باللطف إذا لقيت من اهواه ... عاتبه وقل له الذي القاه .
أن أغضبه الوصال غالطه به ... أو رق فقل عبدك لا تنساه .
وقال الآخر : .
ألا يا نسيم الريح بلغ رسالتي ... سليمي وعرض بي كأنك مازح .
فإن اعرضت عني فموه مغالطاً ... بغيري وقل ناحت بذاك النوايح .
وقال الآخر حلاوى : .
بحرمة العهد أن جزت النقايا سعد ... وابصرت ذات المحيا والأثيث الجعد .
عرض بذكرى وغالطها وقل يا دعد ... إذ لم تجودي بوصلك فأسمحي بالوعد .
وقلت أنا من أبيات : .
ويا رسولي إليهم صف لهم أرقي ... وأن طرفي لضيف الطيف مرتقب .
وأسأل مواهبهم للعين بعض كرى ... عساي أن يهبوا لي بعض ما نهبوا .
ولطف القول لا تسأم مراجعة ... وأشك الهوى والنوى قد ينجح الطلب .
عرض بذكرى فإن قالوا أتعرفه ... فأسأل لي الوصل وأنكرني إذا غضبوا .
والأصل في هذا كله قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي : .
فأتتها طبة عالمة ... تمزج الجد مراراً باللعب .
تغلظ القول إذا لانت لها ... وتراخي عند سورات الغضب .
والوأواء الدمشقي من شعراء سيف الدولة ابن حمدان ومن مديحه فيه من جملة قصيدة : .
من قاس جدواك بالغمام فما ... أنصف في الحكم بين أثنين .
أنت إذا جدت ضاحك أبداً ... وهو إذا جاد دامع العين .
ومن شعره أيضا : .
أيا ملزمي ذنب الدموع وقد جرت ... فأبدت من الأسرار كل مصون .
أعني على تأديب دمعي فإنه ... يتوب إذا ما كنت أنت معيني .
ومنه أيضاً وهو لطيف جداً : .
إذا أشتد ما ألقي جلست حذاءه ... ونار الهوى قد أضرمت بين أوصالي .
أقبل من فيه نسيم كلامه ... إذا مر بي صفحاً بأفواه آمالي .
ومنه أيضاً : .
يا من بزرقة سيف اللحظ طل دمي ... والسيف ما فخره إلا بزرقته .
علمت أنسان عيني أن يجود فقد ... جادت سباحته في ماء عبرته .
ومنه أيضا : .
ولما وقفنا ساحة الحي لم نطق ... كلاماً تناجينا بكسر الحواجب .
نناجي بأضمار الهوى ظاهر الهوى ... بأطيب من نجوى الأماني الكواذب .
توفي الوأواء الدمشقي في عشر التسعين والثلاث ماية تقريبا الخباز البلدي محمد بن أحمد بن حمدان المعروف بالخباز البلدي نسبة إلى بلد وهي مدينة بالجزيرة التي منها الموصل قال صاحب اليتيمة : كان أمياً وكان حافظا للقرآن يقتبس منه وكان يتشيع قال : .
كأن يميني حين حاولت بسطها ... لتوديع الفي والهوى يذرف الدمعا .
يمين ابن عمران وقد حاول العصا ... وقد جعلت تلك العصا حية تسعى .
وقال : .
أترى الجيرة الذين تداعوا ... بكرة للزيال قبل الزوال .
علموا أنني مقيم وقلبي ... راحل فيهم أمام الجمال .
مثل صاع العزيز في أرحل القو ... م ولا تعلمون ما في الرحال .
وقال : .
سار الحبيب وخلف القلبا ... يبدي العزاء ويضمر الكربا .
قد قلت إذ سار السفين بهم ... والبين ينهب مهجتي نهبا .
لو أن لي عزاً أصول به ... لأخذت كل سفينة غصبا .
وقال : .
ألا آن أخواني الذين عهدتهم ... أفاعي رمل لا تقصر عن لسعي .
ظننت بهم خيراً فلما بلوتهم ... نزلت بواد منهم غير ذي زرع .
وقال : .
أنا في قبضة الغرام رهين ... بين سيف مجاذب ورديني .
وكأن الهوى أمره علوي ... ظن أني وليت قتل الحسين .
وكأني يزيد بين يديه ... فهو يختار أوجع القتلتين .
وقال : .
وحمايم نبهنني ... والليل داجي المشرقين .
شبهتهن وقد بكي ... ن وما ذرفن دماء عيني .
بنساء آل محمد ... لما بكين على الحسين .
وقال : .
ليل المحبين مطوى جوانبه ... مشمر الذيل منسوب إلى القصر