سالم بن عليّ بن سلمان بن عليّ بن العودي أبو المعالي التَغْلِبي . ومن أهل النيل الشاعر . وكان رافضيّاً خبيثاً يهجو الصحابة . وُلد سنة ثمان وسبعين وأربع مائة . وقال العماد الكاتب : لقيته سنة أربع وخمسين وخمس مائة وأورد له من الطويل : .
هُمُ أقعدوني في الهوى وأقاموا ... وأبْلوا جفوني بالسُهاد وناموا .
وهم تركوني للعتاب دَريئةً ... أؤنَّبُ في حبّيهِم وألامُ .
ولو أنْصَفُوني قِسْمَةَ الحُبِّ بيننا ... لهاموا كما بي صبْوةٌ وهُيَامُ .
ولكنّهم لمّا استدّر لنا الهوى ... كَرُمْتُ بحفظي للوداد ولاموا .
ومن شعره من الخفيف : .
ما حسبتُ الكتابَ عنك لهجرٍ ... لا ولا كان ذاكُمُ عَنْ تجافِ .
غير أنّ الزمان يُحْدِثُ للمرءِ ... أموراً تُنْسيه كلَّ مصافِ .
شِيَمٌ مرّت الليالي عليها ... والليالي قليلةُ الإنْصافِ .
ومنه من البسيط .
يا عاتبينَ على عانٍ يحبّهمُ ... لا تجمعوا بين عَتْبٍ في الهوى وعَنا .
إن كان صدّكُمُ عَنَي حُدوثُ غِنى ... فما لنا عنكم حتى الممات غِنَى .
ومنه من الكامل : .
لا أقتضيك على السماح فإنّه ... لك عادة لكنّني أنا مُذِكُر .
أنّ السحابَ إذا تمسّك بالنَدى ... رغبوا إليه بالدُعاءِ فَيُمطِرُ .
قلت : شعر متوسّط .
الدلاّل البغدادي .
سالم بن عليّ بن سلامة بن نصر بن القاسم بن البيطار أبو الحسن الدلاّل البغدادي . سمع الكثير وحصّل الأصول وكان متيقّظاً صالحاً صَدوقاً . سمع محمّد بن عبد الباقي الأنصاري وهبة الله بن عبد الله الواسطي وعبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن وغيرهم وخرّج له ابن الأخضر فوائد في جزء لطيف . قال محبّ الدين ابن النجّار - ورواه لنا عنه - : ولند سنة إحدى وخمس مائة وتوفّي سنة خمس وسبعين وخمس مائة .
الأنصاري .
سالمُ بن عُمير بن ثابت بن النعمان الأنصاري الأوسي أحد البكّائين . شهد بدراً والمشاهد في حدود الخمسين للهجرة .
راوي عاصم .
سالم بن عياش بن سالم الحّنَّاط الأسدي الكوفي . من أهل العلم والحديث . مشهور . وهو أحد رُواة القراءة عن عاصم وهو مولى واصل بن حيا الأحدب . له أخبار وحكايات توفّي بالكوفة سنة ثلاث وتسعين ومائة .
الخيّاط الأنباري .
سالم بن محمّد أبو ميمون الخيّاط الأنباري . دخل البُحْتُري الأنبار وكان أبو ميمون في دّكان الخيّاط فقام إليه وسلّم عليه فقال له : من أنت ؟ قال : غلام من غلمان الأنبار أقول العشر فضحك وقال : لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب أنشِدْني شيئاً ممّا يليق فأنشده من الكامل : .
سمّاك أهلُك يوسفا ... إذا فاقَ حُسنُك يوسُفا .
فكأنَّني امرأةُ العزيز ... أذوبُ فيكَ تلهُّفاً .
قد كان حُبُّك طيباً ... كَدِراً فكيف وقد صَفَا .
فقال له : أحسنْتَ على مقدار سنّك ! .
فقال له : أيّها الأستاذ ! .
أي شيء أجّود ما قلت ؟ فقال : كُلُّ ما قلتُ جيّد فقال له : فأنشِدْني آثَرَ ما قلتَ من ذلك في نفسك فقال : قولي من الكامل : .
أُخْفي هوىً لك في الضلوع وأُظْهِرُ ... وأُلامُ من جَزعٍ عليك وأُعذَرُ .
أمين الدين ابن صصري .
سالم بن محمّد بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ ابن صصري القاضي الرئيس الزاهد أمين الدين أبو الغنائم التَغْلِبي الدمشقي الشافعي . صَدْرٌ كبير وكاتب خبير وحتشم نبيل . له عقل وافر وفضل ظاهر . وكان على وجهه شامة كبيرة حمراء جميلة . ولد سنة أربع وأربعين وتُوُفّي سنة ثمان وتسعين وستّ مائة . حدّث عن مكّي بن علان وسمع من خطيب مردا والرشيد العطّار والرضي بن البرهان وإبراهيم بن خليل وجماعة . ولي نظر الخزانة ونظر الديوان الكبر وغير ذلك ثم تنظّف من ذلك كلّه وحجّ وجاور ثم قدم دمشق ولزم بيته واقبل على شأنه حتى توفّي . وكان موصوفاً بالأمانة ظاهرَ الصيانة والعدالة . وقد تقدّم ذِكْرُ جَدِّه