جعفر بن موسى الهادي بن محد المهدي بن عبد الله المنصور . ذكر أحمد بن أبي طاهر أن موسى الهادي خلع الرشيد من ولاية العهد وبايع لابنه جعفر وكان عبد الله بن مالك على الشرطة فلما توفي الهادي هجم خزيمة بن خازم في تلك الليلة وأخذ جعفراً من فراشه فقال : والله لأضربنَّ عنقك أو تخلعها . فلما كان من الغد ركب الناس إلى دار جعفر فأتى به خزيمة وأقامه على باب الدار في العلوّ والأبواب مغلقة فجعل جعفر ينادي يا معشر الناس من كانت لي في عنقه بيعةٌ فقد أحللته منها والخلافة لعمي هارون لا حقَّ لي فيها . وزوّج الرشيد جعفراً ابنته حمدونة في خلافته .
ابن الحدّاد النحوي .
جعفر بن موسى يعرف بابن الحداد النحوي كتب الناس عنه شيئاً من اللغة وغريب الحديث وما كان من كتب أبي عبيدٍ مما سمعه من أحمد بن يوسف التغلبي وغير ذلك وكان من ثقات المسلمين وخيارهم . توفي سنة تسع وثمانين ومئتين .
ابن ميمون الأنماطي .
جعفر بن ميمون الأنماطي . روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة . وتوفي في حدود الخمسين والمئة .
المعتزلي رأس الجعفرية .
جعفر بن ميسَّر المعتزلي رأس الجعفرية . وهن طائفة ينسبون إليه قالوا : إن الله لا يقدر على ظلم العقلاء ويقدر على ظلم الأطفال والمجانين . وقال جعفر هذا : فسّاق هذه الأمة شرٌّ من الزنادقة والمجوس وسارق الحبَّة منخلعٌ من الإيمان وأثبت الخلود في النار بالعقل قبل ورود الشرع وإن الله تعالى خلق القرآن في اللوح المحفوظ فلا يجوز أن ينتقل وما نقرأه نحن فهو حكاية عن المكتوب في اللوح المحفوظ والقراءة فعلنا وخلقنا .
البرمكي وزير هارون .
جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بن جاماس بن يستاسف البرمكي وزير هارون الرشيد . كان من علّو القدر ونفاذ الأمر وبعد الهمة وعظم المحل وجلالة المنزلة عند هارون الرشيد بحالةٍ انفرد بها ولم يشارك فيها . وكان سمح الأخلاق طلق الوجه ظاهر البشر وأمّا جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فكان أشهر من أن يذكر وكان من ذوي الفصاحة المشهورين باللسن والبلاغة يقال إنه وقع ليلة بحضرة هارون الرشيد زيادة على ألف توقيع ولم يخرج في شيء منها عن موجب الفقه . وكان أبوه قد ضمه إلى القاضي أبي يوسف الحنفي حتى علّمه وفقهه .
إعتذر إليه رجلٌ فقال له جعفر : قد أغناك الله بالعذر منّا عن الاعتدار إلينا . وأغنانا بالمودة لك عن سوء الظن بك .
ووقَّع إلى بعض عما له : كثر شاكوك وقلَّ شاكروك فإمّا اعتدلت وإمّا اعتزلت .
وبلغه أن الرشيد مغموم لأنَّ منجماً من اليهود دخل إليه وزعم أنه يموت في تلك السنة فركب جعفر وأتى إلى الرشيد فقال لليهودي : أن تتزعم أن أمير المؤمنين يموت إلى كذا وكذا يوماً ؟ قال : نعم . قال : وأنت كم عمرك ؟ قال : كذا وكذا أمداً طويلاً . فقال للرشيد : حتى تعلم أ ّه كاذب في أمدك كما كذب في أمده فقتله وذهب ما كن بالرشيد وصلب اليهودي . فقال أشجع السلمي : من الطويل .
سل الراكب الموفي على الجزع هل ... رأى لراكبه نجماً بدا غير أعور .
ولو كان نجمٌ مخبراً عن منيّةٍ ... لأخبره عن رأسه المتحيّر .
يعرفنا موت الإمام كأنه ... يعرّفه أنباء كسرى وقيصر .
أتخبر عن نحسٍ لغيرك شؤمه ... ونجمك بادي الشر يا شرَّ مخبر