طمعاً لهم في وروى عن مسلم بن خالد الزنجي فقيه مكة وداود بن عبد الرحمن العطار وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون وعمه محمد بن علي بن شافع ومالك ابن أنس وعرض عليه الموطأ حفظاً وعطاف بن خالد وسفين بن عيينة وابرهيم ابن سعد وابرهيم بن أبي يحيى الأسلمي الفقيه وأسمعيل بن جعفر وعبد الرحمن ابن أبي بكر المليكي وعبد العزيز الدراوردي ومحمد بن علي الجندي ومحمد بن الحسن الفقيه واسمعيل بن علية ومطرف بن مازن قاضي صنعاء وخلق سواهم وكانت أمه أزدية قال ابن عبد الحكم : لما حملت به أمه رأت كان المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شطية فتأول المعتبرون أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في ساير البلدان وقال الشافعي : حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وقرأت الموطأ وأنا ابن عشر سنين وأقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين أحدهما دساها وكان يختم القرآن في رمضان ستين مرة وكان من أحسن الناس قراءة روى الزبير بن عبد الواحد الأستراباذي قال : سمعت عباس بن الحسين يقول سمعت بحر بن نصر يقول كنا إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن فإذا أتيناه أستفتح القرآن حتى يتساقط الناس ويكثر عجيبهم بالبكاء من حسن صوته فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة ولما حج بشر المريسى رجع قال لأصحابه رأيت شاباً من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه يعنى الشافعي وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي يا أبه أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر الدعاء له فقال يا بني كان الشافعي للدنيا كالشمس وكالعافية للناس فهل رأيت لهذين من خلف أو منهما عوض وقال حرملة : سمعت الشافعي يقول سميت ببغداذ ناصر الحديث حكي البيهقي عن عبد الله بن أحمد قال : قال لي الشافعي أنتم أعلم بالأخبار منا فإذا كان خبر صحيح فأخبرني به حتى أذهب إليه قال البيهقي إنما أراد أحاديث العراق أما أحاديث الحجاز فالشافعي أعلم بها من غيره وقال أحمد بن حنبل : ما أحد مس محبرة ولا قلماً إلا وللشافعي في عنقه منه قال ابن معين : ليس به بأس وقال أبو زرعة : ما عند الشافعي حديث فيه غلط وقال أحمد : كان الشافعي إذا تكلم كأن صوته صنج أو جرس من حسن صوته وقال الشافعي : تعبد من قبل أن ترأس فإنك أن رأست لم تقدر أن تتعبد وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : ما رأيت الشافعي ناظرا أحداً إلا رحمته ولو رأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك وهو الذي علم الناس الحجج وقال الشافعي : إذا صح الحديث فهو مذهبي وقال : إذا صح الحديث فأضربوا بقولي الحايط وقال الربيع : سمعته يقول أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله A حديثا فلم أقل به وقال أبو ثور : سمعته يقول كل حديث عن النبي A فهو قولي وقال الربيع : كان الشافعي عند مالك وعنده سفين بن عيينة والزنجي فأقبل رجلان فقال أحدهما أنا رجل أبيع القماري وقد أبعت هذا قمرياً وحلفت له بالطلاق أنه لا يهدأ من الصياح فلما كان بعد ساعة أتاني وقال قد سكت فرد علي وقد حنثت فقال مالك بانت منك امرأتك فمرا بالشافعي وقصا عليه القصة فقال للبايع أردت أن لا يهدأ أبداً أو أن كلامه أكثر من سكوته فقال بل أردت أن كلامه أكثر من سكوته لأني أعلم أنه يأكل ويشرب وينام فقال الشافعي رد عليك امرأتك فإنها حلال وبلغ ذلك مالكاً فقال للشافعي من أين لك هذا قال من حديث فاطمة بنت قيس فإنها قالت يرسول الله أن معوية وأبا جهم خطباني فقال لها أن معوية رجل صعلوك وأن أبا جهم لا يضع عصاه عن عاتقه وقد كان أبو جهم ينام ويستريح وإنما خرج كلامه على الغالب فعجب مالك وقال الزنجي أفت فقد آن لك أن تفتى وهو ابن خمس عشرة سنة وقال الشافعي : العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان يعني الفقه والطب وكان يتطير من الأعور والأحول والأعرج والأحدب والأشقر جدا وقال : أياكم وأصحاب العاهات وقال : كلما طالت اللحية تكوسج العقل وقال : من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن نظر في الفقه نبل قدره ومن تعلم اللغة والنحو رق طبعه ومن كتب الحديث قويت حجته ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وكان