قلت لما تكنف الروضة الإف ... راح والحسن من جميع النواحي .
هذه الجنة التي وعد الل ... ه وما عن نعيمها من براح .
وكأنا فيها اختلسنا نسيماً ... من سجايا جياش ابن نجاح .
علم المجد ذي الفضائل فخر ... الأمة المرتضى الفتى الجحجاح .
غافر الذنب مسعر الحرب جالي ... الكرب غوث اللاجي حيا الملتاح .
لفظه في الصحائف البيض يغني ... ه ويكفي عن سل بيض الصفاح .
وكتب إلى أبيه شكيل : من الكامل .
قل للشكيل وسله ما المعنى بأن ... أشقى بها وأنا المقيم ببابها .
فإذا هوت دلوي تريد قليبها ... جاءت بجندلها معاً وترابها .
وإذا بها أدلى سواي دلوه ... جاءته مترعة إلى أكرابها .
ومن شعره : من الطويل .
عظيم يهون الأعظمون لعزه ... فمطلبه في كل أمر عظيمه .
تأخر من جاراه في حلبة العلى ... وقدمه إقدامه وقديمه .
كتائبه قبل الكتائب كتبه ... ويغنيك عن بطش الهزبر نئيمه .
فلولاه لم يثبت على الحمد حاؤه ... ولا وصلت يوماً إلى الدال ميمه .
قلت : أخذ هذا من المتنبي في قوله : من البسيط .
تملك الحمد حتى ما لمفتخر ... في الحمد حاء ولا ميم ولا دال .
ولكن قول ذكري أحسن صنعة منه وأمكن .
؟ عماد الدين قاضي واسط .
زكرياء بن محمد بن محمود الإمام القاضي عماد الدين أبو يحيى الأنصاري الأنسي القزويني . كان قاضي واسط وقاضي الحلة أيام الخليفة المستنصر بالله وله تصانيف منها كتاب عجائب المخلوقات . توفي سابع المحرم سنة اثنتين وثمانين وست مائة .
؟ ابن الطيفوري الطبيب .
زكرياء بن الطيفوري قال كنت مع الأفشين في معسكره وهو في محاربة بابك . فأمر بإحصاء جميع من في عسكره من التجار وحوانيتهم وصناعة رجل رجل منهم فدفع ذلك إليه .
فلما بلغت القراءة إلى موضع الصيادلة قال : يا زكرياء اضبط هؤلاء أول ما تقدم فيه امتحنهم حتى نعرف الناصح من غيره ومن له دين ومن لا دين له .
فقلت : أعز الله الأمير إن يوسف لقوة الكيميائي كان يدخل على المأمون كثيراً ويعمل بين يديه . فقال هل يوماً : ويحك يا يوسف ليس في الكيمياء شيء . قال له : بلى يا أمير المؤمنين وإنما آفة الكيمياء من الصيادلة . فقال له : ويحك وكيف ذلك ؟ فقال له : يا أمير المؤمنين إن الصيدلاني لا يطلب منه أحد شيئاً من الأشياء كان عنده ولم يكن إلا أخبر أنه عنده ودفع له شيئاً من الأشياء التي عنده وقال : هذا الذي طلبت . فإن رأى أمير المؤمنين أن يضع اسماً لا يعرف ويوجه جماعة إلى الصيادلة في طلبه ليبتاعه فليفعل .
فقال له المأمون : قد وضعت الاسم وهو سقطيثا وسقطيثا ضيعة تقرب من مدينة السلام .
ووجه المأمون جماعة من الرسل يسأل الصيادلة عن سقطيثا . فكلهم ذكر أن ذلك عنده وأخذ الثمن . فصاروا إلى المأمون بأشياء مختلفة فمنهم من أتى ببزور ومنهم من أتى بقطعة حجر ومنهم من أتى بوبر .
فاستحسن المأمون ذلك وأقطعه ضيعة على النهر المعروف بنهر الكلبة فهي في أيدي ورثته .
فقال زكريا للأفشين : فإن رأى الأمير أن يمتحن هؤلاء الصيادلة بمثل ذلك فليفعل .
فدعا الأفشين بدفتر من دفاتر الأسروشنة وأخرج منه نحواً من عشرين اسماً ووجه يطلبها من الصيادلة فبعضهم أنكرها وبعضهم ادعى معرفتها وأخذ الدراهم من الرسل .
فأمر الأفشين بإحضار جميع الصيادلة وكتب لمن أنكر تلك الأسماء مناشير أذن لهم فيها بالمقام في عسكره ونفى الباقين عن العسكر ونادى المنادي بإباحة دم من يؤخذ منهم بعسكره . وكتب إلى المعتصم يسأله أن يبعث إليه بصيادلة لهم دين ومذهب جميل ومتطببين كذلك . فاستحسن المعتصم ذلك وبعث إلي بما سأل .
؟ ؟ اللحياني صاحب تونس .
زكرياء بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن الشيخ عمر الملك أبو يحيى صاحب تونس وطرابلس والمهدية وقابس وتوزر وسوسة البربري الهنتاتي المغربي المالكي اللحياني . ولد بتونس سنة نيف وأربعين وتوفي سنة سبع وعشرين وسبع مائة .
وزر لابن عمه المستنصر مدة وتفقه واتقن النحو . ثم ملك سنة ثمانين ثم خلع ثم إنه حج سنة تسع وسبع مائة واجتمع بالشيخ تقي الدين ابن تيمية