يرحل عنك الهم عند حلوله ... ويلهيك بالآداب حين تساجله .
فكتب الجواب إليه ومنه : .
أتانا مقال أوجب الشكر حامله ... ودل على فضل الذي هو قائله .
ومكن وداً قبل تمكين رؤية ... ومن قبل ما لاحت بذاك مخايله .
سنقبل ما أهداه من صفو بره ... ونبذل منه فوق ما هو باذله .
أبو محمد الكاتب .
العباس بن الفضل أبو محمد الكاتب من أهل المدائن ويقال اسمه عبسي بالباء الموحدة ؛ كان شاعراً كثير العبث بالرؤساء والقول فيهم قال في الحسن بن مخلد لما صرف صاعداً عن كتبة بغا ونقلها بعد في أبي الصقر : .
أقيك بنفسي سوء عاقبة الدهر ... ألست ترى صرف الزمان بما يجري .
يصاب الفتى في اليوم يأمن نحسه ... وتسعده الأيام من حيث لا يدري .
وقد كنت أبكي من تحامل صاعد ... وأشكو أموراً كان ضاق بها صدري .
فلما انقضت أيامه وتبدلت ... بأيام ميمون النقيبة والذكر .
سرت أسهم منه إلي أمنتها ... ولو خفتها داويتها قبل أن تسري .
وذكرني بيتاً من الشعر سائراً ... وقد تضرب الأمثال في سائر الشعر .
عتبت على عمرو فلما فقدته ... وجربت أقواماً بكيت على عمرو .
وقال في البحتري : .
ليس في البحتري يا قوم غيبه ... بيته معدن لكل مريبه .
بيته معدن الزناء ولكن ... ليس يزني في بيته بغريبه .
قلت : شعر جيد .
ابن الرحا الشافعي .
العباس بن محمد بن علي بن أبي طاهر أبو محمد العباسي يعرف بابن الرحا البغدادي ؛ كان فقيهاً على مذهب الشافعي وروى عنه أبو نصر ابن المجلي في مصنفاته وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة .
أبو القاسم المقرئ .
العباس بن محمد بن محمد أبو القاسم المقرئ البغدادي ؛ كان أحد الأئمة في علم القراءات وقيل إنه فسطاطي الأصل روى عن أبي بكر ابن مجاهد المقرئ وعبد الله بن أحمد المعروف بمخشة .
ابن فسانجس .
العباس بن موسى بن فسانجس أبو الفضل الفارسي ؛ كان من وجوهها وله الضياع الكثيرة والنعمة الوافرة . قدم بغداد وولي ديوان السواد ومات بالبصرة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة .
أبو القاسم المغربي .
العباس بن فرناس المغربي ؛ قال حرقوص : كان شاعراً مفلقاً وفحلاً مجوداً مطبوعاً مقتدراً كثير الإبداع حسن التوليد مليح المعاني بعيد الغور رقيق الذهن . له شخص إنسي وفطنة جني . وكان متفلسفاً في غير ما جنس من الصناعات . ويقال إنه أول من فك في بلادنا العروض وفتح مقفله وأوضح للناس ملتبسه وكان أبصر الناس بالنجوم وأعلمهم بدقائقها وأعرفهم بالفلك ومجاريه وكان أقل الناس سرقة من شعر غيره . دس عليه مؤمن حدثاً كان يصحبه يقال له طلحة فأتاه فقال له : يا أبا القاسم إنك جنيت علي جناية فقال : وما هي ؟ فقال : إني جنبت بك الليلة فأعطني سطلاً ومنديلاً أدخل بهما الحمام فقال : لا جزى الله خيراً مؤمناً فهو الذي عودك إتيان المشايخ في اليقظة حتى صرت تجنب عليم في النوم . قال : وبصر بمؤمن يوماً وقد ألقى على رأسه رداءً فعرفه وناداه : أبا مروان أبا مروان من خلفه فاستجاب له ثم قال له : يا أبا القاسم من أين عرفتني ولم تر وجهي وإنما رأيت قفاي ؟ فقال : أنا أعرف بك من ورائك . وفيه يقول مؤمن : .
قعدت تحت سماء لابن فرناس ... فخلت أن رحى دارت على رأسي .
فلما بلغ ابن فرناس ذلك قال : ليس كما قال ابن الزانية كان ينبغي أن يقول : .
قعدت من فوق عرد لابن فرناس ... فخلته ناتئاً شبراً على رأسي .
وأورد له حرقوص قصائد مطولة ومقطعات فمما له من المقاطيع قوله : .
يا من لعين خلت من الغمض ... ومهجة أشرفت على القبض .
كل هوى لا يميت صاحبه ... فأصل ذاك الهوى من البغض .
ومن ذلك : .
إن تلك التي أحن إليها ... وعذابي وراحتي في يديها .
نظر الناس في الهلال لفطر ... فتبدت فأفطروا إذ رأوها .
ذاك في سبعة وعشرين يوماً ... فذنوب العباد طراً عليها .
ولحيني بانت ولم تشف قلباً ... مستهاماً يطير شوقاً إليها .
ومن ذلك :