وأُقارِعُ الأهوالَ لا مُتَهَيِّباً ... منها سوى الإعراضِ والهِجرانِ .
وتملّكتْ رُحي ثلاثٌ كالدُمى ... زُهْرُ الوُجوهِ نَواعِمُ الأبْدانِ .
ككواكبِ الظلماءِ لُحْنَ لناظرٍ ... من فوقِ أغصانِ عَلَى كُثْبانِ .
حاكَمْتُ فيهنّ السُلوَّ إلى الصيا ... فقَضى بسلطانٍ عَلَى سلطاني .
فَأبحْنَ مِنْ قلبي الحِمّى وتَرَكْنَنِي ... فِي عِزّ مُلْكي كالأسير العاني .
لا تَعذِلوا مَلِكاً تَذَلَّلَ فِي الهَوَى ... ذُلُّ الهَوى غِزٌّ ومُلْكٌ فانِ .
مَا ضَرَّ أنّي عَبْدُهنَ صبَابَةً ... وبَنو الزمانِ وهمّ من عُبداني .
إن لمْ أُطعْ فيهن سلطانَ الهوى ... كَلَفاً بِهنَ فَلَسْتُ مِن مَروانِ .
الغافقي المالكي .
سليمان بن الحكم بن محمّد أبو الربيع الغافقي القرطبي . روى عن أبي عبد الله بن حفص وغيره وَكَانَ ثقةً دّيناً شاعراً لَهُ أرجوزة فِي الفقه عَلَى مذهب ملك تتبّع فِيهَا كتاب الخصال الصغير للعبدي وَكَانَ شرطياً . توفيّ سنة ثمان عشرة وستّ مائة .
قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي .
سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر محمّد بن أحمد بن محمّد بن قدامة الشيخ الإمام المفتي شيخ المذهب مسند الشام تقي الدين أبو الفضل المقدسي الجمّاعيلي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي . ولد سنة ثمان وعشرين وتوفيّ سنة خمس عشرة وسبع مائة . وسمع الصحيح حضوراً فِي الثالثة من ابن الزبيدي وسمع صحيح مسلم ومالا يوصف كثرةً من الحافظ ضياء الدين وربمّا عنده عنه ستّ مائة جزء وسمع حضوراً من جدّه الجمال أبي حمزة وابن المقير وأبي عبد الله الإربلي وسمع من ابن اللتي وجعفر الهمذاني وابن الجمّيزي وكريمة الميطوريّة وعدّةً . وأجاز لَهُ محمّد بن عماد وابن باقا والمسلّم المازني ومحمود بن منده ومحمَد بن عبد الواحد المديني ومحمّد بن زهير شعرانة وأبو حفص السهروردي والمعافي بن أبي السنان والمقرئ ابن عيسى وخلق كثير . وخرّج لَهُ ابن المهندس مائة حديث وخرّج لَهُ شمس الدين جزءاً فِيهِ مصافحات وموافقات وخرّج لَهُ ابن الفخر معجماً ضخماً . وتفرّد فِي عصره ورُحل إليه وروى الكثير لا سيما بقراءة الشيخ علم الدين البرزالي . وتفقّه بالشيخ شمس الدين وصحبه مدّةً وبرع فِي المذهب وتخرّج بِهِ الأصحاب وَلَهُ معرفة بتواليف الشيخ مُوَفّق الدين وأقرأ المقنّع وغيره ودّرس بالجوزيّة وغيرها وَكَانَ جيد الإيراد لدرسه يحفظه من ثلاث مرّات أو أكثر . ولي الجوزيّة وولي القضاء عشرين سنةً .
ومن تلاميذه ولده قاضي القضاة عزّ الدين وقاضي القضاة ابن مسلّم والإمام عزّ الدين محمّد بن العزّ والأمام شرف الدين أحمد بن القاضي وطائفة . وسمع منه المزّي وابن تيميّة وابن المحبّ والواني والعلائي صلاح الدين وابن رافع وابن خليل وعدد كثير . وعُزل سنة تسع عن القضاء بالقاضي شهاب الدين ابن الحافظ عزله الجاشنكير ثُمَّ تولّ القضاء لمّا جاء الناصر من الكرك واجتمع بِهِ فولاّه وقرأ طرفاً من العربيّة وتعلّم الفرائض والحساب وحفظ الأحكام لعبد العني والمقنع . وَكَانَ إذا أراد أن يحكم قال : صلّوا عَلَى رسول الله ! .
فإذا صلّوا حكم .
المزني المدني .
سليمان بن حميد المزني من أهل المدينة سكن مصر وحدّث عن أبيه عن أبي هريرة وعن عامر بن سعد وعن رجل عن ابن المسّيب وغيرهم . وروى عنه الليث وغيره ووفد عَلَى عمر بن عبد العزيز وتوفيّ سنة خمس عشرة ومائة .
صاحب عزاز وبغراس .
سليمان بن جندر الأمير الكبير علم الدين . صاحب عزاز وبغراس أحد الأمراء الكبار لَهُ مواقف مشهورة فِي قتال الفرنج . وتوفيّ سنة سبع وثمانين وخمس مائة .
أبو الوليد الباجي