وبعدهما : أنا يَا أبا عثمان فِي حال التلف لَمْ تعدني ولا سألت عن خبري فأخذ بيدي ومضينا إليها فسأل عن خبرها فقالت له هو ذا أنا أموت وتستحي منّي فقال من البسيط : .
لا مُتُّ قَبْلَك بَلْ أحْيَا وَأنتِ مَعاً ... وَلاَ أعِيشُ إلى يومٍ تَمُوتينا .
لاَ بَلْ نَعِيشُ لمِا نَهْوَى وَنَأمُلُهُ ... وَيُرْغِمُ اللهُ فِينَا أنْفَ وَشِينا .
حَتَّى إذا قَدَّرَ الرَحْمَنُ مِيَتَنا ... وحَانَ مِنْ أمْرِنَا مَا لَيْسَ يَعْدُونَا .
مُتْنَا جَمِيعاً كَغُصْنَيْ بَانَةٍ ذَبُلا ... مِنْ بَعْدِ مَا نَضرَا وَاسْتَوسَقا حينا .
ثُمَّ السَلامُ عَلَيْنَا فِي مَضاجِعِنا ... حَتَّى نَقوم إلى مِيوانٍ مُنْشِينا .
فَإنْ نَنَلْ خُلْدَه فَالْخُلْدُ يَجْمَعُنا ... إنْ شَاءَ أوْ فِي لظىً إنْ شاء يُلقِينا .
إذا التَظَتْ بَرَّدُتُها بَيْنَنا قُبَلٌ ... وَبَرْدُ رَشْفٍ عَلىَ اللَوْعاتِ يُغْرِينا .
حَتَى يَقُولَ جَمِيعُ الخالدِينَ بِها ... يَا لَيْتَ أنَا معاُ كُنّا مِحيّينا .
النفيلي .
سعيد بن حفص النفيلي خال الحافظ أبي جعفر النفيلي وثّقه ابن حبّان وروى لَهُ النسائي وتوفيّ سنة سبع وثلاثين ومائتين .
سعيد بن أبي مريم .
وهو سعيد بن الحكم بن سالم أبو محمّد الجُمَحي مولاهم المصري . أحد العلماء الثقات . سمع يحيى بن أيّوب ونافع بن يزيد وأُسامة بن زيد بن أسلم وأبا غسّان محمّد بن مطرف ونافع بن عمر الجمحي وسليمان بن بلال ومحمّد بن جعفر بن أبي كثير والليث ومالكاً وإبراهيم بن سويد وطائفة . وروى عنه البخاري ثُمَّ هو والجماعة عن رجل عنه ومحمّد بن يحيى الذهلي ومحمّد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن عبد الله ابن البرقي ويحيى بن معين ويحيى بن أيّوب العلاّف ويحيى بن عثمان بن صالح وحُميد ابن زنجويه وعثمان الدارمي وأحمد بن حمّاد زغبة وخلق كثير . قال أبو داود : هو عندي حجّة وقال أحمد العجلي : ثقة . توفيّ سنة أربع وعشرين ومائتين .
ابن خالد .
سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص بن أُميّة . وُلد بأرض الحبشة فِي هجرة أبيه إليها وهو ممّن أقام بأرض الحبشة حَتَّى قدم مع جعفر فِي السفينتين .
أبو خالد المدني .
سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفّان أبو عثمان ويقال أبو خالد القرشي الأموي . أصله من المدينة وسكن دمشق وداره بناحية سوق القمح شماليّ دكّة المحتسب القديمة وَلَهُ بِهَا دورٌ هَذِهِ أحدها وهو صاحب الفدين قرية من عمل دمشق روى عن عروة وقَبيصة بن ذؤيب . وروى عنه الزهري وغيره وهو الَّذِي عَرَّضَ بِهِ موسى شهوات فِي قوله : " لا أعني ابن بنت سعيداً " لمّا مدح سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد . قال الزبير : وأمّ سعيد بن خالد بن عمرو أمّ عثمان بنت سعيد بن العاص . وَكَانَ سعيد من أكثر الناس مالاً وَلَهُ كثير وَلَهُ يقول الفرذدق من الطويل : .
كُلُّ امرءٍ يَرْضَى وإنْ كَانَ كاملاً ... إذا نَال نِصْفاً مِنْ سَعيدِ بْنِ خالدِ .
لَهُ مِنْ قُريشٍ طَبْبُوها وَفَيْضُها ... وإنْ عَضَ كَفَّى أُمِّهِ كلُّ حاسِدِ .
وَكَانَتْ تأخذه الموته فِي كلّ سنة فأرادوا علاجه فتكلّمت صاحبته عَلَى لسانه وقال : أنا كريمة بنت ملحان سيّد الجنّ وإنْ عالجتموه قتلْتُهُ ! .
والله لو وجدْتُ أكرمَ منه لَهويتُه ! .
الفديني .
سعيد بن خالد بن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان القرشي الأموي العثماني الفُديني من أهل قرية الفُدَين . خرج أيّام المأمون وادّعى الخلافة بعد أبي العميطر وجعل يطلب القيسيّة ويقتلهم ويتعصّب لليمن . فوجّه إليه محمّد بن صالح بن بيهس أخاه يحيى بن صالح فِي جيش فلّما صار بالقرب من حصنه المعروف بالفُدَين هرب منه العثماني فوقف يحيى بن صالح عَلَى الحصن حتّى هدمه وخرّب زيزاء ونهبها وتحصّن العثماني فِي عثمان ثُمَّ إنّ أصحابه تفرّقوا عنه بعد ذَلِكَ .
نجم الدين ابن القيسراني