من أهل الكرخ من أولاد الرؤساء المحدثين قال ابن النجار : كان أحد الشعراء بديوان الخلافة ينشد في التهاني والتعازي وسمع من جده أبي علي ومن أبي القسم ابن بيان وحدث باليسير وتوفي سنة ثمانين وخمس ماية ومن شعره : .
تركت القريض لمن قاله ... وجود فلان وأفضاله .
وتبت من الشعر لما رأيت ... كساد القريض وأهماله .
وعدت إلى منزلي واثقاً ... برب يرى الخلق سؤاله .
فنجل ابن نبهان يرجو الأله ... يمحص عنه الذي قاله .
من الكذب في نظمه للقريض ... فربي كريم لمن ساله .
قلت : شعر متوسط : .
المقرىء الوكيل محمد بن أحمد بن محمد المقرىء الوكيل .
كان وكيلا بين يدي القضاة ووالده أعمى يقرأ بين يدي الوعاظ توفي سنة أحدى وتسعين وخمس ماية ومن شعره : .
يا زمنا قد مضى لنا بمنى ... هل لك من عودة فتجمعنا .
وياليالي بطن العقيق ألا ... عودي على مدنف حليف ضني .
يحن شوقاً إلى الحجاز وقد ... كانت مغاني اللوى له وطنا .
يا سايق العيس نحو كاظمة ... رفقاً بصب فؤاده ظعنا .
يبكي على طيب عيشة سلفت ... برامة والرقيب ما فطنا .
قلت : شعر عذب منسجم لكنه بلا غوص .
علم الدين المغربي شارح الشاطبية والمفصل محمد بن أحمد بن الموفق بن جعفر أبو القسم علم الدين الأندلسي المرسي اللورقي .
مولده سنة خمس وسبعين وخمس ماية سمع من عبد العزيز بن الأخضر وأبي اليمن الكندي وغيرهما وأشتغل بالقرآن والعربية وبرع في ذلك وشرح المفصل ومقدمة الجزولي والشاطبية وكان أماما عالما أحد المشايخ الفضلاء الصلحاء يجمع بين العلم والعمل وكان يسمى القسم أيضا توفي في شهر رجب سنة أحدى وستين وست ماية ودفن بمقابر باب توما بدمشق قال الشيخ شمس الدين : وقرأ بمصر على أبي الجود وبالغرب على الحصار والمرادي المرسي وأجتمع بالجزولي وسأله عن مسألة في مقدمته وسمع بحلب من الأفتخار الهاشمي وقرأ سيبويه على الكندي وكمله وقرأ ببغداذ على أبي البقاء وقرأ الأصلين والحكمة وكان خبيرا بهذه العلوم مقصودا بها ولي مشيخة التربة العادلية وكان مليح الشكل حسن البزة عزم على الرحلة إلى الأمام فخر الدين فبلغه موته وكأن له خلقة اشغال وهو كان الحكم بين أبي شامة والشمس أبي الفتح في أيهما أولى بمشيخة التربة الصالحية والقصة معروفة فرجح أبا الفتح وقال عن أبي الفتح هذا يدري القراآت وعن أبي شامة هذا أمام فوقعت العناية بأبي الفتح .
عز الدين ابن العجمي محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم عز الدين أبو عبد الله الحلبي الأصل المعروف بابن العجمي ابن كمال الدين .
لما توفي والده رتب ولده عز الدين المذكور مكانه في كتابة الأنشاء وكان فيه مروءة ومثابرة على قضاء حوايج الناس وكان عارفا بالفقه على مذهب الشافعي مشاركا في العلوم درس بعدة مدارس بالقاهرة وغيرها وصنف وله نظم كثير فمنه : .
حكم الغرام وحكمه مقبول ... أني بسيف لحاظه مقتول .
فعلام ينكر ما جنت الحاظه ... ودمي على وجناته مطلول .
غصن وبدر قده ورضا به ... ذا عاسل يثنى وذا معسول .
لا غرو أن أضحى القوام مثقفاً ... فسنانه من جفنه مسلول .
حل أصطباري عقد مبسمه وما ... عقد الوداد لوده محلول .
ومنه لغز في عقرب : .
وما أسم رباعي إذا ما عددته ... تراه بلا شك يزيد على عشر .
له منزل أن شئت في أبرج السما ... ومنزله في الأرض باد لذي حجر .
ومعكوسه ستر إذا ما رفعته ... رأيت جمالاً جل باريه كالبدر .
وتصحيفه أرجوه من خالق الورى ... يمن به قولاً إذا خفت من وزري .
ومنه : .
اتراه يدري في الهوى ولهي به ... أم عنده خبر الجوى ولهيبه .
أم هل ترى النوى لمقاطع ... ما زال يوصل دمعه نجيبه .
عجباً له عذبت بفيه مشارب ... وغدا بها سبباً إلى تعذيبه .
فنحيبه لحبيبه وسراره ... لرقيبه وسقامه لطبيبه