سليمان بن أبي حرب الكفري الفارقي النحوي علم الدين . أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه . قال : تصاحبت أنا والمذكور بالقاهرة وكان من تلاميذ ابن مالك أخبرني أنه عرض عليه أرجوزته الكبيرة المعروفة بالكافية الشافية وأنّه بحث أكثرها عليه وأنّه قرأ القرآات بالسبع بدمشق واشتغل الناس عليه وكان حَنفيّ المذهب قال : وأنشدني كثيراً بذكر أنَّه له ولمّا قدم الأديب الفاضل شهاب الدين العزاري القاهرة ذكر لنا أنه كان ينشد لنفسه كثيراً ممّا كان ينشده العَلَم سليمان لنفسه وأنشدني قال : أنشدني الفقير يعيش الفارقي قال : ممّا كتب به العَلَم سليمان إلى الكاتب شرف الدين ابن الوحيد رحم الله جميعهم وعفا عنهم من البسيط .
أما ومجدٍ أثيلٍ أعْجَزَ الفصحا ... ونائلٍ كلّما استمطرتَهُ سَمَحا .
لو زَازَن ابنُ الوحيد الناسَ كلُّهُمُ ... ببعضِ مَا ناله من سُؤدَدٍ رَجَحا .
قاضي مكّة الواشحي .
سليمان بن حرب بن نجيل أبو أيوب الأزدي الواشحي البصري . قاضي مكّة . سمع شعبه والحماّدين وجبير بن حازم ويزيد بن إبراهيم التستري ومبارك بن فضالة وملازم بن عمر وحوشب بن عقيل ووهيب بن خالد والأسود بن شيبان روى عنه البخاري وأبو داود وروى أبو داود أيضاً والباقون عن رجل عنه ويحيى القطّان وأحمد بن حنبل وابن راهويه وأبو زُرعة وأبو حاتم والحارث ابن أبي أسامة وإبراهيم الحربي وعبّاس الدوري وجماعة قال أبو حاتم : هو إمام لا يدلّس . ويتكلّم فِي الرجال قرأ الفقه وليس هو بدون عفّانَ وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث وما رأيت فِي يده كتاباً فطّ وحضرت مجلسه ببغداد فحُزر الحاضرون بأربعين ألفاً بُني له شبه منبر بجنب قصر المأمون فصعده وحضر المأمون والقوّاد وبقي المأمون يكتب مَا يملي من وراء سترشَفَّ . توفيّ سنة أربع وعشرين ومائتين .
ابن جلجل الطيب .
سليمان بن حسّان أبو داود بن جلجل بِجيمَينِ ولاَمين الأندلسي الطيب عالم الأندلس . قيل إنّ اسمه داود بن حسّان وَقَدْ تقدّم ذكره فِي حرف الدال .
ابن مخلد الوزير .
سليمان بن الحسن بن مخلد بن الجرّاح أبو القاسم . ولي عدّة ولايات فِي أيّام المقتدر ثُمَّ ولاّه الوزارة بإشارة عليّ بن عيسى بن الجرّاح فِي نصف جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثلاث مائة وخلع عَلَيْهِ وأمر عليَّ بن عيسى بالإشراف عَلَى سائر الدواوين والأعمال وبمعاضدة سليمان ولا يتصرّف سليمان ولا يقلّد أحداً عملاً ولا يعمل شيئاً إلاّ بعد موافقة عليّ بن عيسى . فبقي سليمان عَلَى ذَلِكَ سنةً واحدةً وشهرين وتسعة أيّام وعُزل ثُمَّ إنّه ولي الوزارة للراضي حادي عشر شوّال سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وخلع عَلَيْهِ وركب معه الجيش فازدادت الأمور اضطراباً لعدم الأموال واحتداد المطالبات فبذل محمّد بن رائق القيام بواجبات الجيش وولي إمارة الأمراء وصارت الكُتب تُؤرَّخ عن ابن رائق وتقدّم عَلَى الوزير سليمان فسقط حكم الوزارة من ذَلِكَ الوقت واستعفى سليمان من الوزارة فأُعفي . وَكَانَتْ وزارته عشرة أشهر وثلاثة أيّام . ثُمَّ وزر للراضي مرّةً ثانيةً فكانت المدّة ثلاث أشهر وسنّة وعشرين يوماً . ثُمَّ ولي للمتّقي لله إبراهيم بن المقتدر وعزل وَكَانَتْ المدّة أربعة أشهر وثلاثة عشر يوماً . ومضت أيّامه عَلَى سداد وإحماد من الناس . وَكَانَ كاتباً سديداً خبيراً بأحوال الدواوين وقوانين السياسة . توفيّ سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة وَلَهُ إحدى وسبعون سنةً وخلّف من الولد الحسن ومحمداً والجرّاح وعبد الله الفضل وعدّة بنات لأمّهات أولاده .
أبو طاهر القرمطي الجنّابي .
سليمان بن الحسن بن بهرام أبو طاهر القرْمطي بكسر القاف وسكون الراء وكشر الميم وبعدها طاء مهملة الجنّابي وَقَدْ تقدّم ضبطه رئيس القرامطة