وقال سعيد بن عبد العزيز : إنّ سليمان ولي وهو إلى الشباب والترِفّه مَا هو : فقال لعمر بن عبد العزيز : يَا أبا حفص ! .
إنَّا قَدْ وَلينا مَا ترى وَلَمْ يكن لَنَا بتدبيره علم فما رأيتَ من مصلحة العامّة فمُر بِهِ يُكتَب ! .
فكان من ذَلِكَ عزل عمّال الحجّاج وإخراج من فِي سجون العراق وإخراج أُعطية العراقييّن . ومن ذَلِكَ كتابه : إنّ الصلاة كَانَتْ أُميتت فأحيوها وردّوها إلى وقنها مع أمور حسنة كَانَ يسمع من عمر بن عبد العزيز فِيهَا . وقدم عَلَيْهِ موسى بن نُصير من ناحية المغرب ومسلمة بن عبد الملك فبينا هو عَلَى ذَلِكَ إذ جاءه الخبر أنّ الروم خرجت عَلَى ساحل حمص فسُبيت امرأةٌ وجماعة فغضب سليمان وقال : مَا هو إلاّ هَذَا نغزوهم ويغزوننا والله لأغزونّهم غزوةً أفتحُ فِيهَا القسطنطينيّة أو أموت دون ذَلِكَ ! .
فأغزى جماعةً أهلِ الشام والجزيرة والموصلِ فِي البرّ فِي نحو مائة وعشرين ألفاً وأغزى أهل مصر وإفريقية فِي البحر فِي ألف مركب وَعَلَى جماعة الناس مسلمة ابن عبد الملك وأغزى داود بن سليمان فِي جماعة من أهل بيته وقدم سليمان إلى دمشق ومضى حتّى تزل دابق فأمضى البعث وأقام بها وقال عبد الغني : وسُميّ سليمان بن عبد الملك مفتاح الخير لأنّه استخلف عمر بن عبد العزيز . وقال ابن سيرين : رحم الله سليمان بن عبد الملك افتتح خلافته بخبر وختمها بخير : إفتتح خلافته بإحياء الصلاة لمواقيتها وختمها بأن استخلف عمر بن عبد العزيز . وَكَانَ لسليمان بن عبد الملك عدّة أولاد منهم أيوّب وعبد الواحد ويزيد وإبراهيم ويحيى وعبد الله والقاسم وسعيد ومحمّد وعمر وعبد الرحمن وأمّ أيّوب .
تقي الدين التركماني الحنفي .
سليمان بن عثمان المفتي الزاهد الورع بقيّة السلف تقيّ الدين التركماني الحنفي مدّرس الشبليّة ناب فِي القضاء بدمشق لمجد الدين ابن العديم ثمّ استعفى ولازم الأشغال وَكَانَ من أعيان الحنفيّة . وتوفيّ سنة تسعين وستمّائة .
قاضي القضاة صدر الدين الحنفي .
سليمان بن أبي العزّ بن وهيب المفتي الكبير الشيخ صدر الدين قاضي القضاة أبو الفضل الأذرعي ثمّ الدمشقي الحنفي . إمام عالم متبحّر عارف بدقائق الفقه وغوامضه انتهت إليه الرياسة عَلَى الحنفيّة بمصر والشام وتفقّه عَلَى الشيخ جمال الدين الحصيري وغيره وقرأ الفقه بدمشق مدّةً ثمّ سكن مصر وحكم بِهَا ودّرس بالصالحيّة ثُمَّ انتقل إلى دمشق قبل موته فاتّفق موت مجد الدين ابن العديم فقُلِّدَ بعده القضاء فلم يبق فِيهِ ثلاثة أشهر . وَكَانَ الملك الظاهر بيبرس يحبّه ويبالغ فِي احترامه وأذن لَهُ أن يحكم حَيْثُ حلّ وَكَانَ لا يكاد يفارقه فِي غزواته وحجّ معه وَلَمْ يخلّف بعده مثله فِي مذهبه وَلَهُ شعر . مات سنة سبع وسبعين وستّ مائة عن ثلاث وثمانين سنةً ودفن بسفح قاسيون . وولي القضاء بعده حسام الدين الرومي .
علم الدين المنشد