داود بن يحيى بن كامل القاضي عماد الدين القرشي الحنفي البصروي والد الشيخ نجم الدين القحفازي . ولي تدريس العزيّة بالكجك وناب في القضاء وروى الحديث عن أبي القاسم بن صصرى فيما قيل وعن أبي سحق الصريفيني وعبد الرحمن النُّصولي وناب عن القاضي مجد الدين بن العديم وكان إماماً محقِّقاً . ولد سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مائة وتوفي سنة أربع وثمانين وست مائة .
أبو سليمان الغرناطي .
داود بن يزيد أبو سليمان السَّعدي الغرناطي بقية النحاة بالأندلس . أخذ عن أبي الحسن ابن الباذش وكان من أكبر تلامذته . وسمع من أبي محمد بن عتابٍ وأبي بحر بن العاص وابن مغيث وغيرهم وكان له مشاركة في علم الحديث . أخذ الناس عنه ومن رواته : أبو بكر بن زمنين وأبو الحسن ابن خروف وأبو القاسم الملاحي وتوفي عن خمسٍ وثمانين سنةً في سنة ثلاثٍ وسبعين وخمس مائة .
علم الدين بن شوّاق .
داود بن الحسن بن منصور علم الدين بن شوّاق الأسنائي . قرأ الفقه على بهاء الدين هبة الله القفطي وتأدَّب على أبيه . كان ظريفاً خفيف الروح توفي سنة ست وسبع مائة وقد تقدم ذكر أبيه . ولما توفي داود قال أبوه يرثيه : من الطويل .
مصابك يا داود ليس يهون ... فقد أينعت فيك العيون عيون .
ورثاه محمد بن الحكم بقصيدةٍ منها : من البسيط .
قصدت ربع بني شوّاق مبتغياً ... حجّاً فخبت لأني لم أر العلما .
ومن شعر العلم يمدح طقصبا والي قوص : من الخفيف المجزوء .
لاح برقٌ من الخبا ... إنَّ هذا له نبا .
وتنشقت نسمةً ... طرقتني مع الصِّبا .
همت لمَّا شممتها ... وفؤادي لها صبا .
وسرى النشر في الورى ... عمَّ شرقاً ومغربا .
هذه دولة الرِّضا ... وبلها جاء صيِّبا .
جئت بالحقِّ ناطقاً ... لست يا برق خلَّبا .
إنما أنت بارقٌ ... لاح عن وجه طقصبا .
سيف دينٍ مجرّدٌ ... ضيغمٌ ضمَّه قبا .
عفوه وانتقامه ... قرن الذيب والظِّبا .
وغذا طوع أمره ... أسمر الخط والظُّبى .
الزاهر صاحب البيرة .
داود بن يوسف بن أيوب الملك الزاهر أبو سليمان مجير الدين صاحب قلعة البيرة ابن السلطان صلاح الدين . كان يحب العلماء وأهل الفضل يقصدونه من البلاد . لما ولد بالقاهرة كان السلطان صلاح الدين بالشام وكان الثاني عشر من أولاده فكتب إليه القاضي الفاضل رسالةً يبشره بولادته من جملتها : ... وهذا المولود المبارك هو الموفي لاثني عشر ولداً بل لاثني عشر نجماً متّقداً فقد زاده الله تعالى في أنجمه عن أنجم يوسف عليه السلام نجماً ورآهم المولى يقظةً ورأى هو تلك الأنجم حلماً ورآهم المولى ساجدين له ورأينا الخلق لهم سجوداً . وهو تعالى قادر أن يزيد في جدود المولى إلى أن يراهم آباء وجدوداً .
وكان الملك الزاهر يقول : من أراد أن يبصر صلاح الدين فليبصرني فأنا أشبه أولاده به . وكانت ولادته سنة ثلاثٍ وسبعين وخمس مائة وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وست مائة وهو شقيق الملك الظاهر غازي . ولما توفي بالبيرة توجَّه إليها الملك العزيز ابن الملك الظاهر غازي وملكها .
المؤيّد صاحب اليمن .
داود بن يوسف بن عمر بن رسول التركماني الملك المؤيّد هزبر الدين ابن المظفر صاحب اليمن . ملك اليمن نيِّفاً وعشرين سنة ومات في ذي الحجة سنة أحدى وعشرين وسبع مائةٍ ودفن عند أخيه بالمدرسة . عقدت له السلطنة بعد أخيه الأشرف في المحرم سنة ست وتسعين . وكان قد تفنّن وحفظ كفاية المتحفظ ومقدمة ابن بابشاذ وبحث التنبيه وطالع وسمع من المحبّ الطبري وغيره . واشتملت خزانته على ما يقال على مائة ألف مجلّد . وكان محباً للخير مثابراً على زيارة الصالحين