صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو سفيان وأبو حنظلة القرشي الأموي والد معاوية Bه ؛ اسلم يوم الفتح ؛ روى عنه ابن عباس وابنه معاوية " وشهد اليرموك تحت راية ابنه يزيد وكان القاص يومئذ . وقدم الشام غير مرة تاجراً واجتمع بقيصر ببيت المقدس حين جاءه كتاب رسول الله A مع دحية بن خليفة ؛ وابنته أم حبيبة زوج رسول الله A . وتوفي النبي A وهو عامله على نجران وقيل بل كان بمكة . وشهد مع النبي A حنيناً والطائف . وأمه عمة ميمونة زوج النبي A . وكان من أشراف قريش قال أبو بكر الصديق لبلال وصهيب وسلمان لما قالوا فيه : ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مآخذها فقال : أتقولون هذا لسيد قريش وشيخها ؟ ! .
؛ وهو كان في عير قريش التي أقبلت من الشام وخرج رسول الله A يعترض لها حتى ورد بدراً وساحل أبو سفيان بالعير وهو كان رأس المشركين يوم أحد وهو كان رئيس الأحزاب يوم الخندق ولم يزل بعد انصرافه عن الخندق بمكة لم يلق رسول الله A في جمع إلى أن فتح رسول الله A مكة فأسلم وشهد الطائف مع رسول الله A ورمي يوم ذاك فذهبت عينه فقال له النبي A وعينه في يده : أيما أحب إليك : عين في الجنة أو أدعو الله أن يردها عليك ؟ قال : بل عين في الجنة ورمى بها ؛ وأصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد . وأعطاه رسول الله A يوم حنين من غنائمها مائة من الإبل وأربعين أوقية وزنها له بلال فلما أعطاه وأعطى يزيد ومعاوية قال له أبو سفيان : والله إنك لكريم فداك أبي وأمي لقد حاربتك فنعم المحارب كنت ثم سالمتك فنعم المسالم أنت فجزاك الله خيراً . وقال ثابت البناني : إنما قال رسول الله A " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " لأن رسول الله A كان إذا أوى بمكة دخل دار أبي سفيان فأمن ؛ وقال مجاهد في قوله تعالى " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة " قال : مصاهرة النبي A أبا سفيان بن حرب . وكان أبو سفيان قاص الجماعة يوم اليرموك يسير فيهم ويقول : الله الله عباد الله انصروا الله ينصركم اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك يا نصر الله اقترب يا نصر الله اقترب . وأغلظ أبو بكر يوماً لأبي سفيان فقال له أبو قحافة : يا أبا بكر لأبي سفيان تقول هذه المقالة ؟ ! .
قال يا أبة إن الله رفع بالإسلام بيوتاً ووضع بيوتاً فكان بيتي فيما رفع وبيت أبي سفيان فيما وضع . وتوفي أبو سفيان سنة اثنتين وثلاثين للهجرة وصلى عليه ابنه معاوية وقيل بل صلى عليه عثمان بموضع الجنائز ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة وقيل ابن بضع وتسعين سنة وكان ربعة دحادحاً ذا هامة عظيمة وروى له الجماعة سوى ابن ماجه .
الخضري الشاعر .
صخر بن الجعد الخضري - بضم الخاء - والخضر ولد مالك بن طريف ابن مالك بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر وسموا الخضر لسوادهم والعرب تسمي الأسود أخضر ؛ وكان مالك شديد الأدمة . وصخر شاعر فصيح من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وكان قد تعرض لابن ميادة لما انقضى ما بينه وبين الحكم الخضري من المهاجاة ورام أن يهاجيه فترفع عنه ابن ميادة . كان يهوى كأس بنت جبير بن جندب فلقيه أخوها وقاص وكان شجاعاً فقال له : يا صخر إنك نسبت بابنة عمك فهلم أزوجها لك وإلا فلا تذكرها يخالطك السيف فقال : نعم وواعده فخرج صخر ونزل بهم فأضافه وجمع وقاص الناس وأبطأ صخر عنهم وراجعه وقاص فلم يحضر وعمد إلى رجل ليس بعدل بصخر فزوجها منه فخرج من عندهم وقذفها بشعر هجاها فيه فأقاموا عليه البينة عند طارق مولى عثمان Bه أمير المدينة فحد صخراً ؛ ثم إنه أسف على زواج كأس وطفق يقول فيها الأشعار فمن ذلك : .
لقد عاود النفس النفيسة عيدها ... نعم إنه قد عاد نحساً سعودها .
وراجعه من حب كأس ضمانة ... على النأي كانت هيضة يستعيدها .
وأنى ارجيها واصبح وصلها ... ضعيفاً وأمست همة لا يكيدها