وذكر ابن الأثير في تاريخ دولة ابن أتابك أنّ الخفاجي صاحب هذه الواقعة هو ألب رسلان بن محمود لتربية عماد الدين زنكي ولذلك سمي أتابك فإنه الذي يربي أولاد الملوك . وكان جقر يعارضه ويعانده في مقاصده فلمّا توجه عماد الدين زنكي لمحاصرة قلعة البيرة قرر الخفاجي مع جماعة من أتباعه أن يقتلوا جقر فحضر يوماً إلى باب الدار للسلام فنهضوا إليه فقتلوه سنة تسع وثلاثين وخمسمئة وولّي عماد الدين مكان جقر زين الدين علي بن بكتكين والد مظفر الدين صاحب إربل . وكان جقر قد ولى بالموصل رجلاً ظالماً يقال له القزويني فسار سيرة قبيحة وشكا الناس منه فعزله وجعل مكانه عمر بن شكلة فأساء السيرة أيضاً فقال الحسين بن أحمد بن شقاق الموصلي : من المديد .
يا نصير الدّين يا جقر ... ألف قزويني ولا عمر .
لو رماه الله في سقرٍ ... لا شتكت من ظلمه سقر .
الألقاب .
ابن الجكر اسمه عبد السيّد الجكّار : عبد العزيز بن يوسف ابن الجلاّب المالكي اسمه عبيد الله بن الحسين أولاد جكينا : جماعة منهم أحمد بن محمد بن أحمد ومنهم البرغوث الحسن بن أحمد الجلاّبي الشافعي : الحسن بن أحمد ابن الجلال : الحسن بن علي ابن الجلاجلي : يحيى بن محمد جلالة الدولة القاضي أحمد بن علي ابن جلجل الطبيب : اسمعه سليمان بن حسان ابن الجلخت هبة الله بن محمد .
الجلد بن أيوب البصري .
صاحب القصص والمواعظ . يروي عن معاوية بن قرة وعمرو بن شعيب ضعَّفه إسحاق بن راهويه وقال الدّارقطني : متروك . وتوفي سنة ثلاثين ومئة .
جلدك .
شجاع الدين والي دمياط .
جلدك بن عبد الله المظفَّري التَّقويّ شجاع الدين والي دمياط نقلت من خط شهاب الدين القوصي من معجمه قال : أنشدني شجاع الدين جلدك لنفسه : من الطويل .
خذوا حذركم من ساحر الطَّرف أغيد ... فكم قتل العشاق عمداً ولا يدي .
ولا تردوا ماءً بمدين حبِّه ... فليس بها ما ينفع الهائم الصَّدي .
ولما نزلنا وادي الودِّ لم أزل ... أبلّ ثراه لاثماً بتودَّد .
ونادى كليم الشوق مولاه رؤيةً ... فلما تجلى دكَّ طور تجلُّدي .
وخرَّ فؤادي صاعقاً لم أفق لما ... بدا من سنا ذاك الجمال المحمدي .
سألتكما يا أهل نجدٍ وحاجرٍ ... على جمرات الوجد من هو منجدي .
وكم ليلة أفنيت بالرّشف ثغره ... وجرت على ذاك الشَّتيت المنضَّد .
وبات كما شاء اختياري على المنى ... وبتُّ وإياه كحرفٍ مشدّد .
إنتهى كلام القوصي .
قلت : أخذ هذا المعنىمن ابن سناء الملك فإنه قال : من الطويل .
وليلة بتنا بعد سكري وسكره ... نبذت وسادي ثم وسَّدته يدي .
وبتنا كجسم واحد من عناقنا ... وإلاّ كحرف في الكلام مشدّد .
وسمع جلدك كثيراً من الحديث النبوي على الحافظ السِّلفي وروى عنه وعن مولاه الملك تقي الدين عمر بن شاهنشاه بشيء من شعره .
وولي نيابة الاسكندرية ودمياط وشدّ الديار المصرية . ذكر أنه نسخ بيده أربعاً وعشرين ختمة وكان سمحاً جواداً محبّاً للعلماء مكرماً لهم يساعدهم بماله وجاهه وله غزوات مشهودة ومواقف بالساحل ومدح بالشعر .
وروى عنه القوصي والزكيّ المنذري والرشيد العطار والجمال ابن الصَّابوني واستفكّ مئة وثلاثين أسيراً من المغاربة عند موته وبنى بحماة مدرسة . وقال النفيس أحمد القطرسي قصيدة منها : من مجزوء الكامل .
أحرقت يا ثغر الحبي ... ب حشاي لمّا ذقت بردك .
أتظن غصن البان يع ... جبني وقد عاينت قدَّك .
أو خلت آس عذارك ال ... ممشوق يحمي منك وردك .
يا قلب من لانت معا ... طفه علينا ما أشدّك .
أتظنني جلد القوى ... أو أنّ لي عزمات جلدك .
وتوفي في شعبان سنة ثمان وعشرين وستمئة .
جلدك الفائزي .
جلدك الرومي الفائزي الأمير ولي عدَّة ولايات وكان فاضلاً وله شعر وسيرة مشكورة . توفي بالقاهرة في شوال سنة أربع وستين وستمئة وقيل سنة خمس . ومن شعره في مليح زاره وفي يده كأس خمر : من الوافر