مدني . روى عنه محمّد بن كعب القرظي عن النبيّ A : " ما من شيءٍ يُصابُ به أحَدُكم من العافية والطَنَز إلاّ الله يَكْتُبُ له أجْراً " .
السائب بن أبي لُبابة .
بن عبد المنذر أبو عبد الرحمن .
وُلد على عهد رسول الله A روايته عن عمر بن الخطّاب وهذا قول الواقدي .
السائب بن يزيد .
بن سعيد بن ثمامة بن الأسود .
ابن أخت النَمِر قيل : كناني وقيل : هُذَلي وقيل : أزْدي وهو حليفٌ لبني أميّة وُلد في السنة الثالثة من الهجرة فهو تِرْبُ ابن الزبير والنعمان بن بشير في قوله . وكان عاملاً على سوق المدينة مع عبد الله بن عتبة بن مسعود . قال : ذَهَبَتْ بي خالتي إلى رسول الله A فقال يا رسول الله : إنّ ابن أختي وجع . فدعا لي ومسح برأسي ثم توضّأ فسربْتُ من وضوئه ثم قُمْتُ خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه . كأنه زرّ الحجلة .
السائب بن عبيد .
بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف .
جدّ الإمام الشافعي رضه . كان السائب هذا صاحب راية بني هاشم يوم بدر مع المشركين فأُسر ففدى نفسه . ثم أسلم .
خاثر المغنّي .
السائب خاثر بالخاء المعجمة وبعد الألف ثاء مثلّثة وراء هو مولى لنبي ليث . وكان تاجراً موسراً يبيع الطعام ولم يكن يضرب بالعود وكان يوقّع بالقضيب ويغنّي مرتجلاً وكان منقطعاً إلى عبد الله بن جعفر مخالطاً لسروات الناس وكان يذهب بنفسه إلى أن لا يجالس إلاّ الخلفاء ومن قاربهم . وكان معبد يأخذ عنه . غنّي يوماً ومعاويةُ بني السِماَطَيِنْ بشعر أبي دهبل من المديد : .
إذْهَبِي يا لَهْوُ فَاسْتَمِعيِ ... خَبِّريه بالذي فَعَلا .
واسْأليه فيمَ يصرمنا ... قد وصلناه فما وصلا .
وتجنَّى حِينَ لِنتُ له ... ذنْب صُخرٍ يبتغي العِلَلا .
فلم يسمعه أحد إلاّ فُتِنَ به . ويقال إنّ سائب خاثر قال لناس من أصحابه في الليلة التي كان في صبيحتها الحرّة : انطلقوا إلى سلع فتزوّدوا منّي ! .
فوالله لكأنّكم بي غداً وقد أدركتني الخيل في المُنْهَزِمة فَقُتلْتُ فرأيتموني شائلاً فكان مّما غنّاهم من الطويل : .
سألتُ المحِبيَن الذين تكلَّفوا ... بتأريخ هذا الحُبِّ من سالِف الدَهْرِ .
فقلتُ لهم ما يُذهِبُ الحبَّ بعدما ... تمكّن ما بين الجوانح والصدرِ .
فقالوا شفاء الحُبِّ حبُّ يزيله ... من آخرَ أوْ نأيٌ طول على الهَجْرِ .
قالوا : فما سمعنا قطّ أحسن من غنائه تلك الليلة ثم ذكر أهله وولده فبكى بكاءً شديداً فقلنا : ويحك ! .
انصرفْ إلى أهلك وولدك ! .
فقال : قد والله هممْتُ بذلك غير مرّة ! .
فكأنّما يجرّني إنسان إلى هذه الناحية وإنّي لأجد غمّاً ووسوسة في صدري لم أعهدّها قبل ذلك وكأنّ أهلي وولدي قد مُثِّلوا بين يدي من شدّة الشوق إليهم فلمّا أصبح خرج يريد القتال فأُخذ أسيراً فقال للذين أخذوه : إنّ مثلي لا يُقتل ! .
قالوا : ولمّ ؟ قال لأنّي مغنّ حسن الصوت وإنّما أسمعكم ما يسرّكم قالوا : هات ! .
فاندفع يُغّنيهم فألهاهم عماّ هم فيه من الحرب فاعترضه رجل من أهل الشأم فقال : أحسنْتَ يا مدني ونفحه بالسيف فرمى برأسه . فمرّ به بعض القرشيّين فضربه برجله وقال : إنّ ههنا لحنجرةً حسنةً ولمّا عُرضتْ أسماء القتلى على يزيد بن معاوية مرّ به أسمه فقال : من ؟ سائب خاثر صاحبنا ؟ قال : نعم قال : أوّلم يُنادِمْنا ؟ فما تَقَمَ علينا حين خرج مع عدوّنا ؟ وكان لمعاوية في سائب رأيٌ حسن وهوى غالب . وكان يَصِلُهُ إذا قدم عليه ويُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ ويسمع غناءه فإذا غاب عنه تعاهده بصلته وما قدم على معاوية رجلٌ من قريش إلاّ رفع السائب خاثر حاجته لعلمهم رأي معاوية فيه فيقضيها لهم .
أبو العبّاس الشاعر الأعمى