لك الخير إني زرت ناديك بعدما ... تجشمت أهوال الخطوب وحملها .
وزلزلني صرف من الدهر فادح ... لو أن برضوى بعضه لأزلها .
فقلت لنفسي وهي في أسر كربة ... إذا لم يفرجها الأمير فمن لها .
ألم تعلمي أن الورى طوع أمره ... فهل سادها إلا ليحمل كلها .
يدي لك رهن بالذي ترتجينه ... كأنك بالمولى وأوعز حلها .
قطعت الفيافي لا ضيناً بمهجتي ... ولا كارها وعر الجبال وسهلها .
على نضوة لم أدر : طارت جرت مست ... فما أشعرتني كيف تنقل رجلها .
إلى كعبة من أم غير جنابها ... يقول لما يرجو : عسى وملعلها .
إلى حلة ما حلها اللؤم والخنا ... بل المجد والعلياء والجود حلها .
فلما رأى اليم الفراتي صاحبي ... يقول أرحها إذ بلغت محلها .
أنخت على باب الأمير مطيتي ... وألقيت في اليم الفراتي رحلها .
قلت : شعر جيد .
تقي اليدن الطبيب .
شبيب بن حمدان بن حمدان بن شبيب بن محمود الأديب الفاضل الطبيب الكحال تقي الدين أبو عبد الرحمن الشاعر نزيل القاهرة أخو الشيخ نجم الدين شيخ الحنابلة ؛ ولد بعد العشرين بيسير وتوفي سنة خمس وتسعين وستمائة ؛ سمع من ابن روزبه وكتب عنه الدمياطي والقدماء وكان فيه شهامة وقوة نفس وله أدب وفضائل وعارض بانت سعاد ووفاته بالقاهرة . ومن شعره من القصيدة : .
أباد بي وخذها البيدا فقر بها ... طرفي وقربها وجناء شمليل .
إلى النبي رسول الله إن له ... مجداً تسامى فلا عرض ولا طومل .
مجد كبا الوهم عن إدراك غايته ... ورد عقل البرايا وهو معقول .
مطهر شرف الله العباد به ... وساد فخراً به الأملاك جبريل .
طوبى لطيبة بل طوبى لكل فتى ... له بطيب ثراها الجعد تقبيل .
وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان : عرض على ديوانه فاستحسنت منه ما قرأته عليه فمن ذلك قصيدة يمدح بها رسول الله A : .
هذا مقام محمد والمنبر ... فاستجل أنوار الهداية وانظر .
والثم ثرى ذاك الجناب عفراً ... في سك تربته خدودك وافخر .
واحلل على حرم النبوة واستجر ... بحماه من جور الزمان المنكر .
واغنم بطيبة طيب وقت ساعة ... منه كدهر في التنعم واشكر .
فهناك من نور الإله سريرة ... كشفت غطاء الحق للمتبصر .
وجلت دجى ظلم الضلال فأشرقت ... أفق الهداية بالصباح المسفر .
نور تجشم فارتقى متجاوزاً ... شرفاً على الفلك الأثير الأكبر .
وقوله أيضاً : .
انهض فزند الصباح قد قدحا ... وامزج لنا من رضابك القدحا .
فالزهر كالزهر في حدائقه ... والطير فوق الغصون قد صدحا .
في روضة نقطت عرائسها ... بدر قطر نظمنه سبحا .
وصفق الماء في جداوله ... ورقص الغصن طيره فرحا .
والزق بين السقاة تحسبه ... أسود مستسقيا وقد ذبحا .
فعاطني قهوة معتقة ... تذهب كاسي وتذهب الترحا .
بكراً إذا عرس النديم بها ... وافتضها الماء تنتج الفرحا .
من كف رخص البنان معتدل ... لو لامس الماء خده انجرحا .
يسعى بخمر الدلال مغتبقاً ... ومن سلاف الشباب مصطبحا .
يسعى بخمر الدلال من سوالفه ... وجداً إذا جد بالهوى مزحا .
كم لي بسفح العقيق من كلفي ... عقيق دمع عليه قد سفحا .
وقوله أيضاً : .
وبديعة الحركات أسكن حبها ... حب القلوب لواعج البرحاء .
سوداء بيضاء الفعال وهكذا ... حب النواظر خص بالأضواء .
أسرت محاسنها العقول فأطلقت ... أسرى المدامع ليلة الإسراء .
فلئن جننت بحبها لا بدعة ... أصل الجنون يكون بالسوداء .
وقوله أيضاً :