طلحة بن محمد وقيل أحمد بن طلحة النعماني أبو محمد من أهل النعمانية ؛ كان فاضلاً عارفاً باللغة والأدب والشعر ورد إلى بغداد وخرج منها إلى خراسان وأقام ببلادها مدة ؛ قال ياقوت في معجم الأدباء : سمعت أبا عمرو عثمان بن محمد البقال بخوارزم يقول : كنت أنا والشيخ أبو محمد طلحة نمشي ذات يوم في السوق فاستقبلنا عجلة عليها حمار ميت يحمله الدباغون إلى الصحراء ليسلخوا جلده فقلت مرتجلاً : .
يا حاملاً صرت محمولاً على عجله .
فقال : .
وافاك موتك منتاباً على عجله .
ومضت على ذلك أيام قلائل " فلقيني السيد أبو القاسم الفخر بن محمد الزبيدي فحكيت له هذه القصة ففكر سويعة : وقالو : .
والموت لا يتخطى الحي رميته ... ولو تباطأ عنه الحي أزعج له .
ومن شعر النعماني : .
يا ملكاً في أفق الدست لاح ... يخاله الناظر ضوء الصباح .
ليس على من رام نيل الغنى ... بالمدح من جودك يوما جناح .
يا خاتم الحمد بأوصافه ... جد لي كما كان بك الإفتتاح .
ما بال حظي كلما رمته ... بالمدح عناني بطول الجماح .
وقال محب الدين ابن النجار : نقلت من خط العماد الكاتب في الخريدة له من قصيدة يمدح بها الإمام المستظهر عند عوده من اليمن والحجاز وقد كان أرجف بموته وقد هبثت أيدي نواب المواريث في أملاكه : .
الفت قناع الحسن بعد شماس ... ورنت بناظرتي مهاة كناس .
عبث الدلال بعطفها فتمايلت ... عبث النسيم بناعم مياس .
فرأيت غصن البان تثنيه الصبا ... من فوق حقف الرملة الميعاس .
منها في المديح : .
الجاعل الأموال جنة عرضه ... والمستعان به على الإفلاس .
عرفت فضائله بعرف نجاره ... والزند يعرف من سنا المقباس .
وأورد له محب الدين ابن النجار : .
صد بعد اللقا وأبدى القطيعة ... من غدا قلب كل صب مطيعه .
شادن مقلتاه غربا حمام ... جفنه الجفن والحجاج القبيعه .
كل وقت تبدي اللواحظ منه ... غارة في القلوب جداً فظيعه .
كم أسالت من جفن صب محب ... حين أصمته دمعه ونجيعه .
خدعة حربه تراه إذا را ... م قلوب العشاق أبدى الخديعه .
أظمأ الخصر منه ردف ثقيل ... ضامن أن يذيبه ويجيعه .
لفع الحسن وجهه وكساه ... حلة زان وشيها تلفيعه .
كم نهيت الدموع في ساعة التو ... ديع أن تظهر الهوى وتذيعه .
كان يدني الخيال والليل قد ج ... ر إلى الصبح قطعه وهزيعه .
يا بديع الجمال في كل يوم ... فعلة منك بالقلوب بديعه .
تنفث السحر إن نظرت بطرف ... لا يداوي الدرياق عجزاً لسيعه .
أقسمت ناظراك بالغنج منها ... أنها لا تقيل قط صريعه .
رب ليل قطعته بك لهواً ... آمناً من تفرق وقطيعه .
غار بدر السماء لما رآني ... لائماً شبه وجهه وضجيعه .
قال العماد الكاتب : ورد طلحة بن أحمد النعماني إلى البصرة في زمان الحريري صاحب المقامات وكتب إليه رسالته الشينية نظماً ونثراً .
النقيب الزينبي .
طلحة بن علي بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد ابن عبد الوهاب بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو احمد ابن أبي الحسن ابن أبي الحسين الزينبي ؛ ولي النقابة على العباسيين ببغداد بعد ابن عم جده محمد بن طراد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وبقي على ذلك مدة ولاية الإمام المقتفي ؛ ولما ولي المستنجد أقره عليها وناب في الوزارة . وكان شاباً سرياً حسن الصورة مليح الشكل له أبهة وعليه وقار ؛ سمع شيئاً من الحديث وحدث باليسير وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة .
حفيد المستظهر بالله