ولقد حللْت من الشآم ببُقعةٍ ... إعْزِزْ بساكن ربعها المغبونِ .
وَبِئَتْ وجاوَرَها العَدوُّ فأهلُها ... شُهداء بين الطَعْنِ والطاعونِ .
البوازيجي الصوفي الشافعي .
سالم بن عبد السلام بن علوان بن عبدون بن الربع أبو المُرَجَّى الصوفي الدقوقي المعروف بالبوازيجي . قَدِم بغداد وتفقّه للشافعي وبرع في الفقه وسمع الكثير . وصحب أبا النجيب السهروردي وانتفع به وتقدّم عنده وانقطع إلى الخلوة ومداومة الذكر والاشتغال بالله تعالى ومكابدة الأعمال . وجاورَ بمكّة ونفع اللهُ به خَلْقاً كثيراً . وكان قوالاً بالحقّ . وتوفي سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة .
أحد الفقهاء السبعة .
مسالم بن عبد الله بن عُمَر بن الخَطَّاب أبو عبد الله ويقال أبو عُبيد الله ويقال أبو عمر القُرَشي العَدَوي المَدَني الفقيه . روى عن أبيه وأبي أيّوب الأنصاري وأبي هُريرة وعائشة والقاسم وعبد الرحمن ابني محمّد بن أبي بكر . وروى عنه الزهري ونافع وحُميد الطويل وغيرهُم وَقَدِمَ دمشقَ على عبد الملك بكتاب أبيه بالبيعة له وعلى الوليد بن عبد الملك وعلى عمر بن عبد العزيز قال ابن سعد : كان ثقةً كثيرَ الحديث عالياً من الرجال ورعاً وقال أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم : هو أخو عُبيد الله وحمزة وزيد وواقد وبلال وعمر وأمّه أمّ سالم وهي أمّ ولد . وكان عبد الله بن عمر يشبه أباه عمر وكان سالم يشبه أباه عبد الله بن عمر . وقال مالك : ولم يكن في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقضاء والعيش منه وكان يلبس الثوب بدرهمين . وقال نافع : كان ابن عمر يلقى ابنه سالماً فيقبّله ويقول : شيخٌ يقبِّلُ شيخاً ! .
وقال خالد بن أبي بكر : بلغني أنّ عبد الله بن عمر كان يُلامُ في حُبِّ سالم فيقول من الطويل : .
يلومُنّني في سالم وألومُهم ... وجِلْدَةُ بين العين والأنْف سالِمُ .
ورواه بعضُهم : يُديرونني عن سالم وأُديرهم .
قلت : واشتهر هذا البيت كثيراً وروسل به : كتب عبد الملك بن مروان إلى الحَجَاج وقد أكثروا فيه القول : أمّا بعد : فأنت سالم وإسلام ! .
فلم يَدْرِ الحجَّاجُ ما أراد حتّى فسّره له بعضُ من يعرفُه . فقال له : أراد به قولَ عبد الله ابن عمر فسُرَّ بذلك . وصحّف الجوهري بل حرفَ في صِحاحه . فقال : ويقال للجلدة التي بين العين والأنف سالم وأورد البيت ! .
وأنا شديدُ التَعَجُّب من صحب الصحاح كونَه ما فهم المعني من البيت وأنّ سالماً عند أبيه بمنزلة هذه الجلدة في المكان المذكور وقال التبريزي الخطيب : تبع الجوهري خاله إبراهيم الفارابي صاحب ديوان الأدب في غلط هذا الموضع - انتهى