر بن الخطاب : أنشدتكم الله هل تعلمون أن رسول الله A أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ؟ قالوا : اللهم نعم قال : فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامٍ أقامه فيه رسول الله A ؟ فقالوا كلهم : كلنا لا تطيب نفسه ونستغفر الله ! .
وقال قيس بن عباد قال لي علي بن أبي طالب : إن رسول الله A مرض ليالي وأياماً ينادى بالصلاة فيقول : مروا أبا بكر يصل بالناس فلما قبض رسول الله A نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام وقوام الدين فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله A لديننا فبايعنا أبا بكر . وعن عبد الله بن زمعة ابن الأسود قال : كنت عند رسول الله A وهو عليلٌ فدعاه بلال إلى الصلاة فقال لنا : مروا من يصلي بالناس قال : فخرجت فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائباً فقلت : قم يا عمر فصل بالناس فقام عمر فلما كبر سمع رسول الله A صوته وكان مجهراً فقال رسول الله A : فأين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة وصلى بالناس طول علته حتى مات A . وقال مسروق : حب أبي بكرٍ وعمر ومعرفة فضلهما من السنة . وكان أبو بكر رجلاً نحيفاً أبيض خفيف العارضين أجنى لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين نأتىء الجبهة عاري الأشاجع ؛ كذا وصفته انته عائشة . بويع بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله A في سقيفة بني ساعدة ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفةٌ