ويقال لَهُ زياد ين أبيه لِما وقع فِي أبيه فِي الشّكّ ويقال لَهُ أيضاً زياد بن سميّة ويكنّى أبا المغيرة وُلد هو والمختار سنة إحدى من الهجرة فأدرك النبيّ A وَلَمْ يره وأسلم فِي عهد أبي بكر وسمع عمر بن الخطّاب واستكتبه أبو موسى الأشعري فِي إمرته عَلَى البصرة وكتب لعبد الله بن عامر ولابن عبّاس وللمغيرة بن شعبة وولاّه معاوية المصرين وهو أوّل من وليهما جميعاً . وقدم دمشق . وروى عنه ابن سيرين والشعبي وأبو عثمان النهدي وغيرهم وأبو بكر أخوه لأمّه . وَكَانَ زياد أولاً من شيعة عليّ بن أبي طالب وَكَانَ عاملَه عَلَى فارس ثُمَّ إنّه بعد موت عليّ صالح وادّعاه فصار من شيعته واشتدّ عَلَى شيعة عليّ وهو الذي أشار عَلَى معاوية بقتل حُجْر بن عديّ وأغلظ للحسن بن عليّ فِي كتاب كتبه إِلَيْهِ فردّ عَلَيْهِ معاوية أقبح ردّ . وَكَانَ قتّالاً سفّاكاً للدماء من جنس أبيه والحجّاج ولكنّه كَانَ خطيباً فصيحاً . وبعثه أبو موسى رسولاً ففتّشه عمر فوجده عالماً بالقرآن وأحكامه وفرائضه وسأله : مَا صنعْتَ بأوّل عطائك ؟ فذكر أنّه اشترى بِهِ أُمَّهُ فأعتقها فسُرّ منه عمر بذلك وتكلّم عند عمر بوصف فتح جلولاء فقال عمر : هَذَا الخطيب المصقَع . ثُمَّ ردّه إِلَى أبي موسى ووصّاه بِهِ . وَكَانَ زياد طويلاً جميلاً يكسر إحدى عينيه وَلَمْ يشهد زياد الجمل واعتذر من شكوى كَانَتْ بِهِ فعذره . وَكَانَ يشتو بالبصرة ويصيف بالكوفة . قال أحمد العجلي : زياد أمير البصرة . تابعيّ ولم يكن يتّهم بالكذب . وقال الأصمعي : مكث زياد عَلَى العراق تسع سنين مَا وضع لَبِنةً عَلَى لبنةٍ وَلَمْ يغرس شجرة وهو أوّل من جلس عَلَى المنبر فِي العيدين وأذّن فيهما وأوّل من أحدث الفتح عَلَى الإمام . وعن أبي مليكة ؛ قال : إنّي لأَطوفُ مع الحسن بن علِيّ فقيل لَهُ : قُتِل زياد ! .
فَسَاءهُ ذَلِكَ فقلت لَهُ : وَمَا يسوؤك ؟ فقال : القتل كفّارة لكلّ مؤمن . وبلغ ابن عمر أنّ زياداً كتب إلى معاوية : إنّي قَدْ ضبطْتُ العراق بشمالي ويميني فارغُه ؛ يسأله أن يولّيه الحجاز واليمامة والبحرين فكَرِهَ ابن عمر أن يكون فِي ولايته فقال : اللهمّ إنك تجعل فِي القتل كفّارةً لمن شِئتَ من خلقك فموتاً لابن سميّة لا قتلاً قال : فخرج فِي إِبهامه طاعونة فما أتت عَلَيْهِ إِلاَّ جمعة حتى مات سنة ثلاث وخمسين فبلغ ابنَ عمر موتُهُ فقال : إِلَيْكَ يَا ابنَ سميّة لا الدنيا بقيتْ لَمْ ولا الآخرة أدركْتَ ! .
وهو معدود فِي دهاة العرب قال ابن حزم فِي كتاب " الفصل " : ولقد امتنع زياد وهو فقعة القاع لا عشيرة لَهُ ولا نسب ولا سابقة ولا قدم فما أطاقه معاوية إِلاَّ بالمداراة حتى أرضاه وولاّه .
التميمي التابعي .
زياد بن جارية بالجيم والياء آخر الحروف التميمي . دمشقي فاضل من قدماء التابعين لا تُعلم لَهُ رواية إِلاَّ عن حبيب بن مسلمة دخل مسجد دمشق وقد تأخرت صلاتهم بالجمعة فقال : والله ما بَعَثَ اللهُ نبياً بعد محمد A أمركم بهذه الصلاة . فأدخل الخضراءَ وقُطع رأسه في زمن الوليد وكان قلته في حدود التسعين للهجرة .
أبو محمد البيطار الأموي .
زياد بن عبد الله الأُسوار بن يزيد بن معاوية أبو محمَد القُرَشي الأموي . كان من وجوه بني حرب ودارُهُ بدمشق في ربض باب الجابية ووجَهه الوليد بن يزيد إلى دمشق حين بلغه خروج يزيد بن الوليد . فأقام بذنبه ولم يصنعن شيئاً . ثم مضى إلى حمص وخرج منها في الجيش إلى دمشق للطلب بدم الوليد بن يزيد فأخذ وحُبس في الخضراء إلى أن بُويع مروان بن محمدَ فأطلقه ثم إنه حبسه بحرّان بعد ذلك ثم أطلقه ثم خرج بقنسرين ودعا إلى نفسه . فبايعه ألوف وزعموا أنّه السفياني ثم لقيه عبد الله بن علي فكسره ولم يزل مستخفياً حتى قُتل بالمدينة . وذُكر أنّه كان يقال له البيطار لأنّه كان صاحب صيد وكان مختفياً بقباء ناحية أُحد . فدلّ عليه زياد بن عُبيد الله الحارثي وهو أمير المدينة فخرج إليه الناس . فخرج عليهم أبو محمّد . فقاتلهم وكان من أرمى الناس . فكثروه فقتلوه في حدود الخمسين ومائة أو قبل ذلك .
خال السفّاح