فألفيتها وهي في خدرها ... وقد صرع السكر أناسها .
فقالت : أسار على هجعة ... فقلت : بلى فرمت كاسها .
ومدت إلى وردة كفها ... يحاكي لك المسك أنفاسها .
كعذراء أبصرها مبصر ... فغطت بأكمامها راسها .
وقالت خف الله لا تفضح ... ن في ابنة عمك عباسها .
فوليت عنها على غفلة ... وما خنت ناسي ولا ناسها .
قال : فخجل صاعد وحلف فلم يقبل منه وافترق المجلس على أنه سرقها وتمكنت في صاعد لأنه كان يوصف بغير الثقة فيما ينقله ؛ وكان كثيراً ما تستغرب له الألفاظ ويسأل عنها فيجيب فيها بأسرع جواب على نحو ما يحكى عن أبي عمر الزاهد ولولا أنه كان كثير المزاح لما حمل إلا على الصدق . ومما يحكى عنه أنه دخل يوماً على المنصور وبيده كتاب ورد عليه من عامل له اسمه مبرمان ابن يزيد يذكر فيه القلب والزبيل وهما عندهم من نبات الأرض قبل زراعتها فقال له : هل رأيت أو وصل إليك كتاب القوالب والزوالب لمبرمان بن يزيد ؟ قال : إي والله يا مولانا ببغداد في نسخة لأبي بكر ابن دريد بخط كأكرع النمل في جوانبها علامات فقال له : أما تستحيي أبا العلاء من هذا الكذب ؟ ! .
هذا كتاب عامل ببلد كذا فجعل يحلف أنه ما كذب ولكنه أمر وافق . وهنأه يوماً بعيد الفطر فقال : .
حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسمه صدر الحساب .
وما قدمته إلا كأني ... أقدم تالياً أم الكتاب .
ومن شعره : .
ومهفهف أبهى من القمر ... قمر الفؤاد بفاتن النظر .
خالسته تفاح وجنته ... فأخذتها منه على غرر .
فأخافني قوم فقلت لهم ... لا قطع في ثمر ولا كثر .
الدمشقي .
صاعد بن الحسن الدمشقي ؛ شاعر قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا القاسم عبد العزيز بن يوسف وزير عضد الدولة وله ديوان ومن شعره يصف ليلة وفود الصبح : .
وليل مريض الأفق متقد الحشا ... أراح عليه من سنا الصبح عائد .
إذا ما بدا نجم من الأفق طالع ... بدا تحته نجم من النار واقد .
نظمنا عقود الشهب في جنباته ... فهن لأعناق الدياجي قلائد .
كأن فتيق الصبح ضل دليله ... فسار على صدر الدجى وهو واجد .
يمد من النيران في كل تلعة ... إلى جهة الجوزاء كف وساعد .
كأن الشرار الزهر بين دخانها ... نجوم على صدر المجر حواشد .
إذا استرجعتها الريح مادت فروعها ... كما رنح العطفين نشوان مائد .
جنى اللحظ من أنوارها ما اشتهى ومن ... بني يوسف ما تشتهيه المحامد .
قلت : شعر جيد .
الطبيب .
صاعد بن الحسن ؛ قال ابن أبي أصيبعة : من الفضلاء في صناعة الطب المتميزين من العلماء وكان ديناً ومقامه بمدية الحبة وله من الكتب كتاب التشويق الطبي .
الإسحاقي الدهان .
صاعد بن سيار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم أبو العلاء الإسحاقي من أهل هراة الحافظ الدهان ؛ سمع الكثير وكتب بخطه وجمع وخرج وأملى وكان من الحفاظ وكان من أهل الإتقان وسعة الرواية والصدق ولقي مشايخ خراسان والعراق وأحسنوا الثناء عليه ؛ مسمع عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي والقاضي أبا عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي وأبا المظفر عبد الله بن عطاء البغاوزجاني وأبا عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي وغيرهم وحدث ببغداد بجامع الترمذي لما قدمها حاجاً سنة تسع وخمسمائة وتوفي سنة عشرين وخمسمائة .
الأعلم الزوزني .
صاعد بن الحسين أبو نصر ابن الفقيه أبي عبد الله ابن أبي غسان الزوزني المعروف بالأعلم الشافعي والشافعي غريب في أهل زوزن أورد له الباخرزي في الدمية قوله : .
لكل من بني حواء دين ... وديني حب أصحاب الحديث .
فكم مجد حويت بهم وجاه ... مشيد من قديم أو حديث .
متى أهدي لثناء إلى سواهم ... ففندني ولا تسمع حديثي .
قاضي طليطلة الجياني