زالت ليالي بني رزيك وانصرمت ... والحمد والشكر منها غير منصرم .
ومنها : .
ولو شكرت لياليهم محافظة ... لعهدها لم يكن بالعهد من قدم .
ولو فتحت فمي يوماً بدمهم ... لم يرض فضلك إلا أن يسد فمي .
فشكره شاور وأمراؤه على وفائه لهم . وفي شاور يقول عمارة اليمني : .
ونصرت في الأولى بضرب زلزل ال ... أقدام وهي شديدة الإقدام .
ونصرت في الأخرى بضرب صادق ... أضحى يطير به غراب الهام .
أدركت ثأراً وارتجعت وزارة ... نزعاً بسيفك من يدي ضرغام .
وفيه يقول أيضاً : .
وزير تمنته الوزارة أولاً ... وثانية عفواً بغير طلاب .
فخانته في الأولى بطانة ولده ... ورب حبيب في قميص حباب .
وجاءته تبغي الصلح ثاني مرة ... ولم ترض إلا بعد ضرب رقاب .
قيل إن شاور أدرك ثأره في يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة فكان بينهما تسعة أشهر ؛ قال عمارة : وقلت في ذلك : .
نزعت ملكك من رجال نازعوا ... فيه وكنت به أحق وأقعدا .
جذبوا رداءك غاصبين فلم تزل ... حتى كسوت القوم أردية الردى .
فبردت قلبك من حرارة حرقة ... أمرت نسيم الليل أن لا يبردا .
تاريخ هذا نلته في مثله ... يوماً بيوم عبرة لمن اهتدى .
حملت به الأيام تسعة أشهر ... حتى بلغن له جمادى مولدا .
ولما عاد شيركوه إلى الديار المصرية استصحب صلاح الدين يوسف ابن أخيه معه وخرج شاور إلى شيركوه في موكبه فلم يتجاسر عليه إلا صلاح الدين فإنه تلقاه وسار إلى جانبه وأخذ بتلابيبه وأمر العسكر بقصد أصحابه ففروا ونهبهم العسكر وأنزل شاور في خيمة مفردة وفي الحال جاء توقيع على يد خادم خاص من جهة العاضد يقول : لا بد من رأسه جرياً على عاداتهم مع وزرائهم فحز رأسه وأنفذ إليه فسير العاضد إلى أسد الدين شيركوه خلع الوزارة ودخل القصر وترتب وزيراً وظهرت السنة بموت شاور وولاية شيركوه . ولما قتل شاور هرب ابناه الكامل شجاع بن شاور والطاري الملقب بالمعظم إلى قصر العاضد وكأنما نزلا من القصر في قبر ولو أنهما لحقا بشيركوه لكان أقرب لسلامتهما لأنه ما هان عليه قتل شاور فلما كان يوم الإثنين رابع جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وخمسمائة أمر العاضد بقتل ولدي شاور المذكورين وطيف برؤوسهما .
شبابة .
أبو عمرو الفزاري .
شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري مولاهم المدائني ؛ عن ابن ذئب ويونس بن أبي إسحاق وشعبة وإسرائيل وحريز بن عثمان وعبد الله بن العلاء ابن زبر وطائفة ؛ وروى عنه أحمد وابن راهويه وابن المديني وابن معين وأحمد ابن الفرات والحسن الحلواني وأبو خيثمة ومحمد بن عاصم الثقفي وعباس الدوري وخلق . قال ابن المديني وغيره : كان يرى الإرجاء وقال أحمد العجلي قيل لشبابة : أليس الإيمان قولاً وعملاً ؟ قال : إذ قال فقد عمل ؛ وقال أبو زرعة : رجع شبابة عن الإرجاء ؛ وتوفي سنة ست ومائتين وروى له الجماعة .
الألقاب .
شبطون المالكي : اسمه زياد بن عبد الرحمن .
شبل .
المقرئ صاحب ابن كثير .
شبل بن عباد المقرئ المكي صاحب ابن كثير ؛ وثقه أحمد بن حنبل وغيره وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة وروى له البخاري وأبو داود والنسائي .
أبو الهجام الشاعر .
شبل بن الخضر بن هبة الله بن أبي الهجام الطائي أبو الهجام ابن ألي البركات الشاعر ابن الشاعر ؛ تقدم ذكر والده في حرف الخاء ؛ مدح شبل الخليفة والوزراء والأعيان وذكره العماد الكاتب في خريدة القصر وتوفي سنة تسعين وخمسمائة وكان متديناً حسن الطريقة ومن شعره : .
أبغير حبكم يطيب غرامي ... كلا وأنتم صحتي وسقامي .
أحبابنا هل وقفة نشكو بها ... ألم الهوى ونفض كل ختام .
ومن العجائب أن سمحت بمهجتي ... لغريرة بخلت برد سلامي .
وكأن غصن أراكة ميادة ... خضراء قد طلت بماء غمام .
وكأن ظبياً من ظباء صريمة ... ترعى منابت عبهر وثمام .
منها : .
أصبو إليك وللوقار زواجر ... تقتادني عن صبوة بزمام